لماذا وإلى أين ؟

إدريس الروخ ضيف “آشكاين” لهذا الأحد

 

يحل في ركن “ضيف الأحد ” الفنان المغربي إدريس الروخ ، الذي يعتبر من المخرجين والممثلين الذي بصموا صورتهم في الحقل الفني المغربي سواء في التليفزيون او في السينما ، حيث أخرج ومثل في العديد من  الأعمال الفنية المغربية والعربية والدولية ، في هذه الحوار يتحدث الروخ عن بعض المواضيع المتعلقة بصناعة الدراما في المغرب والسنما ، ويسافر معنا في أهم المراحل التي يتجاوزها في أعماله وإبداعاته . إليكم الحوار :

الفنان إدريس الروخ أنت من الفنانين المغاربة الذين يتوفرون على قاعدة جماهيرية كبيرة، كيف يبني الفنان علاقته مع الجمهور ؟ وكيف يكون إحساسك عندما يتجاوب معك الجمهور بطريقة إيجابية ؟

صحيح هناك جمهور مغربي والحمد لله يتابع أعمالي ،جمهور أحترمه وأحترم إختياراته وذوقه ، فأنا دائما في أعمالي أحاول خلق نوع من الاستفادة على مستوى النص  والصورة والتشخيص ، والتي كلما نجحت أشعر بالراحة والطمأنينة والمسؤولية في نفس الوقت،بمعنى أخر أن أعمالي سواء التليفزيونية أو المسرحية أو السينمائية عندما تجد تجاوبا مع الجمهور، معناه انه مهتم بالمنتوج الدرامي المغربي ،وهو بحد ذاته فيه مسؤولية مستقبلا للاشتغال على أليات وأدوات ونصوص ومؤلفين آخرين، فنحن نشتغل دائما بكيفية نتأثر ونؤثر من خلالها في ما يحيط بنا ، بمجتمعنا ومحيطنا ،ونهتم بما ينتجه المجتمع أيضا ، لكي نقدم منها أعمالا للجمهور ، فأنا عندما أجد هذه القاعدة الجماهيرية الرائعة والمهتمة بالعمل الفني تعطيني إحساسا بالاستمرار والحب وبالبحث في الإشغال بالعزيمة والإصرار على الاستمرار في هذا الميدان .

تحاول دائما تمرير خبرتك في مجال التشخيص والتمثيل إلى الأجيال الصاعدة عن طريق إنخراطك في جمعيات ونوادي مسرحية حيث تقدم تكوينات في الإخراج المسرحي والتشخيص للشباب ..هل تعتقد أن الفنان خصوصا المغربي يجب أن يتوفر فيه هاجس المسؤولية الاجتماعية ؟

بالفعل هي مبدأ من المبادئ التي تعودت عليها شخصيا منذ سنوات ، أن أقدم دروسا في عدد من الفروع الفنية لشريحة كبيرة جدا من الشباب ،المغربي الذي يتوفر على مواهب كثيرة كما يعلم الجميع في الإخراج والتمثيل والتشخيص ، كما يحتاجون أيضا إلى التأطير والتكوين وأنا دأبت منذ مدة أن أقدم بعضا من تجاربي سواء على المستوى النظري أو التطبيقي على فترات وفي النوادي والجمعيات ، فأنا لن ابخل ابدأ في تقديم بعضا مما تعلمته واستفدته للشباب المغربي الموهوب ،سواء في فضاءات مفتوحة بمدن الدار البيضاء الرباط وطنجة ،أو عن طريق البث المباشر في بعض صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي ، لكي يستفيد منها عدد كبير من الطلبة والمهتمين.

