لماذا وإلى أين ؟

دراسة رسمية.. أكثر من نصف الأطفال في وضعية إعاقة دون تعلم ويعانون التمييز

قدم المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي رأيه الاستشاري الخاص بتعليم الأطفال في وضعية إعاقة، حيث كشف عن أرقام مقلقة وغير منصفة لهذه الفئة.

وكشف المجلس فــي إطار عمله لسنتي 2018 – 2019، أن 61.1 % من الأشخاص في وضعية إعاقة بدون تعلم، فيما تشكل الإناث أكثر هذه الفئة بنسبة تصل إلى 66,6 %، وتتوزع النسب بين 50.6% بالوسط الحضري، و49,4  % بالوسط القروي.

وتظهر الأرقام أن من لديهم مستوى التعليم الابتدائي لا يمثلون إلا 15%، ومن لديهم مستوى التعليم الثانوي 9,5 %، ومن لديهم مستوى التعليم العالي 1,8 %.

وأوضح المجلس أن مساهمة برامج محو الأمية لتمكين الأشخاص في وضعية إعاقة من فرص التعليم ضعيفة جداً إذ لم تتعد 1 في المائة. أما معدل تشغيل الأشخاص في وضعية إعاقة، الذين هم في سن النشاط فلا يتعدى: 13,6 % (83000 من بين 612000). ونسبة تشغيل النساء منهم 9 % فقط، فيما نسبة التشغيل بالوسط القروي: 16,5 %، ونسبة التشغيل بالوسط الحضري: 11,3 %.

ورغم الجهود القطاعية للنهوض بتربيتهم وتعليمهم، فالأشخاص في وضعية إعاقة يشكلون الفئة الأقل استفادة من الخدمات التربوية والتكوينية، حيث يعانون من تمييز مزدوج في حقهم بمعاناتهم من نفس الحواجز التي تحول دون التمدرس بوجه عام (كالحواجز التي يعاني منها أطفال الوسط القروي، ومشاكل تمدرس الفتاة، …الخ)، واصطدامهم بصعوبات خاصة ترتبط بإعاقتهم (التصورات الاجتماعية، والولوجيات، وضعف مستوى تكوين الموارد البشرية…).

كما اتضح وجود تفاوتات داخل شريحة الأشخاص في وضعية إعاقة، حسب نوعية ووضعية الإعاقة (أطفال الإعاقة الحركية أكثر حضورا في التمدرس / أطفال إعاقة التوحد أو الإعاقة الذهنية الذين  يودعون المراكز المتخصصة).

ورغم الدور الإيجابي الذي تلعبه الهيئات والجمعيات المتدخلة في تربية وتعليم الأشخاص في وضعية إعاقة، فإن عملها  يواجه مشاكل وصعوبات عديدة من قبيل (عدم التركيز على التعلمات، ضعف تكوين الأطر العاملة فيها، ضعف التنسيق بينها وبين القطاعات الحكومية المعنية، عدم تجانس الجمعيات، وضعف التمويلات المرصودة لها).

أما التكوينات المهنية المخصصة لهذه الشريحة من المجتمع، على قلتها ومحدوديتها، لا تتيح إلا القليل من فرص الشغل والارتقاء الاجتماعي والاستقرار في العمل (ما يناهز نصف الحاصلين على العمل يضطرون إلى تغيير تخصصهم المهني أو مقر عملهم، بسبب انعدم الشروط الملائمة للعمل: الولوجيات، أو عدم تهيئة ظروف العمل، أو غياب التجهيزات الملائمة…).

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x