لماذا وإلى أين ؟

بعد سنوات من العزوف.. اليوسفي يتحدث عن الملكين الحسن الثاني ومحمد السادس

بعد سنوات من العزوف عن الصحافة، خرج عبد الرحمان اليوسفي ليتحدث عن حصيلة حكومة التناوب التي ترأسها بين عهدي الملكين الحسن الثاني ومحمد السادس، وعن علاقته بهما.

الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قال إن 23 يوليوز 1999 حيث توفي الملك الراحل الحسن الثاني وتم توقيع البيعة كان يوما “امتحن فيه المغرب مؤسساتيا وشعبيا وإنسانيا”، مضيفا: “فُقدان ملك عظيم، من حجم الحسن الثاني، ومبايعة ملك واعد بالأمل، من قيمة الملك محمد السادس، شكل لحظة ليعيد العالم اكتشاف معدن المغاربة”.

واعتبر اليوسفي أن المغرب والمغاربة نجحوا في ذلك الامتحان الصعب، من خلال شكل البيعة وحجم الجنازة، ثم سلاسة انتقال الملك. وتلك هي الدروس التي بقيت خالدة أمام التاريخ يقول اليوسفي.

أما عن تاريخ 26 شتنبر 2000 الذي أعيد تعيينه وزيرا أول وكلفه الملك محمد السادس بتشكيل الحكومة الجديدة، فقد كان “تجديدا للمشروع والعهد الذي التزمنا به مع والده رحمه الله. وكان اللقاء ترجمة لما سبق وقلته في أحد حواراتي مع الصحافة الفرنسية “أن الملك الشاب سيفاجئكم إيجابيا”، وكذلك كان، فجلالته ملك إصلاحي كبير”.

بحسب اليوسفي، في حواره مع “تيل كيل”، “التاريخ هو الذي يحكم على التجارب السياسية والتدبيرية، موضحا: “قمنا بما قمنا به بنزاهة ومسؤولية وراحة ضمير، مستحضرين دوما خدمة وطننا ودعم مشروع جلالة الملك الإصلاحي. لكنني أعتبر ترسيم الشفافية في الصفقات وإصلاح نظام المالية العمومية والتقليص من البطالة ومن ثقل الدين الخارجي وفاتورة الدين الداخلي، وتحويل الخوصصة إلى آلية للتنمية سمحت بخلق صندوق الحسن الثاني للتنمية الذي مول المشاريع المهيكلة الكبرى ببلادنا خلال 20 سنة الماضية، ووضع الأسس للحماية الاجتماعية والحماية الصحية، ومأسسة الحوار الاجتماعي، هي من الملفات الصعبة التي نجحنا في حكومة التناوب في تدبيرها بشكل موفق. لقد خلقنا الأمل في الإصلاح، مثلما صالحنا المغاربة ومؤسسات الدولة مع منظومة حقوق الإنسان في كافة أبعادها”.

وعن علاقته بالملك محمد السادس وقنوات التوصل بينهما، يجيب الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بأن ذلك مؤسساتيا منتظما، وإنسانيا رفيعا وساميا ومحترما، قائلا: “الأسلوب هو الرجل، وجلالة الملك هيأ بشكل مثالي لممارسة دوره الدستوري والوطني والتاريخي بشكل رفيع، يترجم فعليا رسوخ تقاليد ممارسة مسؤولية السلطة بالمؤسسة الملكية بالمغرب. هو ملك القرن 21، هذا أمر لا شك فيه أبدا. وجلالته، الممتلك لرؤية واضحة ورصينة ومتكاملة، حول المشروع المجتمعي الإصلاحي والحداثي والمؤسساتي للمغرب اليوم، يكتب في التاريخ بصمته الخاصة كملك يُعتبر قائدا وطنيا وإقليميا وقاريا بما تفرضه تحديات القرن 21”.

وتبقى أقوى لحظة في ولاية اليوسفي هي حين زاره الملك الراحل الحسن الثاني وهو بالمستشفى بالرباط، معتبرا إياها لحظة مثقلة بحمولات إنسانية وسياسية كبيرة بالنسبة له. أما أصعب لحظة فهي يوم وفاة الملك الراحل أسابيع قليلة بعد تلك الزيارة. وقد بقيت علاقته بالملك محمد السادس بعد 2002 مبنية على التقدير والاحترام الكبيرين، حيث “جلالته يشملني دوما بعطفه ورعايته وأنا ممنون له عاليا، وتشرفت باستقباله لي في مناسبات عامة وخاصة، وسعدت بزيارته لي أثناء اجتيازي محنة المرض بالمستشفى، فيما أعتبر إشراف جلالته شخصيا على تدشين شارع يحمل اسمي بمدينتي طنجة أرفع وسام من جلالته لي”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
عادل
المعلق(ة)
11 يوليو 2019 12:57

أكن لهذا الرجل كل الاحترام و التقدير، رجل دولة و رجل مبادئ.
ما جاء في المقال شكل من أشكال البيعة، فمن المبايعين من يكون صادقا و منهم المنافق و المرغم و الانتهازي و كلهم مرغمون للوقوف في صف واحد.

كاره الظلاميين
المعلق(ة)
10 يوليو 2019 17:45

الله أكبر…
أهكذا يتحدث من كان محكوما بالإعدام في العهد البائد؟ أظن أنك هرمت وبدأت تخرف

Rachid samy
المعلق(ة)
10 يوليو 2019 17:06

M.youssoufi reste un symbole de lutte pour

Le respect des droits en faveur des peuples

Opprimes.

C est notre Mandella marocain.

ALLAH,youbarek fih.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x