لماذا وإلى أين ؟

ماء العينين مجيبة عن 3 أسئلة لـ”آشكاين”: قوى انتهازية أفشلت حركة 20 فبراير

تحل اليوم الذكرى السابعة لحركة 20 فبراير، النسخة المغربية للانتفاضات الشعبية التي اندلعت في سياق ما يسمى بالربيع العربي، والتي خلقت ضغطا قويا فرض على أصحاب القرار بالمغرب التحرك والاستجابة للأصوات التي صدحت بها حناجر الشباب للمطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، بحسب البعض، بينما يرى البعض الآخر أنه تم الالتفاف على هذه الحركة وإفشالها.

في هذا الصدد، حاورت جريدة “آشكاين”، القيادية في حزب العدالة والتنمية أمينة ماء العينين، للتعرف على تقييم “البيجدي” لتجربة الحركة بعد التطورات التي شهدها المشهد السياسي، ولتسليط الضوء على مدى الحاجة في بزوغ حركة شبيه بحركة 20 فبراير، ناهيك عن الرد على من يعتبر أن “البيجدي” ساهم في إجهاض هذا الحراك الشعبي.

1/ ما هو تقييمك لحركة 20 فبراير بعد مرور 7 سنوات على انطلاقها؟

في الذكرى السابعة لحركة 20 فبراير أريد تحية هذه الحركة التي لازالت أعتبرها حركة مجيدة قدمت لتاريخ المغرب المعاصر الشيء الكثير، لأنها جاءت في سياق حرج جدا، كان المغرب يعرف فيه مسارا تراجعيا على المستوى الديمقراطي وكانت تهيئ فيه سيناريوهات لا تخدم بالضرورة رهانات الديمقراطية، والحركة نجحت إلى حد كبير في إحداث الفرق وجاءت بمكتسبات كبيرة وتعامل معها المغاربة بالكثير من الذكاء السياسي والنضج، حتى على مستوى المؤسسة الملكية، وتم تدبير المرحلة بنجاح.

وكان أهم مكسب لهذه الحركة هو دستور 2011 وما أعقبه من مسار تشريعي مهم أفرز لنا قوانين تنظيمية وغيرها، وأعقبه مسار سياسي كانت فيه مكاسب كبيرة وكانت فيه لحظات انتخابية قوية أحدثت الفرق في التاريخ السياسي المعاصر للمغرب سواء انتخابات 2011 أو 2015 أو 2016، استمدت روحها من 20 فبراير وحررت الإرادة الشعبية وأمن المواطنين بالعملية السياسية وفتحت أبواب الأمل.

واليوم، بعد انتخابات 7 أكتوبر فالمغرب يشهد مسار التراجع الديمقراطي مع “البلوكاج” الذي لم يكن لحظة ديمقراطية بل لحظة مختلفة تميزت بعرقلة المسار الديمقراطي الذي كنا نبنيه بأمل كبير وانخراط لقاعدة شعبية واسعة، ولا زلنا نعيش تداعياته السياسية إلى حدود الآن ونحاول تدبيره بأمل كبير، ويجب للروح التي زرعتها 20 فبراير أن تستمر لتجاوز المغرب لهذه اللحظة ونعود للتراكم الديمقراطي.

2/ هل تعتقدين أن الوضع السياسي الحالي يتطلب إعادة تجربة حركة 20 فبراير؟

انطلاقا من التاريخ الإنساني وتاريخ نضالات الشعوب فلا شيء يكرر مرتين، والأساس الفلسفي لحركة التغيير في الكون هي أنه لا يمكن لنا أن نسبح في النهر مرتين، لأن كل حركة تغيير لها سياقها، وحركة 20 فبراير جاءت في سياق إقليمي متسم بالخصوصية، وأنا لست من حاملي النوستالجيا التي لا تعترف بالحركية.

