لماذا وإلى أين ؟

محاكمة 10 أشخاص شككوا في الهوية الجنسية لسيدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون

تنطلق الإثنين 27 أكتوبر 2025 في باريس محاكمة عشرة أشخاص بتهمة التنمر والتشهير ضد السيدة الأولى الفرنسية بريجيت ماكرون، على خلفية شائعات كاذبة تشكك في هويتها الجنسية.

هذه الشائعات، التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ سنوات، تزعم أن بريجيت ماكرون – المولودة باسم بريجيت تروغنو – لم تكن موجودة أبداً، وأن شقيقها جان ميشال غيّر جنسه ليصبح هي، مما أثار موجة من الاتهامات الأكثر خطورة تصل إلى إساءة معاملة الأطفال. يأتي هذا الإجراء القضائي كجزء من حملة مكثفة من الزوجين ماكرون للدفاع عن سمعة السيدة الأولى، وسط تصاعد الاستغلال السياسي لهذه الشائعات من قبل اليمين المتطرف وأنصار نظريات المؤامرة.

خلفية الشائعات: حملة تضليل مستمرة
بدأت هذه الشائعات في الانتشار بشكل واسع بعد انتخاب إيمانويل ماكرون رئيساً لفرنسا في عام 2017، وتكررت بانتظام على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة في أوساط المشككين بفعالية لقاحات كوفيد-19 واليمين المتطرف. وفقاً لتقارير وكالات أنباء مثل فرانس 24 ورويترز، تُعد هذه الادعاءات جزءاً من حملات تضليل أوسع تستهدف النساء السياسيات البارزات حول العالم، مثل السيدة الأولى الأمريكية السابقة ميشيل أوباما، ونائبة الرئيس الأمريكية السابقة كامالا هاريس، ورئيسة الوزراء النيوزيلندية السابقة جاسيندا أرديرن، بهدف السخرية والإذلال من خلال التشكيك في هويتهن الجنسية أو ميولهن الجنسية.

في سياق متصل، أشعل تقرير نشرته CNN Arabic في سبتمبر الماضي ضجة على مواقع التواصل، حيث أفاد بأن الرئيس ماكرون ينوي تقديم “أدلة علمية” أمام المحكمة لتفنيد هذه المزاعم، مما أثار تفاعلات واسعة وأعاد الشائعات إلى الواجهة. كما أكدت مصادر قضائية فرنسية أن التحقيقات الجارية تشمل اتهامات بالتحرش الإلكتروني، حيث يُحاكَم الأشخاص العشرة – منهم رجال ونساء – أمام محكمة الجنايات في باريس، مع طلب غرامات تصل إلى عشرات الآلاف من اليورو.

تاريخ الإجراءات القضائية: انتصارات وانتكاسات
سبق لهذه القضية سابقات، حيث حُكم في يونيو 2024 على امرأتين – الصحفيتين ناتاشا راي وأماندين روي – بغرامة قدرها 13.5 ألف يورو بتهمة التشهير، بعد نشرهما فيديو يدعي “كذبة الدولة” حول تحول بريجيت جنسياً. ومع ذلك، ألغت محكمة الاستئناف في باريس هذه الإدانة في يوليو 2025، مبررة ذلك بحرية التعبير، مما أثار انتقادات من قبل الزوجين ماكرون اللذين وصفاه القرار بـ”الفضيحة”.

كما رفع الزوجان دعوى قضائية في الولايات المتحدة ضد مؤثرة أمريكية نشرت معلومات مماثلة في يوليو 2025، مطالبين بتعويضات مالية كبيرة، في خطوة تعكس تصميمهما على مواجهة الشائعات عالمياً. وفي تصريحات سابقة، أكد ماكرون أنه “لن يتوقف عن الدفاع عن كرامة زوجته”، مشدداً على أن هذه الحملات تهدف إلى “التقليل من شأن النساء في السياسة”.

تأثير الشائعات على السيدة الأولى: قصة حياة غير تقليدية
بريجيت ماكرون، البالغة من العمر 72 عاماً، هي معلمة سابقة للغة الفرنسية والمسرح، التقت بزوجها إيمانويل عندما كان تلميذاً في المدرسة الثانوية في أميان عام 1993، بينما كانت متزوجة وأماً لثلاثة أبناء. هذه القصة غير التقليدية أثارت اهتماماً إعلامياً كبيراً منذ صعود ماكرون، لكنها أصبحت وقوداً للشائعات. وفي تقرير نشرته “نيوز روم” في مايو 2025، وُصفت بريجيت بأنها “واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للفضول في فرنسا”، مشيرة إلى دورها المؤثر في المشهد السياسي والاجتماعي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x