لماذا وإلى أين ؟

المنار اسليمي: إننا أمام أكبر خديعة تمارس ضد الجزائريين

اعتبر عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الاطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، أن الجزائر أمام خديعة طرطاق والقايد صالح بصور بوتفليقة القديمة” .

وقال اسليمي في تصريح لـ”آشكاين”، تعليقا على القرار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تأجيل الانتخابات الرئاسية وتغير الحكومة وإطلاق حوار وطني، (قال) “يمكن القول إننا أمام أكبر خديعة تمارس ضد الجزائريين، فالصور التي عرضتها بعض القنوات التلفزيونية الجزائرية الرسمية تعبر عن مسرحية محبوكة بطريقة سينمائية منذ تغطية وصول وفد بوتفليقة من جنيف إلى صور الاستقبالات المزعومة التي نشرت أمس للرئيس بوتفليقة المجهول مصيره”.

وأضاف “أدعو المتخصصين في دراسة الصورة إلى فحص ومقارنة الصور التي يعرضها التلفزيون الجزائري منذ خمس سنوات ومقارنتها بصور أمس لبوتفليقة مع شخصيات مثل القايد صالح وبدوي ولعمامرة واويحيى ولخضر الابراهيمي”، معتبرا أن “الصور تبدو قديمة ومركبة بمشاهد جديدة”، وأنه “يمكن هنا العودة إلى فحص وقراءة الزوايا التي التقطت منها الصور والانتباه إلى صورة بوتفليقة بالضبط التي يبدو أنها تعود إلى خمس السنوات التي مضت وبالضبط إلى ظهوره الأول بعد اصابته بالجلطة الدماغية”، مشيرا إلى أنه “يمكن ملاحظة الطريقة التي يتم بها السلام على بوتفليقة حيث يبرز تركيب صور قديمة بلقطات جديدة، لذلك يبدو أن المخابرات الجزائرية أخذت الوقت الكافي منذ انطلاق التظاهرات لوضع مشاهد محبوكة من شأنها أن تثير عاطفة الجزائريين وتسكت الأصوات المطالبة بالكشف عن وضعية الرئيس”.

وبناء عليه، يقول اسليمي ” فإن مصير بوتفليقة يبقى مجهولا وكل الاحتمالات واردة بما فيها المعلومات التي راجت في نهاية غشت الماضي من مستشفى جنيف والغموض بخصوص ما جرى في مستشفى جنيف نفسه خلال الاسبوعين الماضيين”، مردفا “لذلك ينبغي العودة إلى الصور التي عرضت على التلفزيون الجزائري التي من شأنها قلب كل المعطيات والتحليلات التي راجت، فبوتفليقة لم يظهر منذ أزيد من سنة ومن الصعب جدا قبول الصورة التي عرضها التلفزيون الجزائري أمس على الرأي العام بتلك الطريقة”.

ويرى اسليمي أنه “وراء الصورة يبدو العديد من الارتباك الحاصل، أوله، ارتباك سياسي، فمحيط بوتفليقة يمرر أجندة الرسالة المنسوبة لبوتفليقة بكل مضمونها مع تأجيل الانتخابات، الشيء الذي يعني أن بوتفليقة المجهول المصير يستمر بدون انتخابات ويفرض كل أجندته على الجزائريين”، أما الارتباك الثاني، حسب المتحدث فهو “دستوري إذ لا يوجد أي سند دستوري يعطي للرئيس إمكانية تأجيل الانتخابات وحتى استعمال المادة 107 لا تتوفر شروطه، بل إن رسالة بوتفليقة المزعومة وقعت في تناقص كبير لما أشارت إلى انسحابه لأسباب صحية”، ملفتا إلى أن “محيط بوتفليقة هنا مارس صلاحيات المجلس الدستوري في مرتين ولكنه حمل المجلس الدستوري مسؤولية أخرى هي انه لا يوجد أمامه اليوم أي خيار إلا إعلان شغور مقعد رئيس الدولة، وهي المسألة التي لا يمكن للمجلس الدستوري القيام بها بأن محيط بوتفليقة بتحالف مع القايد صالح يحكم سيطرته على جميع المؤسسات”.

وتابع السلمي تحليله قائلا “يوجد ارتباك آخر قادم حول من سيدير البلاد بعد نهاية شهر أبريل، وبعبارة واحدة إن محيط بوتفليقة مارس الحجر على الجزائريين إلى أجل لا أحد يمكن التكهن بمدة نهايته، فالندوة الوطنية والنص التشريعي الخاص للجنة انتخابية والدستور الجديد تحتاج إلى سنتين على الأقل”، مشيرا إلى أن “دخول لخضر الإبراهيمي مثير للانتباه، فالرجل حضر في الأزمة السورية ولا احد يعرف الدور الذي كان يلعبه، الشيء الذي يطرح علامات استفهام كبرى حول هذا الرجل الذي كان الكثير يعتقد أنه تقاعد وانتهى “.