واليوم، هناك سياق تراجعي ليس كسياق الربيع الديمقراطي لأننا راكمنا مكتسبات لا يستهان بها وسوف تساعد في تجاوز هذه المرحلة التي نعيشها، ولذلك فالنضال الديمقراطي يجب أن يكون قادرا على التكيف مع خصوصية اللحظة السياسية والوسائل والكيفيات تختلف.

3/ ما هو ردك على اعتبار البعض أن “البيجيدي” ساهم في إفشال حركة 20 فبراير؟

تقييم حصيلة 7 سنوات على انطلاق حركة 20 فبراير، يجب أن يكون له بعد أعمق وأشمل حتى نكون قادرين على التقييم، لأنه سيكون متعسفا جدا في القول ونسبيا جدا في التحليل من يقول أن عدم مشاركة العدالة والتنمية هي التي أفشلت 20 فبراير فهناك أسباب أخرى وإن كانت 20 فبراير لم تفشل ولكن أجهضت في مراحل معينة.

وعمليا العديد من أعضاء “البيجدي” شاركوا في التظاهرات، والموقف الرسمي للمؤسسة الحزبية كان تقديرا سياسيا في قراءة الوضع في ذلك الوقت، وهذا التقدير أنا اختلفت معه منذ لحظته لكن الذي أفشل 20 فبراير أيضا هو تيارات وقوى سياسية تعاملت بالكثير من الانتهازية، الأمر الذي جعل أفراد العدالة والتنمية يتراجعون عن المشاركة.

كما أن الحركة فقدت بعدها الشعبي عندما حاولت هذه التيارات السياسية السطو عليها وبدأت تتصرف فيها كملكية تابعة لها باعتبارات متعددة تخصها، وهذا ما أفرغ الحراك من بعده الشعبي وأي حركة تغيير سياسي يتم فصلها عن عمقها الشعبي لا يمكن أن تستمر.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد اهريدة
المعلق(ة)
22 فبراير 2018 11:55

تحياتي لكل القلوب التي لا زالت تنبض بهموم هذا الوطن،وتئن من آلام جراحاته،وكدماته.اما كلام المنتسبة للبيجيدي المسماة ماء العينين،كلامها عن حركة 20فبرايروعن التراكمات التي خلفتها على المستوى الديمقراطي،والانتخابات التي افرزت سياسه جديدة،وخلقت فرصا للتقدم بالبلاد نحو الافضل،فهذا لا يعدو ان يكون ضحكا على الاذقان،ومحاولة من السيدة تخراج العينين وحزبها للتمويه رذر الرما د في العيون..لان كل ما راكمته تجربة البيجيدي في الحكم كان لصالح اعضائها والمنتسبين لها…وخير دليل على ذلك ما آلت اليه احوالهم من بذخ ومراكمة الثروات وحب للكراسي،،في نبذ صارخ لكل تعهداتها وشعاراتها التي حملتها للسلطه.فاذا كان هناك من انتهازيين ووصوليين ركبوا موجة الحراك..واستغلوا رغبة المغاربه في التغيير..للوصول الى السلطة بشعارات:محاربة الفساد..وتحسين للاوضاع. و…و.،،و…ليصدم المغاربة فيهم..ويعرفوا في النهاية ان البيجيدي واعضاؤه ليسوا الا متاجرين بالدين..اغرقوا البلاد بالديون.وسلكوا بها سبلا من التيه والضياع وانسداد الافاق…فلتذهب ماء العينين وحزبها الى الجحيم..واذا كان لايزال هناك من حراك احياء للذكرى فسيكون ضدهم وضد جميع المتاجرين بآلام واحزان المغاربة.ولا استثني عنا ايا من الاحزاب الكثيرة والمتناسله الاخرى والنقابات التي باعت مواطنيها بمكاسب شخصية لا تعدو مراكمة الثراء والتسمين الاجساد والتنكر لكل اصنواع النضالات الشريفة التي همها الوحيد والاوحد هو تقدم الوطن وتعليم رصحة ورخاء العيش للمواطنين..ولهؤلاء القلة ارفع تحية خالصة.والسلام

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x