الإدريسي: قرار التخلي عن تنظيم كأس أمم إفريقيا سياسي وسيادي (حوار)

بعد تصريحات الناخب الوطني “هيرفي رونار” التي أثارت الكثير من الجدل في الأوساط الرياضية المغربية، وفي ظل المستوى المتميز الذي بصمت عليه الفرق الوطنية، استضافت “اَشكاين” الصحافي الرياضي المغربي، بدر الدين الإدريسي، في إطار فقرة “ضيف الأحد” وأجرت معه الحوار التالي:

1/ في البداية مرحبا سي الادريسي…هل للتصريحات الأخيرة لرونار انعكاسات على التركيبة البشرية للمنتخب الوطني؟

شكرا لجريدة “اَشكاين” على الإستضافة…طبعا لن يكن لهذه التصريحات أي تأثير، الرجل دعا إلى تنظيم  كأس إفريقيا بالمغرب، لكن الضرورة اقتضت أن المغرب لن بقدم الترشيح، ولما قال رونار أن مصر والسينغال أكبر المرشحين فهذا كلام منطقي راجع إلى قدرة مصر على التنظيم، واستقرار التركيبة البشرية بالنسبة للسنيغال.

كما أن تصريحات رونار ستعمد على تخفيف الضغط على اللاعبين، خصوصا أن رئيس الجامعة سبق له وأن صرح أن الهدف الأول من هذه المشاركة هو الفوز بالكأس، اليوم ومن خلال هذا التصريح سيخفف الضغط على العناصر الوطنية، خصوصا في ظل الوضع المبهم لبعض لاعبي المنتخب الوطني.

2/ الكل تفاجئ بعدم تقديم المغرب ترشيحه لاستقبال كأس أمم إفريقيا، في رأيك ما هي الدواعي وراء هذا القرار؟

لا يوجد أي سبب رياضي مقبول، يمكن للمغرب أن يبرر من خلاله عدم الترشيح لاستقبال كأس أمم إفريقيا، لكن السبب الحقيقي كشف عنه وزير الشباب والرياضة الذي صرح أن الحكومة المغربية لم تكن تضع في أولوياتها تنظيم كأس أمم إفريقيا.

ومن خلال هذا التصريح نفهم أن القرار لم يكن رياضيا بل كان سياسيا وسياديا، خصوصا وأن الجامعة لا يمكنها أن تنظم الكأس خارج الإرادة السياسية، ليس للحكومة فقط، بل لجميع الفاعلين السياسيين.

من الممكن أن نقول إن في هذه الحالة تعارضت المصالح، حيث أن المصلحة الرياضية كانت تقتضي أن يقوم المغرب باستضافة كأس الأمم الإفريقية، كما أنه لما نتحدث عن الصورة التسويقية للرياضة والمنشئات الوطنية كان يجب علينا استقبال هذا العرس الافريقي، ولكن هناك ضوابط جيوسياسية هي التي تحكمت في عدم تقدم المغرب بترشيحه لاستقبال هذا الحدث الرياضي.

3/ الأندية المغربية أصبحت رقما صعبا في المنافسة القارية، كيف ترى المشاركات الأخيرة للأندية الوطنية في العصبة والكونفدرالية الافريقية؟

الان السمة البارزة هي أن الأندية المغربية أصبحت رقما صعبا في كافة المنافسات سواء القارية أو العربية، والدليل في هذا هو أن 4 أندية وطنية من أصل 5 تصل دور المجموعات في الكؤوس الافريقية، وهذا وحده ليس بالهين في ظل المنافسة الشرسة من طرف أعتد الفرق الافريقية.

بالنسبة لفريق الوداد البيضاوي، فقد أصبح حضوره في دور المجموعات لعصبة الابطال الافريقية، تقليدا سنويا، وذلك بعد حضوره لأربع سنوات متتالية في هذا الدور، وهذا مؤشر قوي على أن الوداد البيضاوي أصبح يضرب له ألف حساب في هذه المنافسة.

بالنسبة لكأس الكونفدرالية فتجتمع الأندية المغربية الثلاثة في مجموعة واحدة، وهذا يحصل للمرة الثانية في تاريخ هذه المنافسة، بعدما حصل في السابق مع ثلاثة أندية سودانية، وهذا يعني أولا أن واحد من هذه الأندية الثلاثة على الأقل سيقصى من هذه المنافسة، وثانيا يعني أن  البطولة الوطنية ضمنت ممثلا واحد على الأقل في دور الثمن.

4/ الدورات الأخيرة للبطولة الوطنية عرفت احتجاجات كثيرة على الحكام، من وجهة نظرك ما سبب كثرة الأخطاء التحكيمية؟

مشاكل التحكيم دائما ما كانت ملازمة لكرة القدم ليس الوطنية فقط، بل العالمية بصفة عامة، كما أنه لا يوجد تحكيم كامل الأوصاف، الحكم بشر ويمكن أن يخطأ خصوصا في بعض الحالات التي يكون فيها الحكم فاقد للتركيز الذهني.

الخطير في الأخطاء التحكيمية هي لما تتولى وينجم عنها فقدان الفرق للنقاط، أو تسبب الخسارة لفريق على حساب اَخر، وفي هذه الحالة يجب علينا تنبيه اللجنة المركزية للتحكيم من أجل إعادة النظر في تعينها بعض الأسماء لقيادة بعض المباريات.

ولتجاوز هذه الأزمة اعتقد أنه حان الوقت من أجل أن نتسلح بما تسلحت به “الفيفا”، عن طريق اعتماد تقنية “الفار”، والذي نتمنى أن يتم اتخاذ القرار للعمل به في أقرب وقت من داخل البطولة الوطنية، خصوصا أنه يحقق العدالة في كرة القدم.

أستاذ الادريسي لك ثلاث أسماء للتعليق عليها في جملة:

أحمد احمد
من جنس القيادات التي تحتجها كرة القدم الافريقية حاليا، أتى إلى افريقيا بنفس جديد، وبمشاريع جديدة، وبإرادة كبيرة من أجل تطوير كرة القدم الافريقية.

رشيد الطالبي العلمي
وزير يحمل إرادة تطبيق القانون بصفة عامة، وقانون التربية البدنية والرياضة بصفة خاصة، أتمنى أنه في تطبيق القانون يساوي بين جميع الجامعات وجميع الأندية.

فريق النهضة الرياضية البركانية
أصبح علامة مميزة في كرة القدم الافريقية، فريق مهيكل ويسير بطريقة احترافية وعقلانية، حقق كأس العرش لأول مرة في تاريخه، وننتظر منه الشيء الكثير في المنافسات القارية.