ويعتقد متحدث “آشكاين” أن “ظهور لعمامرة في هذه المرحلة يبين بوضوح أنه رجل التوافق بين محيط بوتفليقة وقايد صالح والنخبة الاقتصادية وهنا يظهر السيناريو القادم إذا لم تتطور الأمور نحو الانزلاق إلى المواجهة، وهو أمر وارد، أن يبدأ تهيئ لعمامرة من الآن ليحل محل بوتفليقة”، مضيفا “والواضح أن ماجرى تصارعت فيه كل السيناريوهات وكان النظام الجزائري قريبا من تدخل الجيش وإنتاج النموذج المصري، وهذا لازال واردا” .

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Youssef
المعلق(ة)
13 مارس 2019 10:15

M.younes lamrani
Votre point de vue et votre rappel de notre histoire avec l Algerie m a beaucoup plu en tant que lecteur de ce site et qui appreciait tout ce qui releve de l histoire du MAROC
Je vous dis merci MONSIEUR
Un lecteur

Ps Merci egalement a notre source intarissable M. MANAR SLIMI

Ali
المعلق(ة)
12 مارس 2019 20:59

سواء تعلق الأمر بصور حقيقية أو مفبركة أو غير ذلك فواقع البيت الجزائري هو هو حتى وإن تمت إزاحة بوتفليقة .. هل أفادت الإطاحة بمبارك مصر في شيء؟ هل أفادت الإطاحة بالقذافي ليبيا في شيء؟ هل أفادت الحرب السورية في شيء؟. فيمَ تفيد الصور لو كانت حقيقية وحديثة مثلاً؟ هل صحة الصور المتداولة كانت سوف تجعل من الجزائر سويسرا مثلاً؟ وفيمَ يفيد إن كان رئيس هذه الدولة العربية أو تلك مُقعداً أو في غيبوبة أو بصحة جيدة وينط كالقرد؟ حال الدول العربية هو هو ما دام معظم حكامها لا يملكون من مقاليد الحكم إلا العمالة للغرب

يونس العمراني
المعلق(ة)
12 مارس 2019 20:02

أنّ السطلة القائمة الآن في الجزائر هي سلطة غير شرعية، كونها انقلبت على إرادة الشعب سنة 1992، ومنذ ذلك التاريخ و الإنقلابيون العسكر لا زالوا إلى اليوم هم الحكّام الفعليون للجزائر، بل لازالوا يرابطون في مناصبهم إلى الآن. أما مؤسسة الرئاسة المدنية فلا تعدو أن تكون واجهة للتزيين، إن الجنرال العربي بلخير، و الجنرال محمد مدين المدعو توفيق قائد جهاز المخابرات الجزائرية كان لهما دور بارز في إقناع الجماعة العسكرية بقبول وضع بوتفليقة رئيساً للدّولة كواجهة للجنرالات. لكن حبل الود لم يستمر طويلاً، بحسب هناك صراعات بين أجهزة الحكم الفعلية وصلت حد تهديد بوتفليقة بالإستقالة و اللجوء إلى الخارج. هذه الصراعات الطاحنة داخل كواليس صناعة القرار، جعلتهم – كما تفعل الأنظمة الإستبدادية – يبحثون عن عدو خارجي

وهمي وهذأ العدو الوهمي فهو المغرب فنرجع إلى التاريخ حتى نعرف أسباب العداوة الوهمية للمغرب

وفي هذا الإطار، فإن الدور الذي أدَّاه المغرب في عهد محمد الخامس كان حاسماً بحكم موقعه الجغرافي من جهة، وعراقة العلاقة الأخوية التي تربطه بشقيقه الشعب الجزائري، وقدم ما كان المجاهدون بحاجة إليه، وبالتالي ساهم في دحر المستعمر الفرنسي، وإخراجه من التراب الجزائري .

لم تنقطع إمدادات المغرب للثورة الجزائرية منذ اندلاعها سنة 1954 إلى تتويجها بالانتصار والاستقلال سنة 1962 رغم الشروط الفرنسية في وثيقة اتفاقيات ايفيان ، حيث التزم الشعب المغربي بمساعدة الثورة الجزائرية بطريقة غير محدودة ولا مشروطة، وحتى في أصعب ظروف التي عاشها المغرب .

