لماذا وإلى أين ؟

في حوار مع “آشكاين”.. بناحج يبوح بأسرار عن علاقة الجماعة بحركة 20 فبراير

في ذكراها السابعة، يتساءل العديد من المتتبعين عن ما حققته حركة 20 فبراير من المطالب التي خرجت من أجلها، وعن الدور الذي لعبته القوى الفاعلة بها سواء في إعطائها زخما شعبيا أو في أفولها.

ومن بين أهم القوى التي كانت فاعلة بشكل كبير في حركة 20 فبراير جماعة “العدل والإحسان”، الجماعة التي خلف تجميد نشاطها بذات الحركة مجموعة من التساؤلات حول أسباب ذلك.

ومن أجل معرفة تقييم الجماعة لحصيلة سبع سنوات على خروج حركة 20 فبراير، والدور الذي لعبته، والأهداف التي كانت تتوخاها من مشاركتها فيها وكذا توقعاتها المستقبلية للوضع الاجتماعي في المغرب، حاورت “آشكاين” القيادي البارز، والوجه الأكثر خروجا إعلاميا بالجماعة، حسن بناجح، عضو الأمانة العامة للجماعة المذكورة.

كيف تقيم حصيلة سبع سنوات على خروج حركة 20 فبراير؟

الأمر يسير ضمن توقعاتنا، لأن توقعاتنا في سنة 2011 وقبل انطلاق الحراك، وعندما بدأت الموجة في المحيط العربي، قلنا إن الحراك الشعبي هو نتيجة طبيعية لعقود من الفساد والاستبداد، والتي لا يمكن أن تكون نتيجتها إلا انتفاضات شعبية. فيما كان يقول ٱخرون إن هذا الأمر من ضرب الخيال، لأنهم يعتبرون أن الاستبداد ممسك بالقبضة ولا يمكن تصور أي تحرك أو خروج في وجوده، وهناك من كان لا يجرؤ حتى على المطالبة بتعديل دستوري، فبالأحرى أن يطالب بتأسيس دستوري كما كنا نطالب نحن.

وتقيمنا لهذه السبع سنوات على خروج حركة 20 فبراير، هو أن 2011 كانت موجة أولى، نتجت عن شروط اقتصادية واجتماعية وسياسية ، لم يقابلها النظام بحلول جذرية وحقيقية وجدية، وشيء طبيعي أن تعقب هذه الموجة موجات أخرى، بما أن نفس الشروط التي أنتجت حراك 2011 مازالت قائمة، وهذا يصدقه الواقع، بحيث أنه خلال هذه السنوات السبع نرى كيف أن الشعب مازال يحتج وتتصاعد احتجاجاته في مختلف مناطق المغرب وفئاته، لسبب واضح، هو أنه في مقابل عملية الالتفاف التي قام بها النظام، كان شرط آخر قد تأسس مجتمعيا، وهو سلطة الشارع وكسر حاجز الخوف لدى الشعب، وإذا استمرت نفس الشروط التي أنتجت هذا الحراك ستنتج عنها نفس النتائج.

إبان حراك 20 فبراير نسقتم مع أطراف سياسية تتناقضون معها بشكل كبير ومنها من حملكم فيما بعد مسؤولية أفول الحركة، ما ردك على ذلك؟

لنتحدث حديث عقلاء، من المخرجات الأساسية لـ 2011 بالإضافة إلى كسر حاجز الخوف، التأسيس لعمل مشترك بين أطراف كانت متناقضة فيما بينها، وهذا التأسيس ينبغي أن تعقبه مراحل لتثبيت الثقة المتبادلة، ولتجاوز فخ فرق تسُد الذي كان يشتغل به النظام طيلة العقود السابقة، وهذا الأمر تحقق منه جزء مهم سنة 2011، والرهان على الزمان لتبديد ما تبقى منه، انطلاقا من اقتناع أساسي، أنه يستحيل على طرف واحد منفردا أن يقوم بعملية التغيير وحده.وهذا اعتقادنا، ومن يفكر تفكيرا آخرا فذاك شأنه، ونحن مقتنعون على أن تفكيره وتصرفه خارج ضوابط وأخلاق العمل المشترك لا يمكن إلا أن يكون في خدمة الاستبداد أساسا.

