لماذا وإلى أين ؟

رفيقي: ترفضون لوحة فنية وتتساءلون من أين تأتي الداعشية؟

قال عبد الوهاب رفيقي الباحث في الدراسات الإسلامية والفاعل الفكري والديني “إن الجدل لذي أثاره العرض الفني الذي تم تقديمه أمام الملك والبابا فرانسيس خلال زيارتهما للمعهد الملكي للأئمة لا يتعارض مع عقائد المسلمين، وأن من إدعى غير ذلك تتملكه عقدة التفوق، والعداء للفن”.

حديث عبد الوهاب رفيقي جاء ردا على بعض السلفيين الذين اعتبروا بعض ما تضمنه العرض الذي قُدم أمام جلالة الملك والبابا فرانسيس يتعارض مع عقائد المسلمين، حيث كتب رفيقي في تدوينة فيسبوكية قائلا “هذه الأصوات التي تولول وتصيح وتستنكر ما تضمنته اللوحة الإبداعية الجميلة التي قدمت أمام الملك محمد السادس والبابا فرانسيس، بحجة تعارض ما فيها مع عقائد المسلمين، ولأن الأذان لا يمكن أداؤه بطريقة غنائية أو خلطه بما هو فني، هؤلاء ينطلقون في كل ذلك برأيي من أصلين أساسيين.”

ويرى رفيقي أن أول هذه الأسس “عقدة التفوق، واعتقاد بطلان كل العقائد سوى ما يؤمنون به، وجزمهم بأن من لم يكن على عقيدتهم فهو من أصحاب النار خالدا مخلدا فيها أبدا، ولا يخفى ما في ذلك من عنصرية استنكرها القرآن على أهل الكتاب أنفسهم، وقالت اليهود ليست النصارى على شيء، وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب، ثم قال: كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم، كما استنكر على أهل الكتاب اعتقادهم أفضليتهم على غيرهم: ” وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق”، وكل هذه الآيات نصوص موجهة للمسلمين ختى لا يقعوا فيما وقع فيه من قبلهم.” حسب تعبيره

واسترسل قائلا:” أما العامل الثاني هو عداؤهم التاريخي للفن، فكيف تريد ممن يعتبر مجرد سماع معزوفات موسيقية دون كلمات منكرا ولهوا من الحديث، ويستحق سامعها صب الرصاص في أذنه يوم القيامة، أن يستسيغ سماع كلمات مقدسة تؤدى بألحان موسيقية، كيف وهو يرى الفن رجسا ودنسا أن يقبل بخلطه بالمقدس؟ كيف تريد ممن لا يعرف للفن قيمة ولا دورا في الحياة ولا علاقته التاريخية بالأديان أن يوافق على ترنيم جزء من الأذان؟ علما أنه لا يدري أن ما يسميه بعلم  تجويد القرآن، ليس إلا ترنيما للقرأن وتوظيفا للمقامات الغنائية التي لم يعرفها المسلمون في قرونهم الأولى؟…” يتساءل رفيقي

وختم رفيقي حديثه قائلا:” طبيعي إذا أن يكون رد الفعل بهذه الانفعالية والصخب، وإن كان الغريب المضحك أن هؤلاء أنفسهم من يتحدثوا عن التسامح ، وهم أنفسهم من هللوا لحضور النيوزيلنديين مراسيم صلاة الجمعة، فالتسامح برأيهم هو تسامح الآخر معهم لا تسامحهم مع غيرهم، ثم بعد كل هذا يقال من أين أتت داعش، ومن أين لها بهذه الأفكار المتطرفة، وأنها مؤامرة على الإسلام والمسلمين”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
reda
المعلق(ة)
2 أبريل 2019 00:43

رفيقي هذا أمره عجيب ألم يان لك بعد أن تكون صادقا مع الله ومع نفسك. ما كل هذا الانبطاح و التخلي عن ثوابت هذا الدين. عجب ما تقول

المسماة الدولة هي في خدمة الشعب وليست لقمع الشعب وعقابه بالتسلط والجبروت الشعب يختار من يخدمه ولا يقمعه إلا مستعمر
المعلق(ة)
1 أبريل 2019 13:42

كنيسة في اسبانيا يطلق عليها كاتدرائية مسجد قرطبة. كانت مسجد حولها أحد الملوك إلى كنيسة لكن المؤذن يأتي كل يوم لرفع الأذان إلى يومنا هذا رغم تحويلها إلى كنيسة. يأتي المؤذن المسلم في الزي الأندلسي القديم ويقيم الآذان يومياً في أوقات الصلاة حتى في الوقت الذي يصلي فيه المسيحيون لكن الحضور المسيحيون يلتزمون الصمت حتى نهاية الآذان. منظر مهيب تذرف له الدموع. الله أكبر والصلاة والسلام على رسول الله محمدوعلى وآله الطيبين الطاهرين ?
لاحظ اخي التعايش السلمي وقبول الاخر

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x