لماذا وإلى أين ؟

تحرشات جنسية أثناء الحج..وأبوحفص يعلق: الأمر ليس مفاجئا

بعد إطلاق” هشتاغ“ مثير للجدل تحت عنوان” في المسجد أيضا“، كشفت من خلاله بعض النساء من مختلف بلدان العالم الإسلامي، عن تجارب التحرش خلال تأدية مناسك الحج، نشرت محطة “بي بي سي” البريطانية، تقريرا صحافيا، أمس الخميس، حول تحرشات جنسية وقعت في موسم الحج، يتضمن شهادة لفتاة تدعى آنجي أنجوني، من إحدى الدول جنوب أسيا، والتي قالت إنها تعرضت رفقة أختها للتحرش في مدينة مكة المكرمة.

وروت آنجي أنجوني عن تعرضها للتحرش خلال رحلتها للحج في عام 2010، موضحة أن أحدهم قام “بلمس مؤخرتها” حسب قولها، بينما كانت في متجر أمام الحرم المكي، مضيفة “لقد صُدمت، لقد وقع الأمر على بعد أقل من مترين من أمي. كنت خائفة للغاية أن أصرخ”.

وأردفت أنجوني، في تقرير بعنوان “التحرش أثناء موسم الحج.. نساء يشاركن تجاربهن”، أن أختها أيضا تعرضت للتحرش ولكن من قبل حارس داخل الحرم المكي. ومشيرة إلى أنها صرخت في وجهه “ماذا تفعل! ليس من حقك أن تلمس أختي”، وزادت أن ع”لى الشرطة أن توفر الحماية، وأن هذا الحارس هو عنصر أمن في الجامع”. وتابعت، أن رجل الأمن كان يضحك بينما كانت تصرخ في وجهه قائلة: “ماذا تفعل بحق أختي؟”

وتساءلت الفتاة كيف يفعل البعض ذلك في مكان مقدس كهذا، مضيفة “هذا المكان ليس آمنا للنساء”. ودعت آنجي النساء والفتيات إلى التحدث عن تجاربهن وتوعية بعضهن البعض، واتخاذ الحيطة والحذر.

ومن جهتها قالت سفارة السعودية في لندن للمحطة إن السعودية “تتعامل بجدية مع أي شكاوى اعتداء تصلها ويحقق فيها من قبل الشرطة”.

رفيقي يفسر…

وفي هذا الصدد، وصف الشيخ السلفي، محمد عبد الوهاب رفيقي، هذه التصرفات بـ”المحدودة”، وأنها “ليست ظاهرة عامة في موسم الحج، بحكم أن أغلب من يتوجهون إلى ذلك المكان تكون لهم نية التعبد على الأقل بشكل مؤقت في ذلك الوقت”، موضحا أنه “إن كان هناك شخص ما يقوم بهذه التصرفات في حياته اليومية وهو يمتنع عنها في هذا الموسم بحكم قداسة المكان والزمان وبحكم أن الحالة روحانية”.

واعتبر رفيقي، الملقب بـ”أبي حفص”، في تصريح لجريدة “آشكاين” الإلكترونية، أن “التحرش بالنساء أثناء مناسك الحج ليس بالأمر المفاجئ”، مبرزا أن “القضية ليست مرتبطة بالزمان والمكان بل هي متعلقة بالعقلية العامة للرجل في المجتمعات الإسلامية”، مؤكدا أن “هذه القضية ليست لها المكانة الجرمية التي تستحقها”، مضيفا أن “مجتمعاتنا لازالت لا تستحضر أن هذا الفعل هو اعتداء خطير وانتهاك لحرمة الآخر وحياة الأخر”.

وأردف المعتقل السلفي السابق، أن “العقلية العامة لا تنزل المرأة المنزلة التي تستحقها، ولازالت العقلية الذكورية مسيطرة ومهيمنة على غالبية المجتمع بحيث أنه حتى التوعية بخطورة هذا الأمر غير كافية”، وزاد “لذلك لا أستغرب، فمن نشأ في إطار هذه البنية فمن الطبيعي أن يقدم على هذا الفعل حتى ولو كان ذلك في مكان مقدس”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x