لكن هذه الظروف الصعبة لم تثنه عن مضاعفة دعم الجزائر ماديا وتوفير السلاح لثورتها، وحماية ظهرها على طول الحدود المغربية التي أصبحت مفتوحة في وجه الثوار الجزائريين، ومَـمَرّا للعتاد والذخيرة إلى أرض المعركة في الجزائر، وإلى قاعدة مكناس العسكرية المغربية كان يرد السلاح الروسي المقتنَى للثورة الجزائرية، وضِمْنه الطيران العسكري الذي كان يتدرب عليه بالقاعدة المغربية ربابنة جزائريون.

وكان المغرب يساهم من ميزانيته في شراء السلاح ونقله إلى الجزائر، كما ساعد الجزائر ماليا على اقتناء الباخرة “سانت بريفال” التي اشتهرت باسم “الأطوس” وغصّت مدينة وجدة على الحدود الشرقية بالمهاجرين والاجئين الجزائريين، واستقبلت مستشفياتُها الجرحى لعلاجهم، وآوت القيادةَ الجزائريةَ السياسية التي أصبحت تُعرَف في ما بعدُ بمجموعة وجدة”

مراكز التموين بالسلاح على التراب المغربي

أنشأت »إدارة الاتصالات« عدة مراكز للتموين بالسلاح على التراب المغربي، ومنها:

– مركز الناضور، وهو مخصص للأسلحة والتموين

– مركز وجدة: تخزين الأسلحة وذخيرتها الحربية

– مركز فكَيكَ: تخزين الأسلحة وذخيرتها الحربية

– مركز بركان: تخزين الأسلحة

– مركز القنيطرة: تخزين الذخيرة الحربية

– مركز الرباط: التموين العامّ بالذخيرة الحربية

– مركز الدار البيضاء: استقبال الأسلحة وذخيرتها الحربية وتخزينها ونقلها للحدود الجزائرية

– مركز طنجة: استقبال الأسلحة وذخيرتها الحربية وتخزينها ونقلها للحدود الجزائرية

– مركز تطوان: تخزين الذخيرة الحربية

نظراً للخطر القادم من الحدود المغربية، أسرعت فرنسا إلى محاولة عزل الجزائر عن العالم الخارجي، وبخاصة عن المغرب الذي كان الممون الرئيس للثورة الجزائرية بالأسلحة والذخيرة، سواء تعلق الأمر بتلك القادمة من الخارج، والتي تم إفراغ معظمها في الموانئ المغربية، أو تلك التي كانت تصنع فوق التراب المغربي، وتنقل إلى الجزائر عن طريق الحدود التي كانت همزة الوصل التي ربطت البلدين والشعبين.

إن حقيقة الجزائر هي استخدام العنف بكلّ أشكاله، وخلق أعداء وهميين لتبرير الخطاب و السياسات القمعية لخنق المجتمع و العبث بالوطن.

تعتبرون أن السلطة القائمة في الجزائر غير شرعية، كيف ذلك؟
لأنّها جاءت بانقلاب على الدّستور وإرادة الشعب، ولأنّها ظلّت ولا تزال تحكم بإرهاب الدّولة.
العسكر الذين قاموا بالإنقلاب على خيار الشعب عام 1992 مازال أكثرهم هم الحكام الفعليون في الجزائر، مثل الوزير المنتدب للدفاع عبد المالك قنايزية، و قائد أركان الجيش الجنرال قايد صالح، وخاصّة الفريق محمد مدين المدعو توفيق قائد جهاز المخابرات. وهؤلاء ظلّوا في مناصبهم بشكل أو بآخر، وقاموا بتغيير عددٍ من الرؤساء، ورؤساء الحكومات وعشرات الوزراء و المسؤولين، بينما بعضهم لم يُغيّر حتى مكتبه.
إنّ السّلطة الخفية التي توجد المخابرات في قلبها، هي التي تستولي على الدّولة، وإن تنازلت عن البعض من نفوذها للواجهة المدنية.
ويقوم العسكر من خلف الستار بتزيين الواجهة كلّما دعت الضرورة لذلك، سواءاً بمهازل انتخابية أو بتعديلات دستورية غير شرعية وغيرها من أساليب إطالة عمر الإستبداد.
حتى العناصر العسكرية التي يبدو أنّها انسحبت من الحكم، مازال يربطها بدوائر التأثير الكثير من الأواصر ومازالت تتدخل في إدارة دفّة الحكم بما هيمنت عليه من مصالح و ريع اقتصادي خلال التسعينات، إضافة إلى أنّه قد تمّ ترقية عدد مُهم من الضبّاط الذين تورّطوا في حمام الدم الجزائري إلى رتبة جنرال، وهكذا يتمّ تأمين استمرارية السيطرة على السلطة بنفس نوعية الأشخاص وإن تغيّرت بعض الأسماء.

مولاي
المعلق(ة)
12 مارس 2019 18:12

عندما تلف الغيوم تأتي العاصفة

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x