لماذا وإلى أين ؟

هل سيفتح تحقيق مع بنكيران بعد تلميحه لـ”اغتيال” وزير الدولة السابق ؟

من جديد، عاد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، ليشكك في وفاة وزير الدولة السابق، عبد الله باه، معلنا بشكل ضمني عدم تصديقه للرواية الرسمية التي تقول: “إن باها توفي نتيجة حادث قطار بمنطقة واد الشراط”.

فخلال الندوة الصحافية التي عقدها بنكيران في منزله، يوم السبت 2 فبراير الجاري، أثار من جديد قضية وفاة عبد الله باها، مشيرا إلى أن “الشكوك ترافقه في الوفاة”، مؤكدا أن “هذه الشكوك ستظل معه وسينقلها إلى مثواه الأخير”.

بنكيران، وفي نفس الندوة، كشف عما كان ينوي فعله بعد الوفاة “المشكوك فيها”  لباها، بحسبه، حيث قال “كنت باغي نمشي بحالي من بعد الأمر”، مبديا استغاربه للحادث وكيف ظل يعيش بعده بشكل عادي”.

تصريحات بنكيران هاته دفعت البعض إلى مطالبة السلطات القضائية بالنظر فيها، والاستماع له، على اعتبار أن ما صرح به يدخل ضمن خانة الوشاية التي يستوجب معها فتح تحقيق جديد للنظر حول ما إن كانت “وشاية تحمل معطيات جديدة، تتطلب فتح الملف من جديد أم وشاية كاذبة تخلق تشويش على الأمن في المغرب”.

محمد الهيني، القاضي السابق والمحامي حاليا بهيئة تطوان يقول إن ” بنكيران بتشكيكه في طريقة وفاة المرحوم عبد الله بها، والقول بأنها موت أو قتل سياسي، أمر ينطوي على عدة جرائم معاقب عليها بمقتضى القانون”.

وأضاف الهيني في تصريح لـ”آشكاين”، أن “الجرائم التي سقط فيها بنكيران من خلال تصريحات حول موت باها تتمثل في:

أولا: جريمة التشهير والمس بالحياة الخاصة لأسرة المرحوم باها، لأن المشرع في الفصل 447/2 من القانون الجنائي، ينص على معاقبة كل شخص قام بنشر وقائع أو ادعاءات أو أخبار زائفة بقصد التشهير بالأشخاص أو المس بحياتهم الخاصة، بالسجن من سنة إلى 3سنوات وغارمة من 200 إلى 20 ألف درهم”.

وثاني جريمة وقع فيها بنكيران حسب الهيني هي: ” التبليغ عن جريمة خيالية، وذلك بادعاء أخبار زائفة أو كاذبة بشأن وقوع جريمة معينة”، مضيف “لأن السيد وكيل الملك أكد أن وفاة عبد الله باها غير مشكوك فيها، ولم يتم الطعن في هذا البحث، ولم يتم المطالبة بفتح بحث جديد، أي أن قرار السلطة القضائية أصبح نهائيا، أما الادعاء بوقوع جريمة قتل فهذا أمر أخر ويتطلب فتح تحقيق، وإذا كان صاحب الادعاء كاذبا وجب معاقبته أو وجب الكشف عن أطراف هذ الجناية وتقديمهم للقضاء”.

ويعتبر الهيني أنه “إذا كان لدى بنكيرا ما يدل على وقوع جريمة ولم يبلغ بها، وجبة متابعته بجريمة عدم التبليغ عنه، أو بالتبليغ على جريمة خيالية يعلم بعدم وقوعها”.

