لماذا وإلى أين ؟

تدشين نقل السفارة الأمريكية في يوم نكبتنا

المتطرفة المتصهينة في الإدارة الأمريكية نيكي هايلي تقول بان قرار المتطرف ترامب بإعتبار القدس عاصمة لدولة الإحتلال قد مر بسلام ولم تسقط السماء على الأرض كما قالوا لنا….نعم في ظل نظام رسمي عربي هالك ومنهار ومتعفن ،يتواطأ ويشارك الإدارة الأمريكية مشروعها المسمى بصفقة القرن “صفة العصر ” لتصفية القضية الفلسطينية ،فلماذا لا تتجرأ الإدارة الأمريكية على نقل سفارتها من تل ابيب الي القدس في يوم نكبتنا إمعاناً في طعن شعبنا الفلسطيني والتنكر لحقوقه والعمل على إذلاله وتركيعه..؟؟ النظام السعودي شريك مباشر في خطة ترامب ويترأس حملة شرعنة وعلنية التطبيع مع المحتل،واعتباره ليس عدواً لشعبنا وأمتنا العربية في حرف وتحوير للصراع عن قواعده وأصوله.

وكذلك باقي المشيخات النفطية فقطر قال وزير دولتها العمادي بشكل واضح بان قطر تقدم مساعداتها لقطاع غزة،لكي تنجب اسرائيل الحرب مع القطاع،وهي تدخل مساعداتها الى القطاع بموافقة امريكية- اسرائيلية ،وأيضاً قال بانه زار القدس عشرين مرة والتقى مسؤولين اسرائيليين في البداية سراً ولكن الان علناً وجهراً والبحرين وزير خارجيتها قال علينا ان لا نلتفت ونتصارع الى وحول قضية هامشية كقضية القدس،بل يجب أن نلتفت الى العدو الرئيسي على حد زعمه ايران.

اما الإمارات فسجلها حافل في التطبيع ويجري على اعلى المستويات،بما فيها المناورات العسكرية المشتركة،في حين الشقيقة الكبرى مصر فليس فقط تستورد الغاز الإسرائيلي،بل تقول بانها ستقوم بتخفيف العقوبات عن قطاع غزة بموافقة اسرائيلية، وانه لا بديل عن الرعاية الأمريكية للمفاوضات وكذلك هي الأردن…وليس هذا بعد فالسلطة الفلسطنية التي يفترض ان تقود العالمين العربي والإسلامي نحو اوسع مجابهة ومواجهة مع المشروع الأمريكي،حتى اللحظة تبدو مترددة، لا تمتلك أي رؤيا او مشروع بديل،يغلب على مواقفها التردد والإرتهان الى الخيار التفاوضي الذي اثبت فشله وعدم جدواه،حتى قرارات المركزي لم تحترم ولم يجر تطبيق أي منها بالتحلل من اوسلو وكافة التزاماته وتعليق الإعتراف بدولة الإحتلال ووقف التنسيق الأمني ..؟؟بل خطاب الرئيس عباس في مجلس الأمن عودة لدهاليز المفاوضات العبثية وتجريب المجرب منذ ربع قرن….ولذلك لا غرابة في ظل واقع عربي منهار وذليل وقيادات فاقدة إرادتها ولقرارها السياسي،بل متواطئة ومشاركة في مخطط ومشروع تصفية القضية،وحالة فلسطينية ضعيفة وغير موحدة ومنقسمة على ذاتها أن تقدم الإدارة الأمريكية المتطرفة على نقل سفاراتها من تل ابيب الى القدس في يوم نكبتنا.

وهذا القرار ليس فقط خروجاً سافراً ووقحاً على القوانين والإتفاقيات والمواثيق الدولية،بل هو استهزاء واستفزاز لمشاعر كل العرب والمسلمين،وهو رسالة واضحة لشعبنا الفلسطيني،بأن الحل فقط،هو سلام اقتصادي،يقوم على شرعنة وتأبيد الإحتلال،مقابل تحسين شروط وظروف حياة الشعب الفلسطيني تحت الإحتلال،مقايضة الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطينية برشى ومشاريع اقتصادية،وأنه لا حل لما يسمى بخيار الدولتين،ولا حق عودة ،وهنا الهدية التاريخية التي يتحدث عنها قادة الإحتلال…شطب حق العودة وتصفية قضية اللاجئين،

فالنقل في هذا اليوم،له مغزى ودلالات سياسية…ولذلك السلطتين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقوى والأحزاب عليها..أن تتخذ قرارات ذات بعد استراتيجي وترتقي الى حجم الجرائم المرتكبة بحق قضيتنا ومشروعنا الوطني..وهذه السلطة اما ان يجري تغيير في دورها ووظيفتها والتزاماتها…واما ان يجري تسليم مفاتيحها ليس للإحتلال،بل للشعب الفلسطيني،،وهو قادر على أن يتدبر أمره مع الإحتلال،او الى الأمم المتحدة والقول لها ولكل العالم فشلتم في تطبيق قرارتكم،كفى كفى المقامرة والتجريب بحقوق شعبنا الفلسطيني.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x