2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
في يومه العالمي.. الحجاب رمز ديني أم حرية شخصية؟

جدل كبير أثاره الاحتفال باليوم العالمي للحجاب الذي يأتي في الأول من فبراير من كل عام.. فهل الحجاب وسيلة لقمع المرأة ومقيد لحريتها .. أم أنه داعم لها، مانحا إياها القوة والاحترام؟
ودعت منظمة اليوم العالمي للحجاب عبر صفحتها على الفیسبوك، لفهم الديانات ودعم التفاهم بينها من خلال دعوة النساء غير المحجبات من المسلمات وغیر المسلمات لارتداء الحجاب. وتتمثل مهمة الیوم العالمي للحجاب في خلق عالم أکثر سلمية، یحترم فیه المواطنون بعضهم البعض، کما یؤکد هذا الیوم ضرورة مكافحة العنصرية والتمييز والانحياز ضد المرأة، بحسب ما أعلنته المنظمة على صفحتها.
وتحت هاشتاغ #FreeinHijab ، انطلقت الحملة التي لاقت اقبالا كبيرا بمشاركة عدد كبير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين قابله هاشتاغ مضاد بعنوان #FreeFromHijab وآخر بعنوان #NoHijabDay ، اللذان يدعوان لخلع الحجاب والتحرر منه.
جدل كبير أثارته تلك الوسوم، فقد انقسم النشطاء فمنهم من أيد الحجاب باعتباره حرية دينية وتحرر للمرأة مانحا إياها القوة والاحترام.
“I am thankful for my identity. Thankful for the #hijab that gives me respect, strength, and modesty. Hijab has given me the confidence and the ability to showcase my talents and abilities rather than how I appear to the outside world.”-Aisha, USA#FreeInHijab #WorldHijabDay pic.twitter.com/etLD3vZkFg
— World HijabDay (@WorldHijabDay) January 30, 2019
كما أنه لا يمنع المرأة من ممارسة أي أنشطة مثل غير المحجبات مثلما أوضحت إحداهن قائلة أنها تستطيع اللعب وممارسة حياتها بشكل طبيعي دون أن يمثل حجابها أي عائق..
“The #hijab doesn't stop me from all my playful things and daily routine. It nourished my soul and worldly life. I allow what I want others to see, that the greatest freedom I have.”-Afreen Reyaz, India#FreeInHijab #WorldHijabDay pic.twitter.com/s3Q0I2uBnT
— World HijabDay (@WorldHijabDay) January 22, 2019
في حين نظرت أخريات للحجاب باعتباره تقييد لحرية المرأة على حد تعبيرهن ونشرت بعض الفتيات صورا لهن قبل ارتداء الحجاب وبعد خلعه.
Before and After ??➡️??♀️#freedom ?#FreeFromHijab #NoHijabDay #WorldHijabDay pic.twitter.com/4MM2dpDJNy
— Mimzy Vidz (@MimzyV) January 30, 2019
من جهة أخرى، دعا بعض النشطاء في ألمانيا على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التظاهر ضد اليوم العالمي للحجاب أمام السفارة السعودية في برلين.
Wir protestieren gegen den World Hijab Day am 1. Februar.
In Berlin, um 15:30 Uhr, gegenüber der saudischen Botschaft.#FreeFromHijab, für Solidarität mit den Frauen, die sich gegen den Kopftuchzwang wehren!
Bitte kommt zahlreich!https://t.co/a7KfIedQZe— Frauen für Freiheit (@FrauenfFreiheit) January 28, 2019
كل هذا الانقسام يدور على صفحات الفضاء الأزرق ما بين فيسبوك وتويتر، لكن ماذا عن رأي الخبراء والمحللين؟ تقول أهدي مينا، رئيسة مجلس المسلمين السابقين، في حوار خاص لـ DW عربية: “أنا ضد هذا اليوم، لأنه ليس له قيمة” فقد تقرر بعض النساء في الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية طواعية ارتداء الحجاب. ولكن:”أسأل هؤلاء النساء، ألم يكن من الأفضل أن نطلق يوماً ضد الحجاب؟”
وترى مينا أن هناك “الملايين من النساء في ما يسمى الدول الإسلامية مثل إيران و السودان وأفغانستان والمملكة العربية السعودية يجبرن على ارتداء الحجاب من قبل عائلاتهم أو حكوماتهم الإسلامية.” لذلك، يتعين على المرء في البداية أن يدعو ليوم ضد الإكراه على الحجاب، على حد تعبيرها.
وعلى النقيض، أيدت الطبيبة التونسية كريمة الماكني، هذا اليوم مؤكدة أن الحجاب لم يكن عائقا أمام اندماجها السريع في المجتمع الألماني. وتقول الماكني أخصائية طب الباطني وطب الشيخوخة في دوسلدورف: “هذا اليوم هو اعتراف بالحجاب كلباس للمرأة ولحريتها وليس ضدها”، وأوضحت أنها ارتدت الحجاب دون أن تواجه مشكلات في محيط العائلة وإنما بدعم كبير من زوجها وأهلها، حسبما أوردت في حوارها لـDW عربية.
الحجاب ضد العمل؟
وعن العوائق التي واجهتها في العمل بالحجاب في ألمانيا، أكدت الماكني، التي تم تكريمها من طرف الجمعيات التونسية بألمانيا، أنها تعرضت لبعض المضايقات في بداية عملها في ألمانيا، مشيرة إلى أنه تم رفضها للعمل في أحد المستشفيات هناك رغم كفاءتها. وكان شرط قبولها للعمل هو خلع الحجاب داخل المستشفى، وهو ما رفضته على حد قولها.
ومن جانبها ترى مينا أن “الحجاب كرمز ديني يمثل رمزا للعنف ضد المرأة ورمزا لحركة سياسية” مضيفة: “أنا من إيران وعندما كنت طفلة رأيت بنفسي ماذا يعني الحجاب كظاهرة اجتماعية وثقافية. وبعد ذلك عرفت أنه أداة لحكومة إسلامية، وهكذا أخفت قطعة القماش هذه حقوق المرأة وجعلتها غير مرئية.”
“الإيمان في القلب”
ترى عدد كبير من السيدات ممن يرتدين الحجاب أنه لا يمثل لهن أي مشكلة ولا يمنعهن من ممارسة حياتهن الطبيعية، وهو ما أكدته المكاني. “الحجاب لا يمثل لي أي عائق بالمرة.. فأنا استطيع ممارسة العديد من الأنشطة التي تمارسها غير المحجبات، مثل الرياضة والسباحة وغيرها. “الأمر في النهاية هو اقتناع المرأة بالحجاب وبأنه لا يعوقها عن ممارسة حياتها بشكل طبيعي ولكن إذا شعرت أنها مجبرة على ارتداءه، في هذه اللحظة يكون عائقا بالنسبة لها. أهم شئ أن تقتنع المرأة بارتداء الحجاب، وإذا لم تكن مقتنعة فلا تتسرع في ارتداءه.. فالإيمان في القلب.”
جدير بالذكر أنه تم الاحتفال لأول مرة باليوم العالمي للحجاب في عام 2013، بعد ان أطلقت الفكرة “ناظمة خان” المقيمة ولاية نيويورك الأمريكية، بعد تعرضها للعديد من المضايقات والمشكلات بسبب ارتداء الحجاب في أمريكا.
عن DW