الجناية الثالثة التي وقع فيها بنكيران بحسب المتحدث نفسه تقع تحت طائلة قانون الصحافة والنشر، في المادة 72 منه، والتي تقول: “يعاقب بغرامة من 20.000 إلى 200.000 درهم كل من قام بسوء نية بنشر أو إذاعة أو نقل نبأ زائف أو ادعاءات أو وقائع غير صحيحة أو مستندات مختلقة أو مدلس فيها منسوبة للغير إذا أخلت بالنظام العام أو أثارت الفزع بين الناس، بأية وسيلة من الوسائل، ولا سيما بواسطة الخطب أو الصياح أو التهديدات المفوه بها في الأماكن أو الاجتماعات العمومية و إما بواسطة المكتوبات والمطبوعات المبيعة أو الموزعة أو المعروضة للبيع أو المعروضة في الأماكن أو الاجتماعات العمومية و اما بواسطة الملصقات المعروضة على أنظار العموم، أو بواسطة مختلف وسائل الإعلام السمعية البصرية أو الإلكترونية وأية وسيلة أخرى تستعمل لهذا الغرض دعامة إلكترونية…”، متسائلا: “هل هناك قتل سياسي في المغرب، ودولة تسكت على وقوع جرائم والمشاركة فيها؟

وأكد الهيني أن ما صرح به بنكيران “اتهام للسلطات الإدارية والأمنية والقضائية، إما بالتقصير في الكشف عن جريمة قتل أو السكوت عنها أو القيام بها”، مضيفا “هل يمكننا أن نتحدث عن الأمن في المغرب إذا كان رئيس حكومة سابق يتهم الإدارة الأمنية والقضائية بهذه الجرائم؟” معتبرا أن هذا الأمر “يثير الفزع بين الناس، ويخل بالنظام العام، ويسبب الفوضى والاضطراب في الأمن”.

“كيف ءسيكون رد فعل الدول الأجنبية وهي ترى رئيس حكومة سابق يتهم الدولة بالقيام بالاغتيال السياسي؟” يقول الهيني ويردف “هذا أمر خطير يجب على النيابة العامة والدولة أن لا تتساهل فيه، لأن المس بالأمن هو مس بأمن جميع المواطنين، والدستور ينص على أن الدولة تحمي الأمن المواطنين وسلامتهم”، مضيفا وهو يوجه كلامه لبنكيران “لا تبع وتشتري في المرحوم (باها)، شديتي 9 ملايين زم فمك”.

من جهته قال الأستاذ الجامعي، عمر الشرقاوي “لا أفهم التشكيك المستمر لبنكيران في وفاة سي عبد الله بها رحمه الله، والتلميح بأن الوفاة غير طبيعية”.

وقال الشرقاوي في تدوينة فيسبوكية “يا سيدي، لقد كنت رئيس حكومة وتحت امرتك وزير الداخلية وحزبك يدبر وزارة العدل التي كانت تشرف آنذاك على تحقيقات النيابة العامة، لو وقع هذا الحدث المؤلم وأنت معارض للدولة قد نتفهم تلميحاتك، لكن أن يموت وزير دولة معين بظهير وأنت تملك منصبا يؤهلك لمعرفة الحقيقة ثم تختار اللمز والغمز فهذا اسمه الضحك على الذقون”.

في ذات السياق، أكد مصدر قضائي أنه “لا يمكن فتح تحقيق والاستماع لبنكيران مادامت النيابة العامة لم تتوصل بشكاية من أسرة عبد الله باها”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

5 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
abdellatif Mouhtadi
المعلق(ة)
5 فبراير 2019 11:27

كل عام، يموت العديد من المغاربة على القضبان لأنهم لا ينتبهون لوصول القطارات، لكن لا أحد يتحدث عن هؤلاء الضحايا. أولئك الذين يريدون جعل باها شهيدا هم متطرفون إسلاميون يحتاجون إلى شهداء، لكن باها لم يكن شهيداً وأنا شخصياً أعرفه عندما كنت صحافي لحزب العدالة والتنمية. في مؤتمر الحزب في عام 2008 فاز باها ب 8 أصوات فقط خلف العثماني وبنكيران. كان باها مجرد رجل عادي يريد المتطرفون أن يجعلونه معبودًا دينيا وخلق وثن من الأوثان، وبالنسبة للمتعصبين الذين لم يفهموا أي شيء عن الحياة، فإن بنكيران سيكون أيضا معبودًا بعد وفاته. يحتاج المتعصبون الدينيون للأصنام لجعلهم آلهة على الأرض. هم في انتهاك صارخ للدين وفي تناقض صارخ مع منطقهم، يحتاجون إلى إله في السماء وإلى آلهة على الأرض، هم مريضون عقليًا وسيكون من الأفضل للعثماني العودة إلى عيادته وممارسته السريرية للتعامل مع كل هذه الحالات المرضية في حزبه، لأنه لا يوجد رئيس تنفيذي في المغرب، الرئيس التنفيذي الوحيد هو الملك، لكن العثماني ليس سوى شرك وسنارة. أوقفوا هذا الهذيان، لدينا ما يكفي من الأوهام

