2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
نقيب الصحافيين: الخطوط الحمراء تقلصت ونكاد أن ننتقل إلى حرية الصحافة الفوضوية

قال عد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، إن “حرية الصحافة في المغرب تتجادبها تناقضات، فالمغرب يراكم مكاسب في مجال حرية الصحافة على مستوى إصدار تشريعات أكثر تطورا، وإخراج مؤسسات ستساهم في تحصين حرية الصحافة والدفاع عنها؛ من قبيل المجلس الوطني للصحافة، لجنة الإشراف على الحق في الحصول على المعلومة، لجنة حماية المعطيات الخاصة”.
ويضيف البقالي، في تصريح لـ”آشكاين”، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، “وأيضا على مستوى الممارسة نجد فضاء مقبولا ورحبا لحرية الصحافة، بحيث تقلصت الخطوط الحمراء بشكل كبير جدا ونكاد أن ننتقل إلى ما نسميه حرية الصحافة الفوضوية، لأنه يوجد في المغرب اليوم 4500 موقع إخبار، 314 منهم فقط هم اللذين يتوفرون على الملاءمة و25 فقط هم الذين حصَّلُوا على رقم اللجنة؛ لأنهم يتوفرون فعلا على مواصفات المقاولة المهنية، فيما يبقى أمامنا أكثر من 4 آلاف موقع يشتغلون في الفوضى وخارج الإطار المهني والأخلاقي، وأداء كثير من هذه المواقع يسيء لحرية ومهنة الصحافة أكثرا مما يفيدها”.
“لا بد أن نقر أن هناك مكاسب وإرادة سياسية لدى الدولة لتنظيم حرية الصحافة لتكون حرية إيجابية ومنتجة للقيم ومساهمة في بناء المغرب الحديث”، يقول المتحدث ويردف “ولكن في المقابل هناك معطيات مناقضة تماما، لأنه في المغرب نحاكم صحافيين لأنهم نشروا أخبارا صحيحة ونصدر في حقهم أحكام بالسجن ونحاكم صحافي لأنه تلقى مكالمة هاتفية من مجهول وهذا المجهول لم يظهر له أثر لحد الآن”، في إشارة للزميل حميد المهدوي مدير ورئيس تحرير موقع “بديل” المتوقف عن الصدور، المحكوم عليه بـ”ثلاثة سنوات سجنا نافدا بتهمة عدم التبليغ عن حناية تهدد أمن الدولة”.
وتابع البقالي في ذات التصريح “نحن الصحافيين نستقبل العديد من المكالمات من مجهولين ونطلع على العديد من الوثائق المحظورة لأن مهنتنا تستوجب علينا أن نتعاطى مع هذه المصادر مما يخدم جودة المنتوج الذي نقدمه “، مشددا على أن “القانون لا يعاقب على الانصات والاطلاع بل على النشر، والزميل الصحافي المعتقل (المهدوي) لم يقم بالنشر مما يبعد أي تهمة من التهم التي ألصقت به، وبالتالي فمحاكمة هذا الصحافي وإيداعه السجن تمثل مصدر قلق كبير بالنسبة لنا نحن الصحافيين وتشوش على المكاسب الهامة التي يراكمها المغرب في هذا الاتجاه”.
من جهة أخرى وفي نفس السياق، أكد المتحدث أن “هناك فوضى كبيرة في شبكات التواصل الاجتماعي وهناك من يدرج المدونون في هذه الشبكة كصحافيين مواطنين وبصفة عامة شبكات التواصل الاجتماعي تحولت إلى مصادر غير موثوقة لصدقية مضامين ما تسوق وتروج له.