2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الحسيني: هناك مراجعة جذرية في مواقف القيادات الخليجية في علاقتها مع المغرب

شكل تجديد دول الإمارات والسعودية دعمهما ووقوفهما إلى جانب المغرب في قضيته الترابية، لدى الملاحظين منحى جديدا في علاقات هاته الدول الخليجية مع المغرب، إذ وإن لم يكن موقفا جديدا إلا أن تأكيد الدعم جاء في سياق نوع من الفتور شاب علاقتها في الآونة الأخيرة. ينضاف إلى هذا تلميح عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، أول أمس الثلاثاء، إلى إمكانية انتعاش الهبات الخليجية المقدمة إلى المغرب بعد تراجعه في السنة الماضية.
في قراءته لمواقف دول الخليج مع المغرب بعد مدة من البرود في علاقتها، اعتبر تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن ما حدث بينها والمغرب “كان يشكل لدى أغلب الملاحظين سحابة صيف وهذا ما يحدث الآن، لأن هناك مراجعة جذرية في مواقف القيادات الخليجية في ما يتعلق بالمبادئ التي يتشبث بها المغرب”، مشيرا إلى أن القيادات السعودية والإماراتية أصبحت تتفهم في الأسابيع الأخيرة موقف المغرب، الذي هو موقف مسؤول يمكنه أن يخدم مصلحة بلدان الخليج في علاقاتها الدولية”.
ويرى تاج الدين، في حديث مع “آشكاين”، أن المغرب “قرر منذ سنوات ألا يضع بيضه في سلة واحدة عبر تنويع الشراكات، وتبين ذلك من خلال زيارات الملك محمد السادس إلى الصين وروسيا، لعقد شراكات تتجاوز الهيمنة الأمريكية والفرنسية. وهذه العلاقات أثرت بشكل كبير على علاقاته مع جيرانه الأقربين”، مضيفا أن “بلدان الخليج رهنت نفسها للجانب الأمريكي باستثناء قطر، وقضية هذه الدولة الخليجية هي القشة التي قصمت ظهر البعير في العلاقات بين الطرفين، المغربي الخليجي، إذ تشبث المغرب بالإبقاء على علاقاته مع قطر وأن يكون وسيط خير”.
مستوى آخر من التعاون المالي
وقع المغرب أمس الأربعاء مع الصندوق العربي التابع للكويت اتفاقيتين بأزيد من مليارين درهم لاستكمال إصلاح سد والطريق الدائرية في العيون التي تربط المغرب بدول جنوب الصحراء، وهو ما يشير بحسب تاج الدين الحسيني إلى أن المستوى النقدي والمالي بين المغرب والخليج أصبح يتطور، ومشاركة الخليجيين مهمة لأنهم أصبحوا يتمسكون بالوحدة الترابية للمغرب.
المغرب و”صفقة القرن”
“هناك ضبابيات ترتبط بموقف المغرب من ما يسمى صفقة القرن”، يقول أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، فبحسبه “أدرك القادة الخليجيون أن لهذه الصفقة لها جوانب متعددة، فهناك جانب اقتصادي سينعقد بمقتضاه مؤتمر البحرين، والمغرب ربما أعطى موافقته للمشاركة فيه رفقة الأردن، وكما تلاحظون فموقف المغرب والأردن موحد بهذا الخصوص والعاهل الأردني في اجتماعه مع القيادات الجينية في بلاده أثنى على موقف العاهل المغربي وهذا منطقي لأن المغرب يرأس لجنة القدس ووزارة الأوقاف الأردنية تشرف على الأماكن المقدسة”.
وبالتالي، هذه التطورات، يعتبرها المتحدث نفسه أنها ربما ستؤذي إلى خلخلة تقديم صفقة القرن كما يصوغها الجانب الأمريكي، “فهناك إدراك بأن مصالح أمريكا لا يمكنها أن تكون دون الارتباط المطلق بإسرائيل وهنا اعتقد أن المغرب والأردن قد يلعبان دورا مهما في مؤتمر البحرين”، في إطار “الرغبة في مراجعة الأوراق بين الطرفين ووضع رؤية جديدة لآليات التعامل التي ينبغي أن تكون قائمة على مبادئ احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم توجيه السياسة الخارجية لخلق محاور في المنطقة”.
كاريزما المغرب
يقول متحدثنا إن السلوك الذي انتهجه المغرب مع دول خليجية معروف عليه منذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني، فقد كان يقدم نوعا من الاستشارة ليس فقط لبلدان دول الخليج بل للأمريكيين والفرنسيين في ما يتعلق بما يجري في الشرق الأوسط، ويعتبرون أن المغرب البعيد عن الخليج بحوالي 4000 كلم يمكن أن يكون مصدرا للنصح والحكمة والاستشارة في قضاياه الحيوية وفعلا أظهرت الاستشارات التي قام بها الإسرائيليون أنفسهم في عهد الحسن الثاني أن المغرب له موقع استراتيجي ولا يشكل أي انحياز للدول العظمى مهما كانت طبيعة هيمنتها.