2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تحل الذكرى السادسة والعشرون لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش المملكة، مناسبة وطنية سامية يستحضر فيها المغاربة بكل فخر واعتزاز مسارا ملكيا استثنائيا، بصم تاريخ المغرب الحديث بإصلاحات عميقة، واختيارات استراتيجية جسدت روح الدولة الاجتماعية، وقوة الدولة التنموية، وحنكة الدولة الدبلوماسية.
منذ 30 يوليوز 1999، أطلق جلالة الملك ورشا غير مسبوقة لبناء مغرب حديث، قائم على العدالة الاجتماعية، والتنمية المتوازنة، وترسيخ موقع المغرب كشريك استراتيجي إقليميا ودوليا. فقد شهدت المملكة في عهده تحولات هيكلية تمثلت في تحديث المؤسسات، وتحسين الحكامة، وإطلاق مبادرات كبرى تمس حياة المواطن مباشرة، وفي مقدمتها ورش الحماية الاجتماعية الشاملة، الذي يسعى لتعميم التأمين الصحي والتقاعد والتعويضات العائلية، وتكريس كرامة المواطن.
على المستوى الاقتصادي، رسخ المغرب مكانته كمركز جذب إقليمي ودولي للاستثمار، بفضل المشاريع الاستراتيجية الكبرى التي غيرت معالمه الاقتصادية اللوجستية، وفي مقدمتها ميناء طنجة المتوسط، والقطار فائق السرعة “البراق”، وتوسيع شبكات الطرق السيارة والمطارات. كما يواصل جلالة الملك الإشراف على إطلاق مشاريع مهيكلة في طور الإنجاز، ستشكل دعائم جديدة للنمو والتنمية الترابية، من بينها ميناء الناظور غرب المتوسط كمنصة صناعية وتجارية في شمال المملكة، وميناء الداخلة الأطلسي كقطب استراتيجي للتكامل الإفريقي وتعزيز الإشعاع الأطلسي للمغرب، إلى جانب مشروع مد الطريق السيار نحو الداخلة لتأمين الربط الكامل بالأقاليم الجنوبية، وتمديد القطار فائق السرعة نحو مراكش وأكادير في خطوة رائدة لتعميم الاستفادة من البنية التحتية الحديثة على مختلف جهات المملكة.
وتضاف إلى هذه الإنجازات بنى تحتية متكاملة، تشمل المنصات الصناعية، والمناطق اللوجستية، والمركبات الجامعية، والمستشفيات الكبرى، في إطار رؤية ملكية تجعل من المغرب قاعدة صناعية وخدماتية متقدمة في القارة الإفريقية والمنطقة الأورو-متوسطية.
وعلى المستوى الاجتماعي، برزت القيادة الملكية في إدارة الأزمات من خلال تدبير محكم لكبرى الكوارث الطبيعية التي عرفتها المملكة، كما حصل بعد زلزال الحسيمة سنة 2004، وخصوصا خلال زلزال الحوز سنة 2023، حيث أعطى جلالة الملك تعليماته الفورية لإغاثة المتضررين، وتعبئة الموارد، وإطلاق برنامج لإعادة الإعمار والتنمية هو الأكبر من نوعه. وتوج هذا النهج الاستباقي بتدشين المنصة الوطنية لتدبير الكوارث والأزمات بالرباط، كأداة استراتيجية لضمان سرعة التدخل ونجاعة التنسيق في مواجهة التحديات الطارئة، بما يعكس البعد الإنساني والعملي في الرؤية الملكية لتأمين سلامة المواطن وتعزيز صموده.
سياسيا، واصل جلالة الملك تأكيده على أهمية تخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد، وتجديد النخب السياسية والإدارية، داعيا إلى ربط المسؤولية بالمحاسبة، وإعادة الثقة في المؤسسات عبر الإنصات لحاجيات المواطنين وتثمين الكفاءات الوطنية، داخل الوطن وخارجه.
