لماذا وإلى أين ؟

لماذا تصاب النساء بـ”هوس” التسوق؟

كشفت دراسات حديثة أن فكرة الشراء تراود المرأة كل 60 ثانية، وأن 90 في المئة من النساء مصابات بهوس الشراء، وبمعدلات تزيد عن حاجتهن، من دون أي مبرر منطقي سوى أنهن يعانين من اضطرابات مزاجية أو قلق أو عدم استقرار عاطفي، وربما أيضاً لصعوبة التحكم في رغباتهن المتكررة.

ووفقاً للدراسات والعلوم الاجتماعية، التي جرت في العالم العربي فإن المصابات بهوس الشراء غالبا ما يرتبط الأمر لديهن بالتعرض لحوادث أو مواقف خاصة في الطفولة. فيشعرن بالحاجة إلى التسوق داخل المولات الكبيرة والمكتظة بالزوار لقضاء الوقت والتسلية.

وقد يكون إدمانهن للتسوق مجرد محاولة لسد الفراغ العاطفي. لذلك فإن هوس وإدمان الشراء قد يكون عارضاً لأكثر من مرض، وغالباً ما يكون تعويضاً لحالة اضطراب وجداني، فيصرفن مبالغ خيالية في مدة قصيرة جداً، للحصول على الإحساس بالسعادة، هي فترة لا تتجاوز اليومين، ويعاودن تكرارها.

يبدو أن صوت أكياس الملابس الجديدة، بالنسبة للنساء، فيه الكثير من الموسيقى التي تعتبر مهدئة، حيث تدخل البهجة والحيوية الى يومها الروتيني.

ماجدة نموذج اعتمد عليه الباحثون تحاول، ألا تكتئب كثيرا، لان ذلك مكلف جدا، لكنها مهووسة بشراء الألبسة والإكسسوارات لدرجة أنها تنسى ما تشتري، وتعيد شراء نفس الغرض مرة أخرى، لتتفاجأ عند عودتها إلى المنزل بأنها قامت بشرائها سابقاً. وتقول: “انفق كل راتبي الشهري على ذلك، وفي منتصف الشهر أبدأ بالاستدانة، لكن الأمر فيه متعة، شراء أمور جديدة، تبرق وتلمع، فالموضة تتغير من موسم للثاني، ولا أخجل من ذلك، لست مهووسة، لكن فن عرض البيع، وطرق الترويج التي تعتمدها وسائل الاعلام، والمواقع الإفتراضية، وظهور العديد من مصممي الأزياء والماركات العالمية في متاجرنا العربية مؤخرا، ومواسم التخفيضات، والمهرجانات والمسابقات، فضلاً عن التسهيلات البنكية وغيرها من المغريات، كلها أدوات تحالفت لجذبي نحو مزيد من التسوق والشراء، وأصبحت  اشتري بدون وعي أحيانا”.

وحسب الخبراء ، فإن المهووسات لدهن الشراء القدرة على الشراء أعلى في تحليل البيانات البصرية التي تصل للمخ، ما يفسر اهتمامهن بشكل السلع وبريقها، وانجذابهن لهذا البريق.

الهوس

أخصائية علم النفس العيادي نورما أبو زيد، تقول: “عندما تبدأ المرأة بالاقتراض من أجل التسوق وشراء الملابس والسفر، وتدخل بسبب إدمانها على الشراء، في أزمات مادية وأحيانا زوجية، ولا تكترث للأمر، بل وتستمر في الشراء، عندها نقول أنها تعاني من هوس الشراء القهري، وغالبا ما تكون محبطة وتحاول التعويض بالشراء ولفت الانتباه بتصرفات فيها الكثير من الحركة والترفيه، وربما يعود ذلك إلى ارتباط “الدوبامين” لدى مرضى هوس الشراء بآلية عمل مشابهة للآلية التي يحدث بها شعور الانتشاء لدى مرضى الأنواع الأخرى من الإدمان”.

وتضيف: “أعتقد أن معدلات الإصابة بهوس الشراء تتناسب مع زيادة معدلات أوقات الفراغ لدى المرأة”.

هوس الرجال

إذا كانت المرأة تعتبر التسوق جزءاً أساسياً من بهجتها، يشعر 50 بالمئة من الرجال بنشوة جميلة أيضا. إلا أن النساء بطبيعتهن وجيناتهن ينظرن للتسوق كنشاط ترفيهي، لكن الرجال على العكس حيث ينظرون للتسوق كمهمة هدفها شراء سلع معينة لهدف معين، ولا يميلون لإظهار إعجاب بنشاط التسوق في حد ذاته”. حسبما يقول أمجد. وهو نموذج اعتمد عليه الخبراء في الدراسة

وعلى الرغم من أن البيانات الرسمية تشير إلى نسبة البطالة بين النساء تصل إلى 35 في المئة في العالم العربي، لكن يبدو أن معدل النساء العربيات المصابات بهوس التسوق تتجاوز نسب البطالة، ويعزو البعض ذلك إلى أزمات عاطفية واضطرابات.. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل هذا يعني أن النساء العربيات هم الأكثر تأزما في العالم؟  .

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x