لماذا وإلى أين ؟

مختص يرصد أعطاب تطبيق “يلا” لتذاكر “الكان” ويرد على اتهامات جزائرية بالاستهداف

في ظل الاستعدادات لاستضافة المغرب لكأس أمم إفريقيا 2025، قد شهدت الأيام الأخيرة إطلاق تطبيق “يلا Yalla”، الذي سيمكن الجماهير من حجز التذاكر، واستخراج بطاقة المشجع، وتقديم طلبات التأشيرة الإلكترونية الخاصة بمتابعة المباريات، غير أن هذه العملية واجهت مجموعة من الإكراهات التقنية والتنظيمية، مما أثار موجة من الاستياء، بسبب الصعوبات التي تعترض المشجعين في استخدام هذا التطبيق،

اشتراط التطبيق التوفر على جواز سفر بيومتري كشرط أساسي، الأمر الذي لا ينطبق على عدد كبير من المواطنين، وهو ما سبب في الارتباك لدى عدد من الجماهير، مما قد يؤثر سلبا على المشاركة الجماهيرية والطموح الذي يحدو الجميع من أجل ضمان نجاح هذه البطولة، إضافة إلى عدم توافق التطبيق مع عدد كبير من الهواتف المحمولة، إذ يشتغل فقط على الأجهزة التي تتوفر على خاصية NFC، وهي قليلة الانتشار في العديد من الدول الإفريقية.

في الوقت نفسه، تتجه اتهامات جزائرية إلى أن الأمر متعلق بـ”افتعال مقصود” فيما يرى آخرون أن المشكلة تكمن أساسا في ضعف التحضير والجانب الرقمي ما يطرح تساؤلات حول قدرة الجهات المنظمة على ضمان تجربة سلسة للمشجعين وضمان نجاح البطولة.

وتفاعلا مع الإشكالات التقنية لتطبيق “يلا – Yalla”، أوضح حسن خرجوج، المتخصص في الأمن الرقمي أن “إطلاق أي تطبيق، من الضروري إجراء تجربة المستخدم من خلال نسخة تجريبية للوقوف على نقاط الضعف والقوة.

وقال خرجوج في تصريح لجريدة “آشكاين” إن “المرحلة التجريبية أساسية لتقييم أداء التطبيق، ومعرفة المشاكل قبل وصوله للعموم”. وتأسف المتحدث لأن التطبيق “لم يمر بكل هذه الاختبارات بشكل كاف، وهذا ما سبب الصعوبات التي يواجهها بعض المستخدمين”.

وأضاف المتخصص في الأمن الرقمي “أن حوالي 60 إلى 70% من المستخدمين لم يتمكنوا من استخدام التطبيق بشكل كامل خلال التجربة الأولية”، مشيرا إلى أن “جمع آراء عدد كبير من المستخدمين مثل 100 شخص يساعد على تحديد المشكلات الدقيقة وتصحيحها قبل إطلاق النسخة النهائية، وهذا لم يحصل”.

وذكر خرجوج أن “الهدف هو أن يكون التطبيق بسيطا وسلسا، بحيث يتمكن المستخدم من إتمام عملياته بنقرات قليلة فقط، دون تعقيدات أو خطوات إضافية”. وأشار إلى أن “الشركات العالمية في المجال التقني تنجح لأنها تلتزم بهذه المراحل، بينما التجربة المحلية غالبا ما تتخطى هذا الإجراء، مما يؤدي إلى تقييم المستخدمين لكل خطأ بشكل مباشر وحده”.

وتطرق المختص في الأمن الرقمي إلى “المشاكل التقنية الخاصة بالتطبيق، وأبرزها اشتراط توفر المستخدم على جواز سفر بيومتري، ما يعيق العديد من المواطنين الأفارقة الذين يمتلكون جوازات عادية، إضافة إلى محدودية عمل التطبيق على الأجهزة التي تدعم تقنية NFC، وهو أمر نادر الانتشار عند بعض المستخدمين”.

المتحدث أكد أن “هذه المشاكل ليست سوء نية من الشركة المطورة، بل نتيجة محدودية الموارد وعدم إجراء اختبار شامل للنسخة التجريبية، ولو أجرت ذلك لعبرت عنه ولكنا قد تجاوزنا كل هاته الإشكالات”.

وحول الانتقادات الجزائرية، أشار خرجوج إلى أن “بعض المستخدمين اعتبروا هذا الشرط عائقا أمام اقتناء التذاكر، لكنه لفت إلى أن نفس الصعوبات يواجهها عدد من المغاربة داخل البلاد، ما يبرز الحاجة إلى تحسين التطبيق ليكون متاحا وسلسا لجميع المستخدمين، سواء من الداخل أو الخارج”.

المصدر ذاته دعا إلى “ضرورة إعطاء العناية اللازمة لهاته الهفوات والتي من شأنها أن تعطي ضربات مجانية”. مشيرا إلى الرهان اليوم على فضاء رقمي سهل وسلس ومستدام يعزز من طموحاتنا في استقبال عدد أكبر من الجماهير.”

وأكد المتخصص أن “هذه المرحلة من الاختبارات والتعديلات ضرورية خصوصا في ظل استضافة المغرب لكأس أمم إفريقيا 2025، حيث من المتوقع حضور ملايين الجماهير، موضحًا أن أي خلل في الوصول للتذاكر أو استخدام التطبيق سيؤثر سلبا على تجربة المشجعين وعلى نجاح البطولة”.

وأشار المتحدث أيضا إلى أهمية التحول الرقمي الفعلي، موضحا أن “الملك أعطى إشارة قوية للبدء في مشاريع التحول الرقمي، وأن على الجهات المسؤولة ألا تكتفي بالشعارات، بل يجب تنفيذ المشاريع بشكل حقيقي وفعال”.

وشدد المصدر على أنه “إذا أحسن تطبيق هذه الإجراءات التقنية مسبقًا، ستقل المشاكل المستقبلية وستصبح تجربة المستخدم سهلة وميسرة، وسيتمكن الجميع من الوصول للتذاكر والخدمات بسهولة”.

ودعا الخبير إلى ضرورة تنفيذ تجارب المستخدم قبل الإطلاق النهائي، والاستفادة من الملاحظات لتصحيح جميع العقبات التقنية، مع التركيز على جعل التطبيق متاحًا وسلسًا لجميع الفئات، بما في ذلك المستخدمين المغاربة والأفارقة، لضمان نجاح التحول الرقمي وتجربة المستخدم في البطولات الكبرى المقبلة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x