2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
تلميذة تحاول الانتحار بسبب امتحان الرياضيات

أقدمت تلميذة تبلغ من العمر 17 سنة على محاولة الانتحار يوم أمس الأربعاء، بسبب امتحان مادة الرياضيات الذي لم تتوفق في اجتيازه.
وحسب ما أوردته مصادر محلية، فإن الشابة أقدمت على محاولة الانتحار برمي نفسها من الطابق الأول لمؤسستها التعليمية المتواجدة في منطقة حجر الهواري بصفرو.
وأشارت المصادر ذاتها، أن سبب محاولة الانتحار تعود لكون التلميذة لم تتوفق في انجاز مادة الرياضيات بسبب صعوبة الأسئلة المطروحة في اليوم الثاني من امتحان الباكالوريا برسم هذا الموسم.
وأكدت المصادر ذاتها، أن التلميذة تم نقلها على وجه السرعة إلى مستشفى محمد الخامس بصفرو ، و نظرا لخطورة حالتها المتدهورة تم نقلها صوب إحدى المصحات الخاصة، بطريق صفرو بفاس لتلقي العلاجات الضرورية، بعدما أصيبت بكسور بليغة على مستوى الرأس وفي أنحاء مختلفة من جسدها .
هذا وقد دخلت عناصر الشرطة القضائية بمفوضية أمن صفرو على خط التحقيق لمعرفة ظروف وملابسات محاولة الانتحار الفاشلة في انتظار التطورات الصحية للتلميذة.
وتعتبر هذه الحالة هي الثالثة من نوعها بعد حالة انتحار في مدينة تمارة، أقدم فيها تلميذ على إنهاء حياته بسبب الضغوط النفسية الناتجة عن امتحانات الباكالوريا، حيث تعرض لنكسة نفسية قوية وضغوط كبيرة من طرف أهله بسبب الامتحان.
وفيما يخص الحالة الأخرى فالأمر يتعلق بتلميذ يدرس في ثانوية عبد الرحيم بوعبيد بمدينة سلا، صباح يوم الثلاثاء 11 يونيو، على محاولة الانتحار بعد منعه من استكمال الاختبار، إثر ضبطه وهو يحاول الغش.
وحسب ما توصلت به “آشكاين” من معطيات، فإن التلميذ الذي يدرس في المؤسسة المتواجدة بمنطقة باب لمريسة بسلا، حاول استعمال ما يسمى بـ”لحروز” أو وثائق أخرى غير ورقة الامتحان من أجل الاستعانة بها في الإجابة، وهو ما اكتشفته لجنة المراقبة، لتقرر منعه من استكمال الامتحان.
بنادم يموت كافر ويلقى الله غضبان عليه على ود متوفقش في امتحان ولا مالقاش خدمة واش بنادم يؤمن بان هناك قبر وحساب ام لا هذا هو السؤال الذي يجب معرفة اجابته
أختي التلميذة
للنجاح ثمن باهظ
هذه الحياة بمثابة سوق تعرض فيه سلع كثيرة ولكل سلعة ثمنها، إذ لا يمكن أن تتسوق شيئا منها دون دفع ثمنه، وبطبيعة الحال تختلف الأثمنة حسب نوعية ما يراد اقتناؤه ومدى جودته، وهل هو شيء حقيقي أم مزيف، ولا يعقل أن نستغرق الحديث في جميع ما هو متوفر وقابل للشراء، لهذا سيقتصر الكلام هنا عن النجاح الذي له ثمن باهظ، لكن بمقدور أي كان دفع ثمنه أي أنه متاح للجميع، غير أن الاختلاف حاصل في نوعية هذا النجاح، وكيف تم الدفع لأجله، وماذا بذل في مقابل الحصول عليه.
النجاح كلمة جميلة تتغنى بها الشفاه، وتهفو إليها كل الذوات، وتشرئب إليها الأعناق في كل مكان، وتطمح لنيله بشرف النفوس العزيزة، ويتعلق بها بصدق وإخلاص أصحاب الهمم العالية، ولا يمكن لأحد مهما كانت طبيعته البشرية أن يرفضه أو يتجاهله، أي أن النجاح من الأشياء التي يحبها الجميع، لكن ليس لمجرد ما أن تحب شيئا ستحصل عليه بسهولة، لذا يلزم أداء ثمن ذلك سواء بالعمل الجاد والصبر والتضحية أو غير ذلك.
