لماذا وإلى أين ؟

تفاصيل مثيرة حول الجندي الذي دخل المغرب بعد انشقاقه عن البوليساريو (صور)

يونس أباعلي

بدأ محسوبون على جبهة البوليساريو يتناقلون صور وهوية الجندي الذي فر من مخيمات تندوف ليلة الأحد الماضي، على مواقع التواصل الاجتماعي، بكثير من الحسرة على خطوته التي أثبتت مدى الاحتقان الذي تشهده مخيمات العار، والتي جعلت جنديا يسلم نفسه إلى عناصر الأمن المغربية طالبا العودة إلى أرض الوطن.

الجندي يدعى سلامو المصطفى البلال أحدافة، وقد فر عشية الاثنين المنصرم في منطقة الفرسي. كان يشتغل في ما يسمى سلاح الدرك الصحراوي، مكلف بالتموين، في الناحية العسكرية الخامسة.

وتناقل نشطاء فايسبوكيون صور الجندي المنشق مشيرين إلى أنه من مواليد 19/06/1990 في دائرة تسمى الحگونية. وقد لفتوا إلى أنه دخل الحزام الأمني ليلة الأحد وهو يقود آلية تابعة لـ “الناحية العسكرية الخامسة”.

وظلت قيادة الجبهة الانفصالية تنفي خبر فرار الجندي، معتبرة أنه مجرد “بروبغندا مغربية”، حسب تعبيرها، قبل أن تنفي الصور والهوية ادعاءات القيادة، وهو ما يعكس شدة الاحتقان والامتعاض اللذين يسودان سكان مخيمات تندوف.

وتعليقا على صحة الخبر، قال الخبير في شؤون الصحراء المغربية، نوفل البعمري، “بارطاجيو لعل هذه الصور تصل للمعنيين بالأمر ليتأكدوا أن مشروع الانفصال والجبهة انهار ولا مستقبل له في المنطقة”.

وأضاف المحامي البعمري، في تدوينة له على فابسيوك، “إذا كان العسكري يفر من هناك مخاطرا بحياته من أجل أن يلتحق بوطنه وأرضه و صحرائه بالمغرب، فماذا عن باقي السكان الذين يعيشون جحيما مضاعفا وأوضاعا مأساوية يتداخل فيها الإنساني بالاجتماعي بالاقتصاد بالحقوقي”، مضيفا “إنها عودة تأتي في إطار النداء الذي أطلقه الحسن الثاني الوطن غفور رحيم، وتأتي بعد يومين من انطلاق المائدة المستديرة في جنيف”.

وفي هذه الصدد أشارت مصادر متطابقة مطلعة على أخبار المخيمات، إلى أن هناك تمردا وعصيانا في الأجهزة العسكرية للجبهة الانفصالية، والفرار هو انعكاس لهذا، إذ بعدما دخل أزيد من 40 جنديا في احتجاج الشهر الماضي بسبب الحالة المهينة التي وجدوا أنفسهم فيها في ثكناتهم، جاء دور أعوان جهاز ما يسمى “الشرطة الوطنية” الذين لم يترددوا في التعبير عن استهجانهم من عدم تدخل قيادة الجبهة بحمايتهم من اعتداء تعرضوا له بداية الأسبوع الجاري من أشخاص مجهولين في مخيمات العار بتندوف.

وكشف هؤلاء أن هناك تسيبا وسط الأجهزة الأمنية بعد تكرار حالات الاعتداء على عناصر الأمن من قبل عناصر انفصالية، وبلغ الأمر حد تهريب بعض المساجين المنقولين إلى سجن “الذهبية” عبر محاولات متكررة.

وأشار الأمنيون الغاضبون من إبراهيم غالي أن جل مراكز الشرطة في ضواحي مخيمات تندوف غير مزودة بالعتاد اللازم، متهمين قيادة الجبهة بإهمالهم معتبرين أن “استمرار سياسة تجاهل القوى العمومية يهدد أمن المواطن بالدرجة الأولى وهو الذي يعيش في المخيم عكس القيادة التي تعيش في منازلها الخاصة بتندوف الجزائرية والعديد من المدن العالمية بعيداً عن واقع اللجوء”، كما جاء في تصريحاتهم لوسائل إعلام مقربة من الجبهة.

ويعتبر هذا الاحتجاج استمرارية لحالة التمرد العسكري غير المسبوقة على إبراهيم غالي، إذ كان أزيد من 40 جنديا دخلوا في احتجاج وعصيان مفتوح بسبب الحالة المهينة التي وجدوا أنفسهم فيها في ثكناتهم، وعبروا عن غضبهم من احتدام الصراع وتطوره بين مسؤولين في ما تسمى “وزارة الدفاع” وبعض الولاة حول من سيسير جهاز الدرك، والذي بلغ حد مصادرة عتادهم في بعض المواقع دون علمهم.

وقال الجنود المحتجون إنهم يعيشون في حالة يرثى لها في ثكناتهم بلا ماء ولا كهرباء ولا تغذية، وهو ما اعتبروه إهانة لهم وأن الصراع داخل الجبهة حول تسيير جهاز الدرك جعلهم ضحية، وهو ما دفعهم إلى المطالبة بتعيين قادة كتائب جدد.

 

صورة للعربة التي فر على متنها الجندي المنشق

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Youssef
المعلق(ة)
20 مارس 2019 12:43

Marhaban bih,
Il est parmi les siens,ses concitoyens,qui vont prendre soin de lui.

Il n y a que la verite qui triomphe.

DIEU,PATRIE,ROI

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x