أنت من الفنانين المغاربة القلائل الناجحين في الإخراج والتشخيص في نفس الوقت ..أين يجد “ادريس الروخ” نفسه أكثر في الإخراج أو في التشخيص ؟

شخصيا وبكل صدق أفضل المسرح ، فمنذ اشتغالي فيه لسنوات أفادني كثيرا من خلال تجاربي التي تعلمتها هنا في المغرب أو في فرنسا او ستراسبروغ او السويد او الأردن ومصر ومجموعة من الدول الأخرى ، أجد نفسي أكثر في المسرح لتوفره على لغة تواصلية فريدة جعلتني اكتب أعمال مسرحية نشرت وطبعت هنا وهناك ،وأسس فرق مسرحية في المغرب وخارجه ، كما أن المسرح يعتبر المبدأ و الأصل الذي تعلمت منه كيف أستلهم النصوص وأحولها إلى أعمال مصورة داخل قالب معين في إطار سينمائي آو تليفزيوني ، لكن الأمر يبقى إبداع في النهاية فأنا أجد نفسي في الإبداع كيف كان نوعه وصيغته التي ينتهي بها . الاشتغال في الإبداع كيف ما كانت طرق التواصل فيه هي مسألة ثقة ووقت وحب وإخلاص.

من بين الشخصيات التي قدمتها وبقيت في أذهان جمهورك هي شخصية الرجل العنيف في فلم “كازا نيكرا” لنبيل عيوش ، حيث كسرت الحواجز والطابوهات في التشخيص والعمل على تقديم تلك الشخصية …هل تعتقد أن الممثل خصوصا المغربي الذي يعيش في مجتمع يسعى للحداثة ومحافظ في نفس الوقت ،يخضع لحدود وحواجز موضوعاتية لا يجب أن يتخطاها في الإبداع ؟

بالفعل قمت بتشخيص العديد من الأدوار ، في أعمال وطنية وعربية وعالمية ، وجدت نفسي أبدع في بعضها ، وأكون أقل إقناعا أو ضعيفا للمشاهد في أخرى ، وهذه مسألة طبيعية بحكم التجربة والاستفادة من أخطائي وأخطاء العاملين معي ، فشخصية “كازا نيكرا” مثلا كانت شخصية قوية وجريئة تحتم علي تعاملا نفسيا فريدا معها .،قد يعتقد الجمهور ان الشخصية التي أديها غير موجودة أصلا في الواقع لكنها تمثله في بعض جزئياته ،وهو ما يحيلنا إلى الاقتناع بان الإبداع في التشخيص لا حدود له عامة ،فيه وسائل كثيرة للتواصل تجعله نافذة على العالم لا تنغلق أبدا ، فكل ممثل يقدمه بطريقته المختلفة بالرغم من كون النص المكتوب نفسه ، إلا أن كل ممثل يقدمه بطريقته المختلفة بحسب زاويته ورؤيته ، وبالتالي فإن الجرأة في أعمالي هي ليست جرأة شخصية وإنما جرأة إبداعية  يمكن أن لا تعجب الجمهور لكنها جزء منه شاء أم أبى .

يعيب الكثير من المهنيين والمتدخلين على المجال الفني في المغرب والصناعة السينمائية أوالتليفزيونية ،كونه مجال يدار بالزبونية والمحوبية في اختيار الممثلين والصفقات الإنتاجية إلى أخره..وهناك من اتهمك حتى أنت بالمحسوبية .ما ردك ؟

شخصيا لا اعتقد أن الصناعة الفنية في المغرب يسود فيها الزبونية المحسوبية ،ومن اتخذ من ذلك طريقا له فشل في مهده ، ومن يظهر له ذالك أو كشف عنه فذالك أمر يهمه ، ولا يعنيني أنا شخصيا،ونهايته ستأتي قريبا وحتميا ، فانا لا اخرق القاعدة الإبداعية التي جعلتني استمر مع الجمهور ، وإلا كنت قد انسحب من المجال في وقت باكر من مسيرتي الفنية .فأنا مخلص في عملي وأشارك جمهوري أحلامي وهمومي ،وبالتالي أكون دائما موضوعيا مصداقيا وأشتغل مع من يقدم إبداعا بعيدا عن الزبونية والمحسوبية .

كلمة أخيرة لجمهورك ولقراء جريدة “أشكاين “؟

أتمنى لكم حظا موفقا وللجريدة مزيدا من الاستمرارية والرقي ومزيدا من العطاء ،وأتمنى للجمهور العزيز تجاوبا كبيرا كالذي عهدناه دائما ، من خلال منبركم الرائع ، شكرا لكم على الاهتمام والصدق والوفاء .

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x