لماذا وإلى أين ؟

بنيعقوب: تصريحات ضيف أخنوش الإسباني امتداد لعقلية وثقافة الرجل الأبيض إبان فترة الاستعمار

قال إدريس بنيعقوب، الباحث في العلوم السياسية بكلية الحقوق أكدال بجامعة محمد الخامس بالرباط، إنه “للتعليق على تصريحات خوسي رامون كارسيا هناك ثلاث ملاحظات أساسية من الناحية المبدئية في العلاقات العابرة للحدود، وليس من وجهة نظر تحليل ميزان القوى داخل المغرب تؤاخذ السياسي الاسباني على تصريحاته”.

المستوى الأول، يقول بنيعقوب في حديث لـ”آشكاين”، هو استعمال القيادي الاسباني في الحزب الشعبي لتمرير رسالة لمغاربة الخارج وأيضا لمغاربة الداخل”، مضيفا ” إذن الهدف البشري المغربي مرفوض أخلاقيا وسياسيا وحتى من وجهة نظر العلاقات الدولية، أن يوجهه عنصر أجنبي لاتخاذ سلوك سياسي وطني داخلي”.

ويرى ذات المتحدث أنه “كان بإمكان القيادي المذكور الثناء على عزيز أخنوش وعلى التجمع الوطني للأحرار من باب تحالفهم العابر للحدود من غير أن يصبح أداة حملة انتخابية خارجية ضاغطة بشكل ما على السلوك الانتخابي المغربي، وأن يتعمد إعطاء نتيجة دقيقة للانتخابات التشريعية لسنة 2021 بمنح الرتبة الأولى بشكل واضح للتجمع يعد خروجا عن حدود التمني إلى حدود اليقين في النتيجة ونحن نعلم مدى فهم الإسبان للوضع السياسي المغربي بحكم التاريخ والجوار”.

وتابع المتحدث نفسه أن “المستوى الثاني هو أن خوسي رامون قيادي في حزب كانت له مع المغرب جولات خلاف وصراع حاد بخصوص عدة قضايا ترابية وسياسيا واقتصادية ولم يكن تاريخه تاريخ ود للمغرب”، إضافة إلى “كونه مسؤول العلاقات الدولية في الحزب ويعد كبير ديبلوماسييه المفروض فيه توخي الحذر في تصريحاته التي قد تعتبر تدخلا في الشأن السياسي المغربي وخروجا عن قواعد التعامل بالمثل”، حسب المتحدث.

ويرى بنيعقوب أن المسؤول الاسباني “لم يلتزم الديبلوماسي الحزبي الاسباني بواجب التحفظ في تقييم الشأن السياسي المغربي وأطلق تصريحا مجازفا يمكن اعتباره خطأ ديبلوماسيا كبيرا وتقوية لأحد الفاعلين السياسيين المغاربة على حساب الآخرين”.

ويعتبر المتحدث نفسه ان المستوى الثالث من التعقيب هو “إغفال المسؤول الإسباني لباقي الحساسيات السياسية المغربية واستعدائها وبالتالي جرها إلى إبداء آرائها في الحياة السياسية الإسبانية وأيضا في تقييم علاقاتها مع السياسيين الإسبان ككل، خصوصا أن عددا مهما من المغاربة يحملون الجنسية الإسبانية وربما منهم من يتعاطف سياسيا وانتخابيا مع الحزب الشعبي وقد يتأثرون بالقيادي الاسباني ويعتبرون رأيه توجيها ضمنيا لفائدة من ينبغي أن يصوتوا في المغرب”.

ويلفت بنيعقوب إلى أن “التواصل الخارجي الذي مارسه حزب التجمع الوطني للأحرار بواسطة المسؤول الإسباني قد يكون هدفه تعبئة داخلية في المغرب لكنه لم يوفق في اختيار عناصر اللغة السياسية و البروفايل السياسي لتوجيه الرسالة للمغاربة”، مبرزا أن ” العناصر الأجنبية دائما ما تكون لتصريحاتها حساسية مفرطة عندما تعلق على الشأن الداخلي، ويأتي هذا في سياق الحملات الإعلامية الإسبانية المنتظمة الموجهة ضد المغرب وضد مؤسساته ورموزه والمتدخلة بشكل غير لائق في شؤون المغرب”.

ويردف بنيعقوب “من هنا يطرح التساؤل عن الخلفية السياسية أو الاقتصادية أو حتى التاريخية من وراء مثل هذه التصريحات التي يمكن اعتبارها امتدادا لعقلية وثقافة الرجل الابيض إبان فترة الاستعمار والتي لا تعير أي اهتمام للحساسيات السياسية الوطنية بقدر ما تهتم بمن يخدم مصالحها فقط. كما نتساءل ماذا كان سيكون رد فعل الاسبان لو صرح مسؤول حزبي مغربي مثل هذه التصريحات ودعم حزب إسباني معين؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x