ولهذا يختلف مفهوم النجاح من شخص لآخر؛ فكل واحد ينظر إليه من منظاره الخاص، وذلك ما يظهر من خلال تعدد الطرق التي يسلكها كل شخص لبلوغه، بحسب أهداف كل فرد وطموحاته وقيمه ومبادئه التي يتبناها عمليا، لكن يظل النجاح الحقيقي هو الذي يكون فيه السمو الأخلاقي في زمن تراجع فيه كل ما له صلة بالقيم الأخلاقية النبيلة. لماذا ليس في استطاعة الجميع إدراك النجاح النزيه؟ هل عدم حدوث ذلك راجع للاختلاف الحاصل في البنيات الفكرية؟ أم بسبب قصور في القدرات والمهارات الشخصية؟ أم أن المشكلة تكمن في غياب أخلاقيات النجاح بنزاهة؟
النجاح بشكل عام له ثمن باهظ؛ فهناك من يدفعه بجهده ووقته وتضحيته، كما يوجد من يؤديه بماله وكرامته وبعزته، والفرق شاسع بين الفريقين، فالجميع يتتوق إلى النجاح، لكن كل وكيف يبحث عنه بمعنى أن لكل وسائله التي يستعملها وكل وما يعطي مقابل الحصول عليه، والغريب في الأمر أننا نعيش في عصر تحكم فيه المظاهر والماديات، الشيء الذي ساهم في تغييب الضمير الإنساني، فأصبح بذلك الإنسان المعاصر مستعدا للتنازل عن المبادئ والقيم التي يتبجح بها من أجل بلوغ النجاح، ولو استدعى الأمر استخدام الأساليب اللاأخلاقية، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل النجاح مكسب النبلاء أو مطمع النذلاء؟
الوصول للنجاح النزيه ليس بالأمر الهين لأن طرقه المشروعة شاقة ومليئة بالعواقب والتحديات التي تحتاج لقوة التحمل والإصرار والعزم مع عدم انطفاء الأمل وتجدد النشاط والدافعية لتخطي كل عقباته، فالصعود للقمة صعب جدا لكن السقوط قبل بلوغها سهل جدا على الذي يلتفت للمحسوبيات والوساطات التي تعرض عليه.
ومن أقصر الطرق التي يلجأ إليها من لا يمتلك مقومات النجاح الحقيقي:
* الاعتماد على المال والجاه وغيره ذلك مما يُمتلك ويتيح للإنسان بلوغ النجاح بطريقة غير مشروعة أخلاقيا.
* التذلل وإهانة النفس بالتملق والتزلف الذي يجعل المرء عبدا مملوكا لمن يمتلك زمام الأمور التي تتحكم في نجاحه وفشله.
* اللجوء إلى واسطة أو معين خارجي يقرب الفرد من النجاح مقابل نزع ثياب الكرامة عنه وتعريته من عزة النفس.
والأخطر من هذا كله ألا يبصر الإنسان في هذه الحياة سوى النجاح المادي والشهرة، بغض النظر عن الفراغ القيمي الذي سيترتب عن ذلك نتيجة تخليه عن عزة نفسه التي هي أغلى ما يملك مقابل الحصول على متاع زائل، ومثل هؤلاء لا يحسون بالإحباط والندم إلا بعد فوات الأوان، ويصلون متأخرين لقناعة ثابتة تتمثل في كون هذه الحياة مجرد خدعة، وهذا مما يذكرني بقول الكاتب الأمريكي الساخر مارك توين: “لولا البلهاء لما حقق الآخرون أي نجاح.. نناور ونخفي أفكارنا، ونكذب ونتزلف، وفي النهاية نحقق ربحا أكيدا، لكن أرقى أنواع الخداع طُرا وأقواها تأثيرا هو الخداع الذي نمارسه على أنفسنا”.
أن تكون ناجحا يعني أن تظل على الدوام في استعداد لدفع ضريبة نجاحك، لأنك مراقب ومتبوع من غيرك؛ فلمجرد ما أن ترتكب خطأ إلا ونزلت عليك الأسلحة الهدامة، لغرض التبخيس من نجاحك والتقليل من إنجازاتك وتميزك، والادعاء بأن ما نلته من نجاح إنما هو بمحض الصدفة فقط لا غير، وكلما زدت تألقا إلا وارتفعت نسبة منتقديك الهدامين وكثرت الشائعات حولك، فأنت مستهدف على طول مسيرتك الحياتية الناجحة، ولن تسلم من هذا كله أبدا.