لماذا وإلى أين ؟

الدرويش يدعو أمزازي إلى استخدام العقل والمنطق ورصانة المسؤول الحكومي لحل ملف المتعاقدين

في سياق التطورات المتتالية التي يعرفها ملف موضوع أساتذة الأكاديميات أو الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد حوارت “آشكاين” رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين، الأستاذ محمد الدرويش الذي كان له لقاء مع ممثلين عن تنسيقية  الأساتذة المذكورين.

 أصدرتم بلاغا عن لقاء تم بين المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين و لجنة الحوار و التواصل ماذا جرى بينكم ؟

صحيح، فبعد تشاور بين أعضاء المكتب الوطني للمرصد، واستنادا إلى بلاغنا الأول وأهداف ومرامي المرصد، ومتابعة منا لمنظومة التربية والتكوين بنجاحاتها وإخفاقاتها ونقط قوتها ونقط ضعفها، قررنا أن نجتمع مع الأساتذة أعضاء لجنة الحوار والتواصل المنبثقة عن المجلس الوطني “للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد”، واسمحوا لي أن أعبر عن ارتياحي لهذا اللقاء الذي دام ما يقارب ثلاث ساعات بالرباط، والذي أحسست فيه بأني أمام خيرة شباب المغرب من خريجي الجامعات المغربية، وهم طلابنا صاروا اليوم أساتذة يستحقون منا جميعا كل التقدير والاحترام. واسمحوا لي كذلك وبالمناسبة أن أنوه بمستوى النقاش الذي دار بيننا بدون قيود ولا شروط، إذ كانت جلسة استماع بامتياز، وقد أراد المرصد من هاته الجلسة أن يستمع مباشرة لهؤلاء الأساتذة دون وسائط، لذلك فما قمنا به هو من صلب وروح أدوار المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين.

 ما هي مطالبهم وهل هم متصلبون للرأي الواحد و المطلب الوحيد ؟

لقد لمست في هؤلاء وفي آخرين ممن كان لي اتصال بهم الصدق والرغبة في إيجاد حلول لمشاكلهم، وكذا البحث عمن يستمع إليهم باحترام وتقدير ويكون له معهم حوار العقلاء والحكماء بدون تهديد ولا وعيد ولا سلطة كيف ما كانت، وبذلك يمكن أن أجزم بصدقهم ووطنيتهم، إذ عبروا عن أسفهم لاضطرارهم لخوض إضراب مدة شهر كامل، بل عبروا عن عدم رضاهم على ترك بناتهم وأبنائهم التلاميذ، ووعدوا بأنهم سيعملون كل ما في وسعهم لاستدراك الزمن الضائع حتى لا يضيع أحد من أبناء الوطن، وحين يعبر طرف ما عن الرغبة في الحوار فمعنى ذلك أنه قابل للاستماع وللاقناع وللتجاوب. لذلك وجب فتح حوار عاجل مع هؤلاء الأساتذة وبعث رسائل الاطمئنان حتى لا يظل سيف التهديد والوعيد على عنقهم وهذا عنوان للاستقرار وللاطمئنان وهذا أمر ناسف له ونرفضه.

 يفهم من كلامك الأستاذ محمد الدرويش أنك تدافع عن هؤلاء الأساتذة و تقف بجانبهم و هم تركوا الأقسام و اضربوا لمدة شهر كامل و أنت تعلم أن أبناء الطبقات الفقيرة و المتوسطة هم المعنيون بإضرابهم، هل لك أن تفسر للرأي العام هذا الأمر؟

المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين يقف بجانب كل الفئات المتضررة والتي لها مطالب، ووقوفه بجانبها هو رصد لقضاياها وتنبيه وتذكير للمسؤولين بها أما الدفاع عنها فمن اختصاص النقابات التعليمية.واسمحوا لي أن أؤكد للرأي العام أن هؤلاء الأساتذة عبروا عن حسن النية بوطنية عالية وبأخلاق من مستوى رفيع، منذ توقيع الفوج الأول على العقود التي لم يتسلموها أبدا ولم يحتج أي منهم ولم يضرب ولم يغادر قسمه، واستمر الوضع على هذا الحال حتى تم طرد زميل لهم بزاكورة بداية سنة 2018 ، وهي الإشارة السلبية الأولى التي تلقوها تبعتها حالة أستاذ من بولمان، وقد بلغوا 70000 إطار وتبع ذلك إقدام الإدارة على دعوتهم لتوقيع ملحق عقود، الأمر الذي جعلهم حائرين متسائلين باحثين عن أجوبة مقنعة لحالاتهم، فلم يجدوا أمامهم إلا لغة التهديد والوعيد والسب في مجموعة منهم، فماذا تنتظر منهم في مثل هاته الحالات؟ وأجهر علنا بالقول إن حالتهم جميعا قبل 13 مارس 2019  لم تكن واضحة ولا منطقية ولا معقولة، واسمحوا لي على التشبيه بعبارة لا تصلح لمقامهم التربوي كمن هم “خماسة لدى الغير”، إذ ليسوا مستخدمين يخضعون لقانون الشغل ولا موظفين يخضعون لقانون الوظيفة العمومية ولا قانون المؤسسات العمومية، أما وضعهم اليوم فقد تغير وذلك بفضل نضالاتهم ونباهتهم فلهم اليوم بنية وظيفية واضحة. صحيح أنها تحتاج لبعض التصويبات وهذا أمر ممكن إذا توفرت النيات الحسنة وتخلى كل طرف عن تصلب الرأي ورفض الحوار. وبالمناسبة ندعوهم إلى استحضار المصلحة الفضلى للتلاميذ ولمنظومة التربية والتكوين وذلك بالعدول عن الاستمرار في سياسة شد الحبل مع القطاع الوصي، وفي المقابل ندعو هذا الأخير بل نوجه رسالة مباشرة إلى السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور سعيد امزازي، الى استخدام العقل والمنطق ورصانة المسؤول الحكومي على قطاع حيوي في البلاد في معالجة اختلالات هذا الملف الذي ورثه عن الحكومة السابقة، وذلك بفتح حوار صريح وجاد ومسؤول بأفق برنامج واضح المعالم – حوار يعيد الثقة  لهؤلاء الأساتذة ولكل مكونات المنظومة، لأن الثقة هي مفتاح نجاح أي حوار.

كما نوجه نداء إلى كل مسؤولي المنظومة بإيقاف كل لغات التهديد والوعيد والمتابعات ومساطر العزل وبعث الإشارات اللازمة والواضحة لطي هاته الصفحة السيئة الذكر من تاريخ منظومتنا في العهد الحديث والبدء في صفحة جديدة يستأنف معها الأساتذة عمليات التدريس ويتعبؤون لاستدراك الزمن الضائع.ونحن على يقين أن استعادة الثقة ستذيب جليد كل الخلافات وستجعل الوزارة الوصية تجود قانون توظيف هؤلاء الأساتذة وتجد حلولا للانتقالات بين الجهات ولضمان الطمأنينة والاستقرار خلق جو من الثقة في الغد فهم شباب واعد وحي مبتكر ومبدع يستحقون التقدير والاحترام والتشجيع

هل لك كلمة أخيرة؟
نوجه نداء باسم الوطن إلى الأطراف المعنية، أقصد الأساتذة والوزارة، لتجاوز أوضاع الاحتقان التي تعيشها منظومة التربية والتكوين، فكل مشكل إلا وله حلول وجب التوافق حولها، فنحن أسرة واحدة في وطن واحد ونداؤنا موجه لكل عقلاء وحكماء هذا الوطن فالتربية والتكوين مسؤولية الجميع.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
العاطل
المعلق(ة)
8 أبريل 2019 16:49

الحل سبقلص من الوزارة بالجهة نطالب بالأبناء عل الجهوية نحن المعطلون ماهي الخطة التي قدمها الدروس لحل البطالة؟

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x