لماذا وإلى أين ؟

أنوزلا: الملك نفسه لم يسعى إلى إثارة هديته لبنكيران

قال الصحافي علي أنوزلا، إن “رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، حاول لفت الانتباه إليه، للخروج من عزلته الإعلامية منذ أن أعفاه الملك محمد السادس من رئاسة الحكومة عام 2016″. لدى”اختار موضوع معاشه ليكون مثار الجدل، علّه يعيد إليه بعضا من الأضواء التي ألف أن يعيش تحتها عندما كان رئيسا للحكومة”.
وإعتبر أنوزلا، أن موضوع معاش بنكيران كان يمكن أن يمر، بدون الضجة التي أثارها، ولا أحد ينكر أن من كان وراء إثارة الموضوع هو بنكيران نفسه، وبالتالي فهو من أثار الضجة بشأن معاشه، وهو من بادر إلى استغلالها للعودة إلى الساحة الإعلامية، ليشغل ناسها ويملأ دنياها”، مشيرا إلى أن “أعراف الحكم في المغرب جرت أن ما يقوم به الملك، عندما يتولى علاج شخصياتٍ على نفقته، أو يتكفل بمصاريف جنازة بعض المتوفّين، كما سبق أن فعل عام 2016، عندما تكفل بمصاريف جنازة والدة بنكيران، وكان الأخير حينها رئيسا للحكومة، أو بتخصيص إكراميات لشخصياتٍ بعينها، أو إرسال هدايا إلى زوايا دينية. ونادرا ما يثار الجدل حول مثل هذه “العطايا” حتى لو كان بعضها من خزينة الدولة، ليس لأن الأمر يتعلق بهباتٍ ملكية، وإنما لأن أصحابها لا يتحدّثون عنها ولا يثيرونها حتى في مجالسهم الخاصة”.
وأردف الصحافي: “الواقع أن الملك نفسه لم يسع إلى إثارة هديته لرئيس حكومته السابق، ربما عملا بالآية الكريمة من سورة البقرة: “إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ”، وزاد أنه “لو أراد الملك فعل ذلك لصدر بيان رسمي عن الديوان الملكي تعمّمه وسائل الإعلام، كما جرت العادة عندما يتكفل الملك بمصاريف جنازات ضحايا حوادث السير، أو عندما يرسل حاجبه محملا بهدايا ملكية إلى الزوايا الدينية، ولكن شيئا من هذا لم يحدث”.

“إبنكيران اختار أن ينشر على الناس خبر استفادته من معاشٍ استثنائي” 

ويرى أنوزلا في مقال له بعنوان “معاش بنكيران الإستثنائي”، أنه “عكس باقي الشخصيات التي حظيت بهدايا وهبات ملكية ولاذت بالصمت، اختار رئيس الحكومة السابق أن ينشر على الناس خبر استفادته من معاشٍ استثنائي، بل وبادر، في سابقةٍ من نوعها، إلى الدعوة إلى عقد ندوة صحافية في بيته، ليس لتبرير حاجته إلى المال أمام سيل الانتقادات التي طاولته من فقراء شعبه، وإنما للتباهي بـ “الهبة الملكية” التي قال إنها شرف له ولحزبه!”.
وأكد المصدر أن بنكيران “كان يمكن أن يكتم الأمر، ما دام صاحبه لم يبادر إلى إشهاره إعفافا للمكرم عليه، أو أن يعتذر عن قبول “الهدية” ويعفى نفسه من تبرير قبولها، ويغني الناس عن النقاش بشأن مدى استحقاقه لها، أو أن يُؤثرها على نفسه، حتى لو كانت به خصاصة، ويتبرّع بها إلى من هم أحق منه بها في بلدٍ تقول إحصائياته الرسمية إن عدد فقرائه أربعة ملايين، بالكاد يتجاوز دخل الواحد منهم دولارين يوميا”.

 

“الانتهازية المقيتة” 

وتابع أنوزلا، أن “بنكيران هو من سعى إلى “إشهار” عطية الملك له، وبالتالي هو من اختار أن يضع نفسه في موضع السؤال والنقاش بشأن مدى أحقيته في الحصول على تقاعد استثنائي عن خمس سنوات فقط قضاها رئيسا للحكومة، وهو الذي كان أيام كان حزبه في المعارضة يُعارض حصول البرلمانيين على تعاقد، على اعتبار أن مهمة البرلماني تطوّعية، وليست إلزامية.. أو ليست كل المهام السياسية، عندما تكون خالصة، تطوّعية؟”.
وخلص الصحافي إلى أن “مثل هذه التناقضات ما بين الأقوال والأفعال تضع الساسة، وخصوصا من يتبنّون خطابا دينيا لبلوغ غاياتهم، ويبرّرون به سلوكاتهم، أمام مفارقاتٍ قاتلة. إنها الانتهازية المقيتة التي توقع بالسياسي عندما يسقط في شباكها، أما من يسعى إلى تبريرها والدفاع عنها فإنها تحوّله إلى مادة للسخرية والتفكّه ورواية النكات التي تتوارثها الأجيال”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
عبوكليز
المعلق(ة)
7 فبراير 2019 17:53

سلم قلمك أخي الكريم أنوزلا

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x