لماذا وإلى أين ؟

التليدي: خلاف البيجيدي حول نزع الحجاب أسقطه في أول إمتحان

قال بلال التليدي، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إن الخلاف الذي تفجر على خلفية نزع الحجاب يثير شكوكا كثيرة حول الصيغة التي انتهى إليها الإسلاميون في ترسيم العلاقة بين الديني والسياسي، وأنهم سقطوا في أول امتحان، فراحوا يمططون مفهوم المرجعية الإسلامية، ليشمل أيضا المضمون الديني”.

وأوضح التليدي، أن “تصريح مصطفى الرميد، القيادي بالبيجيدي، ووزير الدولة الملكف بحقوق الإنسان، الذي انتقد فيه سلوك آمنة ماء العينين، فإن الحجاب الذي كانت ترتديه كان جزأ من التعاقد الانتخابي مع قواعدها، ولا يجوز نزعه احتراما لتعهداتها! في حين، كان تصريح العثماني غير متوقع بهذا الخصوص، وهو الذي سبق وأن أبدى ـ من موقع اجتهادي ـ مواقف جد لينة من موضوع الحجاب بلغت حد عدم إقراره بأنه ليس فرضا شرعيا!!”.

وإعتبر الكاتب أن “الحقيقة هي أن الرسالة البعيدة التي يمكن أن يبعث بها هذا الخلاف الفكري، لا تمس فقط الرؤى التي راكمها الحزب ودقق مفرداتها، ولكنها أيضا تمس الحوار الداخلي الجاري اليوم”، وزاد أنه “في التوتر السياسي، قد يجد الإسلاميون المغاربة بعض العذر في تبرير الخلاف بأنه خلاف وسيلة وليس خلاف مقصد، فالكل يراهن على تطوير النظام السياسي حتى يكون أقرب إلى تمثل أرقى النماذج الديمقراطية، وأن الحزب لم يحسم في الأشكال، وإنما ركز على المضمون الديمقراطي للنظام السياسي الذي ينبغي تطويره، لكن المشكلة تتمثل في التوتر ذي الطبيعة الفكرية”.

“ارتداء الحجاب أو نزعه” هو أمر شخصي داخل البيجيدي”

ويرى التليدي في مقال له بعنوان: “دلالات الخلافات الفكرية والسياسية عند الإسلاميين المغاربة”، أن “بنكيران، أدرك بحدسه المشكلة مبكرا، واعتبر أن “ارتداء الحجاب أو نزعه” هو أمر شخصي داخل الحزب، يهم الشخص وعلاقته بربه”، معتقدا أن “إسلاميو المغرب لا يستطيعون بعد التصريحات غير الموفقة التي أدلوا بها في هذا الموضوع، أن ينفوا عنهم أنهم يتبنون عكس الرؤى التي انتهوا إليها وحاولوا من خلالها في فترة من الزمن تأكيد نضجهم وتطورهم، كما لن يستطيعوا أن يثبتوا صفة الانفتاح في حزبهم، فما دام التأديب والمساءلة يقعان على الذين يغيرون اختياراتهم الشخصية، مما لا علاقة له بإدارة الشأن العام”.

وأردف المتحدث أن “الرسالة الموجهة أنه لا يزال الوقت أمام الإسلاميين لنفي الصفة الطائفية عنهم، فضلا عن إثبات جدارتهم بالتحول لحالة إصلاحية عامة في المجتمع، وليس مجرد حركة دعوية تدخل السياسة بأعضائها فقط كما الشأن يوم كان هم الحزب في مبادئه الأولى مشغولا بهدف التخليق والدفاع عن المرجعية ببعدها الديني”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
أيمن محمد قريميدة
المعلق(ة)
8 فبراير 2019 13:32

أفضل قناة لأفضل الأصدقاء ?

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x