أما في المجال الدبلوماسي، فقد عرف الملف الوطني الأول، قضية الصحراء المغربية، تطورا غير مسبوق، توج بـاعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه، إلى جانب مواقف داعمة من دول وازنة كفرنسا وإسبانيا وألمانيا وهولندا والبرتغال، وعشرات الدول الإفريقية والعربية، التي افتتحت قنصلياتها في العيون والداخلة، معتبرة مبادرة الحكم الذاتي الأساس الجاد والواقعي لتسوية هذا النزاع المفتعل، تحت السيادة المغربية.
كما تميزت السياسة الخارجية للمملكة، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، بتوازن استراتيجي فريد يعزز المكانة الإقليمية والدولية للمغرب، ويجسد حضوره الفاعل في المنتديات العالمية. وقد توج هذا المسار بحدث بارز تمثل في فوز المغرب بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، وهو إنجاز تاريخي يعكس الثقة الدولية في قدرة المملكة على تنظيم أكبر التظاهرات الكروية والرياضية. كما يستعد المغرب لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2025، إلى جانب استضافته لعدد من البطولات القارية والدولية الكبرى، مما يعزز إشعاعه الرياضي ويجعل منه وجهة مفضلة لاحتضان الأحداث الكبرى، بفضل بنياته التحتية المتطورة، واستقراره السياسي، وخبرته التنظيمية المشهود لها قاريا ودوليا.
وفي وفاء دائم للقضايا العادلة، لم تغب القضية الفلسطينية عن أولويات جلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، حيث يواصل جلالته الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادئ حل الدولتين. وقد حرص جلالته على التنديد بالحرب المدمرة التي استهدفت قطاع غزة، والدعوة إلى وقف التصعيد العسكري، مع التأكيد على ضرورة توفير الحماية للمدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني.
وفي تجسيد عملي لهذا الالتزام، واصل المغرب تقديم دعمه الفعلي والمباشر عبر المستشفى الميداني المغربي في غزة، الذي يقدم خدمات طبية وإنسانية حيوية في ظروف صعبة، إلى جانب جهود وكالة بيت مال القدس الشريف في دعم الأسر المقدسية، وتمويل مشاريع تربوية وصحية واجتماعية، تعكس البعد الإنساني والسيادي للالتزام المغربي تجاه القضية الفلسطينية.
وفي التوجه الاستراتيجي نحو الجالية المغربية بالخارج، عبر جلالة الملك في أكثر من خطاب عن الاهتمام الدائم بمغاربة العالم، داعيا إلى تسهيل استثماراتهم، وتعبئة كفاءاتهم، وتحقيق الإنصاف المؤسساتي تجاههم، خصوصا بعد دعوته لإعادة هيكلة المؤسسات المكلفة بقضاياهم في خطاب 20 غشت 2022.
وهكذا، يواصل جلالة الملك محمد السادس، بثبات وتبصر، قيادة المملكة نحو نموذج تنموي متجدد، يجعل من العدالة الاجتماعية، والوحدة الوطنية، والسيادة الكاملة، والريادة الإفريقية عناوين كبرى لعهده، ورهانات مستقبلية لأمة لا تتوقف عن التقدم.
ويأتي احتفاء الشعب المغربي بعيد العرش المجيد ليس فقط كتجديد للوفاء والولاء، بل كوقفة تأمل في منجزات تحققت تحت قيادة ملكية متبصرة، وتطلع جماعي نحو مستقبل أكثر إشراقا وعدالة وازدهارا. ففي ظل التحديات الإقليمية والدولية المتسارعة، يواصل المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، شق طريقه بثبات نحو مغرب الحداثة والسيادة الكاملة، مغرب الكفاءات والعدالة الاجتماعية، مغرب الإنصاف المجالي والدور الريادي في محيطه الإفريقي والمتوسطي. إنه عهد يتجدد كل سنة، بعزم لا يلين، وإرادة لا تنكسر.
bravo l’exemple modèle de l’Immigration Réussie comme vous Monsieur Tijini c’est vrai SM adonné beaucoup des marques et des directives et des idées sauf QUE devant Sidna que Dieu l’assite certains disent oui SIDNA oui SIDNA et après , ? LA PRATIQUE ,?I
هذا الشخص قريب يدخل للبلد