لماذا وإلى أين ؟

هذا ما قاله العماري عن إلغاء الفلسفة من امتحانات الباكلوريا

دخل الأمين العام لحزب “الأصالة والمعاصرة”، إلياس العماري، على خط الجدل الذي أثاره قرار وزارة التربية الوطنية القاضي بتعويض مادة الفلسفة بمادة التربية الإسلامية في امتحانات الباكلوريا المهنية.

وقال العماري “إذا صح ما هو متداول اليوم، وما أثير قبل سنة عن تحقير الفلسفة في إحدى الكتب المدرسية والذي أثار معركة قادتها جمعية مدرسي الفلسفة؛ فإن ما يقع يسائل الجميع، ويؤكد بالملموس أن من بين العوامل التي تفسر فشل منظومتنا التعليمية والتربوية، هو تبخيس الفلسفة بشكل خاص، والفكر المتنور بشكل عام”.

وأوضح العماري في تدوينة له على حسابه الفيسبوكي، أنه “قد تم استقبال هذا القرار باستنكار شديد على شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصا من طرف أساتذة هذه المادة والمهتمين بوضعها على العموم”، مردفا “وقد عاد بي هذا الكلام إلى نهاية الثمانينات من القرن الماضي، عندما قررت الحكومة إحداث شعبة الدراسات الإسلامية بالمؤسسات الجامعية، والتقليص التدريجي لوجود شعبة الفلسفة على المستوى الوطني. وتم ذلك كما هو معروف، اقتناعا من أصحاب القرار آنذاك بهذا الإجراء في إطار تحالفات كان يعرف من نسجها تأثيره على الفكر التنويري بشكل عام والتقدمي بشكل خاص”.

وأوضح العماري أنه “في ذلك الوقت تعالت أصوات هنا وهناك، سواء بشكل فردي أو باسم تيارات فكرية أو سياسية، تحذر الدولة من مطب التحالف مع جماعات كان هدفها الاستراتيجي ليس تقزيم الفلسفة في حد ذاتها، وإنما التأسيس القاعدي الممنهج لما نعيشه اليوم.”

واعتبر ذات المسؤول أن “الخوف الذي يسكن الأسر اليوم، على أبنائها وبناتها من خطر الانضمام إلى التيارات المتطرفة المحترفة في صناعة الدم والدمار، من بين أسبابها إنهاء الفكر التنويري من المعاهد والجامعات والفضاءات العمومية ووسائل الإعلام العمومية، من خلال الإجهاز على شعبة ومادة الفلسفة.”

وكان قرار، إقصاء الفلسفة في جميع شعب ومسالك البكالوريا المهنية واستبدال مادة الفلسفة بمادة التربية الإسلامية في الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا المهنية، قد أثار جدلا كبيرا في العديد من الأوساط ، حيث اعتبره الكثيرون سابقة وتراجعا عن الإجماع الوطني المعبر عنه في الميثاق الوطني للتربية والتكوين وتوجهات ومضامين استراتيجية 2030-2015.

يشار إلى أن القرار المذكور قد صدر من طرف وزير الثقافة والاتصال، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالنيابة، يوم 12 فبراير عدد 6647 بالجريدة الرسمية، ويقضي بإقصاء مادة الفلسفة من كل شعب ومسالك الباكالوريا المهنية. واستبدالها بمادة التربية الإسلامية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x