لماذا وإلى أين ؟

العثماني يستغرب مصادرة مستشارين لحقه في الابتسامة بالبرلمان

اعتبر سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، أن حضوره في البرلمان للرد على تدخلات المستشارين البرلمانيين حول الحصيلة المرحلية للحكومة، يومه الأربعاء، “فرصة لتصحيح بعض ما ورد فيها من أمور نعتبرها غير منصفة للحكومة وحصيلتها، بل يحمل بعضها في طياته مغالطات نقدر أنه من واجب الحكومة تنوير الرأي العام الوطني بشأنها”.

وقال العثماني: “لقد كنا ننتظر من كافة السيدات والسادة المستشارين نقاشا موضوعيا وتقييما منصفا لمضامين الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة،  غير أن هذا الأمل لم يكتمل ونحن نتابع بعض التدخلات التي آثرت مرة أخرى اللجوء إلى خطاب التبخيس والتيئيس.

واستغرب “أن هناك من أنكر علي حتى الابتسامة أثناء عرض الحصيلة، والفرحة بالمنجزات والأرقام والمؤشرات”، موجها للنواب السؤال “هل تريدون مصادرة حق رئيس الحكومة في الابتسامة والإشادة بحصيلة نقدر أنها جيدة وواعدة، تهم سنتين فقط من العمل الحكومي، وأن المؤشرات المحققة تعِد بحصيلة أفضل إن شاء الله في متم هذه الولاية الحكومية. وهنا أقول كذلك ما قالته العرب: عيروا الورد فقالوا له يا أحمر الخد”.

رئيس الحكومة أشار إلى أن “المعارضة شككت في معطيات وأرقام صادرة عن مؤسسات رسمية، وكيل عبارات قدحية ومشينة أحيانا، من قبيل أن الحكومة ضربت أغلب المكتسبات عرض الحائط، وبدأت تقود البلاد نحو المجهول، وأنها لم تنتج سوى فقدان المصداقية السياسية وأنها نجحت فعلا في تقسيم الأغلبية الحكومية وتقسيم الشعب المغربي، وخلق الحقد والكراهية في صفوفه، بسياستها الانتقائية. قبل أن يوجه كلامه إلى النواب “بالله عليكم هل بهذا الخطاب السوداوي، بل المغرق في السوداوية، تظن بعض فرق المعارضة أنها تمارس دورها الدستوري؟ ما هي القيمة المضافة لعمل المعارضة إذا كان مجرد تبخيس مستمر، وإسهاما في زعزعة الثقة في العمل السياسي والشأن العام، ثم أين هو الدور الحقيقي للمعارضة في مراقبة عمل الحكومة عبر النقد البناء وتقديم الاقتراحات والمبادرات التي تخدم المصالح العليا للوطن بعيدا عن خطاب التبخيس الذي جعله البعض منهاجا لممارسة أدوار المعارضة؟”.

واستمر العثماني في انتقاد المعارضة، قائلا إن “مشكلة بعض إخواننا في المعارضة للأسف أنهم يطلقون الكلام على عواهنه ويوزعون اتهامات غليظة، يمينا وشمالا، باستغلال المؤثرات الصوتية، لكن ذلك لن يخدع المنصفين. فسحر الكلام سرعان ما ينقضي مفعوله لأن الواقع والأرقام صامدة وعنيدة، عصية على التحريف والتدليس والتبخيس. بالله عليكم كيف يمكن لحكومة تزعم المعارضة أنها “فاشلة” و”مشتتة” أن تنجح في توقيع اتفاق مع شركائها بشأن الحوار الاجتماعي بعد سنتين من عمرها، حكومة قلصت نسبة البطالة، ولو بشكل أقل مما نطمح إليه، ورفعت ميزانية القطاعات الاجتماعية كالتعليم والصحة، ومستوى الدعم لعدد من الفئات الاجتماعية، وساهمت في رفع نسبة التمدرس، مقابل تقليص نسبة الهدر المدرسي وعدد وفيات الأطفال والأمهات…، وهو ما بيناه بالمؤشرات والأرقام التي لا غبار عليها”.

وختم المتحدث نفسه مناقشته بالقول “أؤكد مجددا على أن الحصيلة المرحلية التي قدمناها بينت بالملموس تقدما إيجابيا في تنفيذ التزامات البرنامج الحكومي، من خلال أرقام ومؤشرات دقيقة.  ولن تضيرنا محاولات البعض تبخيس الإنجازات المحققة لحد الآن أو تجاهل كل ما هو إيجابي في هذه الحصيلة، دون مناقشة مضمونها وإنجازاتها أو تقديم مقترحات واقعية بشأن سبل للرفع من مستوى الأداء الحكومي، بما يخدم مصلحة الوطن والمواطنين؛ غايتنا جميعا في نهاية المطاف”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x