لماذا وإلى أين ؟

فوز “المنتخب الجزائري” بـ”الكان”.. آخر مسمار في نعش القايد صالح وقيادة الأركان

“يتنحاو كاع”، شعار أطر تظاهرات خرج فيها الملايين من الجزائريين للمطالبة بإسقاط نظام الحكم الذي كان يترأسه عبد العزيز بوتفليقة، وتنحية كل رموزه.

الشعار نفسه حمله الفريق الوطني الجزائري لكرة القدم، “محاربو الصحراء”، إلى ميادين المحروسة مصر، وفعّلوه على عشب ملاعبها، ونحوا كل الفرق التي واجهوها في نهائيات كأس أفريقيا للأمم “الكان” المقام على أراضيها، دون أن يتعرضوا لأية هزيمة.

“محاربو الصحراء” بلغوا نهائي “الكان” بعد 29 سنة من الانتظار، فألهبوا التظاهرات الأسبوعية التي تجتاح الشوارع الجزائرية كل يوم جمعة، وحولوها إلى مسيرات ذات مطالب سياسية بنكهة رياضية، وفرجة “إلترا” الملاعب الكروية.

فهل سيكون الفوز بالكأس المسمار الأخير الذي سيدق في نعش بقايا نظام بوتفليقة وعلى رأسهم “الأولغارشية العسكرية”؟

250X300 Ministre taransition mobile

عكس التعريف الذي يطلقه جل السياسيين على لعبة كرة القدم، بكونها “أفيون الشعوب”، منافسات “الكان” المقامة في مصر حاليا، منشط ومهيج للحراك الجزائري بالخصوص، رفع من منسوب الثقة لدى أبناء وبنات هذا الشعب، وجعلهم يصرون على الوصول إلى الهدف الذي خرجت من أجله التظاهرات، وتنحيت كل رموز “العصابة الحاكمة” كما يسمونها في شعاراتهم.

الفوز بكأس أمم أفريقيا سيرفع لا محالة من عدد المشاركين في التظاهرات، وسيزيدهم إصرارا على التشبث بمطالبهم، وسيضع قيادة العسكر أمام تحد أكبر. لكن هل ستخضع للأمر الواقع وتسلم السلطة للشعب بالمنهجية التي يراه هو، أي الشعب، مناسبة؟

أكيد لن يستسلم العسكر بسهولة، وسيحاول استثمار الوقت والفرحة الجماهرية لصالحه، وسيغازل المطالبين بتنحيته بمنحهم ما قد يراه مكاسب عن طريق الاستجابة لبعض المطالب التي يرفعها الحراك، دون أن يصل إلى مطلب تنحية قيادته التي لا تزال متحكمة. وإن حدث فسيكون بشرط ألا تتعرض للمحاسبة والمحاكمة كما يحصل الآن لبعض رموز النظام البائد، وعلى رأسهم سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس المريض المستقيل/المقال ورموز مخابراته ورجال أعماله.

الجواب سيعرف خلال الأسابيع المقبلة، سواء توفق “المحاربون” في الظفر بالكأس، إن هم تغلبوا على المنتخب السينغالي في المباراة النهائية التي ستجمعهما مساء اليوم الجمعة 19 يوليوز، على ارضية ملعب القاهرة الدولي، وهو الأمر المرجح، أو لم يحالفهم الحظ في ذلك، لكن سيكونون قد حققوا الجزء الأكبر من المهمة، رياضيا وسياسيا.

600X300 Ministre taransition mobile

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Rachid samy
المعلق(ة)
19 يوليو 2019 19:02

ALLAHOMA AMEEN,

YAHA ALMAGHRIB ALMOTAHID
QUE VIVE LE GRAND MAGHREB UNI
LE G.M.U
Mina almohit ila Libya.

ARAB.AMAZIGHEN.CHLEUH.SOUASSA.MZAB.
KBAYEL,TOUAREG.GOURARA. tous UNIS
Pour un seul G.M.U

أحمد التوري
المعلق(ة)
19 يوليو 2019 15:40

ما أزال أتذكر قولة أحد قادة جبهة التحرير سابقا و رئيس الحزب الإشتراكي الذي كان يسمى ايت أحمد في رد على سؤال في قناة تلفزية فرنسية ، و ذلك بعد النكسة التي مني بها النظام في الجزء الأول من إنتخابات البرلمان الجزائري ، عندما سئل ايت أحمد عن ماذا يجب فعله ؟ فأجاب قائلا : سنذهب حتى التضحية بالديموقراطية ،on ira jusqu’à sacrifier la démocratie لا يمكننا أن تنبأ بإبعاد النظام بشكل يسير ، لأن الغرب حليف للأنظمة الفاسدة ضد حقوق الشعوب المستضعفة ، كما أقول دائما ، إن الدول الغربية هي الخاسر الأكبر إن أزيل النظام الفاسد بالجزائر ، لأنه بفضل هذا النظام ،فقد ضاعت فرص كثيرة للشعبين الجزائري و المغربي في التعليم والصحة ، إن الصراع الحالي في قضية الصحراء الذي هو باطل في أساسه ، من المستفيد منه في العمق ؟ إنهم تجار الأسلحة الذين هم الغرب برمته . أتمنى أن ألا تقع مجز ة كالتي وقعت بسوريا ، لأن النظامين يعتبران إخوة في الفساد .

Chahid
المعلق(ة)
19 يوليو 2019 15:09

المهم الإخوة توفقوا في الوصول إلى النهاية و عنوان الموضوع صحيح اخير مسمار في النعش

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x