أما من لا يزال يوجه لنا اللوم عن توقيف مشاركتنا في 20 فبراير فهو لا يعدو أن يكون أحد اثنين: إما محترم لنا ومقدر لمساهتمنا ومراهن على دورنا وحريص على العمل المشترك، فهذا لا يمكن إلا أن نقول له شكرا على تقديرك لنا ونحترم وجهة نظره، ونقول له المسألة مسألة تقديرات مختلفة الأصل احترامها، وعلى كل حال فإن مجال العمل مفتوح والتاريخ لم يتوقف وما تزال أمامنا أشواط وأشواط.
أما من من يحترف المزايدة بالقضية ويقتات عليها سياسياو إعلاميا وحزبيا، فلسنا معنيين بالرد عليه.

ماذا ربحت جماعة العدل والإحسان من هذا الحراك؟

الجماعة لم تكن في يوم من الأيام ولن تكون مستقبلا حريصة على الربح الذاتي ، وهذا يعرفه الجميع، فالكل يعرف حجم التضحيات التي قدمتها الجماعة سواء في 2011 أو ما قبلها وما تلاها من تضحيات، في نكران تام للذات وعدم الاستعداد نهائيا للمزايدة على أحد بما أعطانا الله مما يحسبه البعض أشكالا من القوة والتنظيم…

مقاطعا.. إذا ما هدف الجماعة من تواجدها في حراك 20 فبراير بذلك الزخم؟

هي مصلحة الشعب، التي لا يمكن أن ينتظر أحد صادق مع ربه ونفسه وشعبه عليها جزاءََ ولا شكوراََ ولا ثمنا.

كيف ستخدمون مصلحة الشعب وأنتم خارج المؤسسات وبعيدون عن مراكز القرار؟

المؤسسات التي تتحدث عنها، في الواقع السياسي المغربي الحالي، ليست لها أية صلاحية لتكون في خدمة الشعب، ولا تمثل إرادته، والحاكمون الحقيقيون لا علاقة لهم بهذه المؤسسات، فهم لا ينتخبون ولا يسألون. والمرحلة تقتضي أن نناضل جميعا مع الشعب من أجل تحقيق تغييرا يعيد للشعب إرادته حتى تكون هذه المؤسسات ذات جدوى وأن ذاك التنافس والانتخاب سيكون له معنى فعلا.

وآنذاك هل يمكنكم أن تنخرطوا ..؟

هذا طبيعي إذا توفرت الشروط ، لأن موقف المقاطعة ليس قطعيا، ومن بين هذه الشروط أن يكون من يحكم منتخبا، وأن تربط كل السلط والمسؤوليات بالمحاسبة، وأن تفصل الثروة عن السلطة، وألا تكون القدسية لأي شخص كيفما كان، وأن تتوفر الحرية. ونحن الآن نناضل من أجل هذا، والعمل الآن من داخل هذه المؤسسات كما هي الآن هو بيع الوهم للشعب.

هل تتوقع انتفاضة في المغرب؟

هي قائمة أصلا، هل هناك أكثر مما يجري الآن؟ وبالمناسبة ما كنا قد قلناه سنة 2011 بعد تلك المحاولة الالتفافية على الحراك، عبرنا عن استشراف للمرحلة وهو أمر مهم جدا في نظرنا، وقلنا أن النتيجة الطبيعية لعدم التجاوب الجدي مع ذلك الحراك وفي ظل استمرار عناصر و شروط الاستبداد والفساد، وفي ظل قمع الحركات التغييرية ومواجهتها وقتل الأحزاب، نتيجته المتوقعة هو أنه لا أحد سيصبح بإمكانه توقع ما الذي يمكن أن يحدث غدا؟ وكيف سيحدث ذلك؟ وما هو مداه؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x