لماذا وإلى أين ؟

تقرير إخباري: في عز الصيف .. مدينة أكادير تحت رحمة الكلاب الضالة

آشكاين/محمد دنيا

في عز فصل الصيف، حيث تعرف مدينة أكادير حركية اقتصادية هامة على المستويين السياحي والتجاري؛ بفضل توافد عدد من السياح المغاربة والأجانب؛ لإستكشاف مناظر المدينة الشاطئية منها والجبلية، تعيش مدينة الإنبعاث تحت رحمة الكلاب الضالة، التي تواصل غزوها في مختلف أحيائها الشعبية والراقية.

غزو الكلاب الضالة لمدينة أكادير السياحية، لم ينحصر في الأحياء الشعبية والراقية فحسب، بل تجاوز ذلك لاحتلال كورنيش المدينة، الذي يعتبر الوجهة الأولى للسياح المغاربة والأجانب؛ وكذلك السكان المحليين، حيث أصبحت الكلاب الضالة تصول وتجول بشاطئ المدينة، مشكلة بذلك خطرا على كل المصطافين.

المجتمع المدني يدق ناقوس الخطر

ما فتئت جمعيات المجتمع المدني بمدينة أكادير، تدق ناقوس الخطر وتحذر من خطورة هذه الكلاب الضالة، من خلال مراسلات تطالب مختلف المسؤولين بالتدخل لحلحلة هذا الوضع، الذي يشوه المنظر العام للمدينة؛ التي يشتغل عدد هام من ساكنتها في قطاع السياحة؛ من جهة، ويشكل خطرا على المواطنين بشكل عام؛ من جهة أخرى.

آخر  آهات المجتمع المدني حول هذا الموضوع؛ كانت قبل 5 أيام، حيث راسلت شبكة جمعيات أكادير؛ التي تضم أربعين جمعية، رئيس مجلس جماعة أكادير من خلال عريضة؛ وصل “آشكاين” نظير منها، استنكرت من خلالها “استفحال ظاهرة الكلاب الضالة في عدد من الأحياء، ما يروع أمن الساكنة ويعرضها للخطر”، خصوصا أن هذه الكلاب “قد تكون مسعورة وحاملة لأمراض وفيروسات تهدد صحة وسلامة المواطنين”، وفق العريضة.

صراعات سياسية تفشل مشروعا لرعاية الكلاب

خلال بحث “آشكاين” في موضوع هذا التقرير، توصلت الى أن هناك اتفاقية شراكة جمعت كلا من بلدية أكادير، والسلطات الوصية، وجمعية تعنى بحماية الحيوانات، وذلك من أجل جمع الكلاب الضالة وتلقيحها وتعقيمها، حيث تكفلت الجماعة ب%40 من ميزانية التمويل (40 مليون سنتيم)، فيما رصدت الجمعية من خلال علاقتها مع مؤسسات دولية % 60، أملا في إنجاح أول تجربة نوعية للقضاء على الكلاب الضالة؛ على المدى البعيد.

إلا أن صراعات سياسية بين أطراف الأغلبية والمعارضة من داخل مجلس أكادير، وضغط السلطات الوصية على الجماعة والجمعية من أجل إدخال جميع الكلاب إلى دار الحيوان بأكادير، تزامنا مع زيارة وفد الفيفا، تسبب في وقف الاتفاقية من طرف الجمعية، بعد ترحيل ما يفوق 700 كلب صوب منطقة سبت الكردان، وبالتالي وقف “مشروع نوعي” تتسابق مجموعة من المدن المغربية لتحقيقه؛ مثل طنجة والرباط، مايطرح أسئلة عدة حول أسباب فشل مجموعة من المشاريع بالجهة، حتى أصبحت المدينة “تعيش بلوكاجا تنمويا”، حسب البعض.

السموم والرصاص هو الحل 

بعد إفشال مشروع الاهتمام بالكلاب الضالة بأكادير، عادت “حليمة إلى عادتها” وعاد المجلس الترابي إلى الطرق التقليدية لمحاربة الكلاب، حيث رصد ميزانية وصفت ب”الهامة” لشراء السموم واستعمال الرصاص الحي لقتل الكلاب

آخر عملية لقتل الكلاب الضالة بأكادير؛ كانت قبل أسبوعين، حيث شهد حي السلام بأكادير عملية لقتل الكلاب الضالة بالرصاص الحي، من طرف مسؤولي المدينة، بشهادة عدد من ساكنة الحي؛ الذين استنكروا قتل كلابهم.

 تقاعس المجلس

“غزو الكلاب الضالة في الآونة الأخيرة، ماهو إلا تقاعس من المجلس”، تقول المستشارة الجماعية المعارضة بمجلس أكادير؛ سناء زهيد، مردفة أن ذلك يفضح “تخلي مدبري الشأن المحلي بأكادير عن احدى أهم أدوارهم وإصرارهم على “بَدوَنة” المدينة، الكلاب والأزبال والأشغال العشوائية التي تنطلق مع كل بداية صيف”.

وأكدت المستشارة الجماعية عن حزب الأصالة والمعاصرة، في تصريح لموقع “آشكاين”، أن “كل ما ذُكر من مظاهر يوحي بكون المجلس المسير لمدينة أكادير؛ يريد إخراج المدينة عمدا من الحضارة إلى البادية بسبق إصرار وترصد”، مشددة في السياق ذاته على أن “حماية المواطنين وتدبير الحيوانات الضالة عموما بجمعها حفاظا على سلامة الناس، يعتبر من المسؤوليات الأولى للجماعة”، وفق المتحدثة.

جماعات مجاورة مصدر الكلاب الضالة

من جهته؛ أرجع النائب الأول لرئيس مجلس جماعة أكادير؛ محمد باكري، أسباب إنتشار الكلاب الضالة بمدينة أكادير، إلى أن هذه الأخيرة “تتأثر سلبا بكون حدودها مع جماعات ترابية أخرى طويلة ومفتوحة، تكون مصدر لقدوم تلك الكلاب”، مردفا أن “العديد من تلك الجماعات لا تتوفر على إمكانيات لمواجهة هذا المشكل، بالإضافة للمطرح العمومي الذي يعتبر أحد أسباب تجمع الكلاب وهجرتها إلى أكادير”.

وأكد باكري، في تصريح لـ”آشكاين”، أن “مشكل الكلاب الضالة مشكل وطني، لمنع استعمال مادة “الستركنين”، التي كانت تستعمل في عملية محاربة الكلاب سابقا منذ أواخر 2015، وغياب مادة بديلة”، مشيرا إلى “غياب أي برنامج وطني تشرف عليه مصالح وزارة الداخلية المعنية، وغياب أي دعم للجماعات الترابية بهذا الخصوص”.

وبخصوص ما تم تداوله بخصوص استعمال الرصاص لقتل الكلاب بحي الهدى مؤخرا، اعتبر نائب رئيس مجلس أكادير؛ أن ذلك “تجني على مدينة اكادير وافتراء على مدبري الشأن المحلي”، قائلا “أنفي هذا جملة وتفصيلا، خصوصا أن استعمال الرصاص له مسطرة مشددة لا علاقة للمصالح الجماعية به”، وفق تعبير المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x