2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بنعبد القادر: الاتحاد الاشتراكي يعيش أزمة وجود وليس أزمة “بروفايلات”

دخل محمد بن عبد القادر، وزير الوظيفة العمومية والقيادي في حزب “الاتحاد الاشتراكي”، في النقاش الدائر حول الأوضاع الداخلية للبيت الاتحادي، خصوصا بعدما كثر الحديث عمن سيخلف القيادات الحالية للحزب، في ظل الجدل السياسي الذي أحدثه الأخير بعد دخوله لحكومة سعد الدين العثماني.
وقال بنعبد القادر في تصريح صحفي: “يتوجب على مناضلي حزب الاتحاد الإشتراكي التفكير بشكل جدي بل ومستعجل في مستقبل الحزب ووضعه الراهن”، مشيرا إلى أن “المشاكل التي يعاني منها الحزب والمتمثلة في “أزمة الهوية والتنظيم والمشروع والتواصل، هي مشاكل تشكل جزءا من الأزمة العامة التي تعاني منها الأحزاب السياسية في المغرب.”
وأضاف القيادي الإتحادي: “أن الإشكالية المطروحة حاليا لا تتعلق بنظام الأحزاب السياسية في المغرب فقط، ولكنها تتعلق بالتمثيلية الديموقراطية والتواصل السياسي، والتي نتجت بسبب التغيرات الاجتماعية المختلفة التي لا علاقة لها بالسياسة، والمتعلقة بالطرق الجديدة في التمثيلية الديموقراطية، بل حتى بمفهوم الديموقراطية نفسها” حسب تعبير بن عبد القادر .
وأبرز المتحدث في تصريحه أن هذه التغيرات أثرت في نهاية المطاف على جميع المؤسسات والأنظمة التي تم تأسيسيها إلى حد الآن من أجل التعبير عن الرأي ديمقراطيا ، وتمثيل الإرادة الشعبية.
وبخصوص أزمة الاتحاد الاشتراكي، أشار بنعبد القادر إلى أن الحزب “يعيش لحظة تغيير في إطار التغييرات الذي تعيشها الأحزاب السياسية في المغرب، لكنه تغيير يطرح تساؤلات حول كيفيته”، قائلا: “في حالتنا ليس السؤال المطروح هو كيف يمكن تغيير بروفايل أو شخصية قيادية معينة؟ ولكن كيف يمكن للإتحاد الإشتراكي أن يبقى في الوجود؟ أو بالأحرى أن يستحق الحياة ؟ لأن الأمر يتعلق بحزب تاريخي لا يستطيع الهروب من مصيره، وهو حزب يفرض وجوده بشكل كامل، وخلاصة الأمر كما جاء في مسرحية هامليت “إما أن يكون أو لا يكون”.
مشكلة الاتحاد الاشتراكي هو مشكل الانسلاخ عن قاعدته الشعبية، والتنكر لمذهبه ومبادئه الشعبية وللوجوه والمناضلين الحقيقيين ،وضرب الديمقراطية التنظيمية، وتعالي مايسمون أنفسهم “قيادات” عن مناضلي الحزب المحليين الذين يعرفون القوات الشعبية بالمعايشة المباشرة .ووجوه أزمة الحزب ليسوا مؤهلين بتاتا لاعادة الحياة للتنظيم، إلا بانسحابهم لإرجاع الثقة إلى النفوس التي نفرت من الحزب وما يتصل به..
الاتحاد الاشتراكي لم يعد ذلك العرين الذي يضم أسودا يهابها الجميع بل صار دكانا من الدكاكين السياسية التي يبحث أصحابها من خلالها عن معيشهم ( كايدبرو على راسهم وصافي) . لم تعد للاتحاد الاشتراكي في شخص مناضليه كاريزما ولا شخصية وازنة قادرة على الفعل ومساعدة الشعب على تجاوز محنته الوجودية.