Chaque année, plusieurs marocains meurent sur les rails parce qu’ils ne font pas attention a l’arrivée des trains, mais personne ne parlent de ces victimes. Ceux qui veulent faire de Baha un martyre sont des extrémistes islamistes qui ont besoin de martyres, mais Baha n’était pas un martyre et moi je le connais personnellement quand j’étais journaliste au PJD. Lors du congres du parti en 2008, Baha n’a récolté que huit voix (8), très loin derrière El Ottmani et Benkirane. Baha était tout simplement un homme ordinaire qu’on veut faire de lui une idole. les religieux créent des idoles, et pour les fanatiques qui n’ont rien compris a la vie, Benkirane sera lui aussi une idole après sa mort. les fanatiques religieux ont besoin d’idoles pour en faire des dieux sur terre. ils sont en flagrant délit et en flagrante contradiction, ils ont besoin d’un Dieu dans le ciel et des dieux sur terre, ils sont des malades et des détraqués mentaux. El Ottmani ferait mieux de retourner a son cabinet clinique pour traiter tous ces cas mentaux qui pilulent dans son parti, car il n’y a pas de chef de l’exécutif au Maroc, le seul chef de l’exécutif c’est le roi, mais El Ottmani n’est rien d’autre qu’un leurre. Arrêtez de délirer, on a assez de délires……..

Every year, many Moroccans die on the rails because they do not pay attention to the arrival of trains, but no one speaks of these victims. Those who want to make Baha a martyr are Islamic extremists who need martyrs, but Baha was not a martyr and I personally know him when I was a PJD journalist. At the party congress in 2008, Baha only won eight votes (8) far behind El Ottmani and Benkirane. Baha was just an ordinary man that we want to make him an idol. the religious create idols, and for the fanatics who have not understood anything about life, Benkirane will also be an idol after his death. religious fanatics need idols to make them gods on earth. they are in flagrant violation and flagrant contradiction, they need a God in heaven and gods on earth, they are mentally ill and mentally unwell and El Ottmani would be better off going back to his clinical practice to handle all these cases in his party, because there is no chief executive in Morocco, the only chief executive is the king, but El Ottmani is nothing but a decoy . Stop raving, we have enough delusions

كاره الظلاميين
المعلق(ة)
5 فبراير 2019 09:15

أين تعليقي السي هشام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

محمد
المعلق(ة)
4 فبراير 2019 21:14

ما يحزنني ويعرفه الجميع أن باها رحمه الله لم يشكل في أي وقت أي خطر على السلطة ولم تكن له أي إمكانيات لذلك ولا حتى أي مشروع ولا ماضي نضالي .هو فقط شخص بسيط وعادي يريد اتباع الدجالين مخادعة الناس و و تقديم أنفسهم و كأنهم ضحايا مؤامرات .اتقوا الله تأكلون الغلة وتلعنون الملة

رضا
المعلق(ة)
4 فبراير 2019 16:26

ومن اغتال مهدي بن بركة أليس النظام المغربي ولحد الساعة لم تظهر جثته، وشوهت جثته كما فعل بجمال خشقاجي في قنصلية السعودية بتركيا

abdoulhak
المعلق(ة)
4 فبراير 2019 15:05

هاد الراجل كذاب و منافق و سيبقى هاكدا الى ان يلقى الله لانه ماعندوش استعداد يراجع نفسه

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

5
0
أضف تعليقكx
()
x