2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أوريد: أهمية “نداء المحبة” لمثقفين جزائريين تجاه المغرب تكمن في السياق الذي جاء فيه

إثر مظاهر التلاحم والأخوة التي عبر عنها الشعب المغربي وشقيقه الجزائري إبان كأس إفريقيا الذي نظم بمصر، والإشارات الإيجابية التي أطلقها الملك محمد السادس نحو الجارة الشرقية في خطاب عيد العرش الذي عبر فيه عن “التزامنا الصادق، بنهج اليد الممدودة، تجاه أشقائنا في الجزائر، وفاء منا لروابط الأخوة والدين واللغة وحسن الجوار، التي تجمع، على الدوام، شعبينا الشقيقين”، دعا مثقفون وصحافيون وفاعلون مدنيون بالجزائر إلى علاقات منفتحة مع المغرب، من خلال نداء “المحبة والسلالم”، بغية ترسيخ تعاوين متين بين البلدين، وإعادة المياه إلى مجاريها.
وطالبت أرضية النداء “إلى عودة المياه المغاربية إلى مجراها الطبيعي”، مضيفين “رأينا نحن الموقعين أسفله، أن نتوجه بهذا النداء إلى كل الإرادات الطيبة في هذا البلد الأمين، أن يكون لها شرف التأسيس لعلاقة جزائرية مغربية منفتحة على التعاون الخلاق”.
وقال النداء “نحن المواطنين الجزائريين الموقعين أسفله، أفرادا وجمعيات، وإيمانا منا بإيجابية التغيرات التي أحدثها حراك 22 فبراير في الذهنيات والإرادات، لاسيما أن هذا الحراك كشف عن مكنون هذا الشعب وجوهره السلمي الذي أبهر العالم”، مضيفا: “ولأن السلام مطلب مشروع وشعار الشعوب العظيمة، فقد ظل الشعبان الشقيقان الجزائري والمغربي معتصمين بحبل السلام والمحبة رغم كيد الكائدين ورغم نيران الحقد التي ظل يشعلها الفاسدون والجهلة فكانت كلما ازدادت اشتعالا كانت بردا وسلاما
وتابع النداء، “لأن مشاعر المحبة بين الشعبين ظلت حية، وظلت تتحين الفرص لتتجلى على شكل أفراح جماعية هنا وهناك”.
في هذا الصدد، قال حسن أوريد، الكاتب والناطق الرسمي باسم القصر الملكي سابقا، إن “هذا النداء ليس جديدا بل كان قائما، خاصة وأن العلاقات مرت بظروف صعبة وتوترات لكن أهمية المبادرة تكمن في السياق الذي جائت فيه، والذي هو مغاير تماما لما ساد خلال 20 سنة”، موضحا أن “هناك وضعا جديدا بالجزائر متسم بدينامية وحركية وهي حركية يتابعها المغاربة بإهتمام بالغ وطبعا بقدر ما ينتظرون أن تخرج الجزائر قوية ومعافاة، فهم يتطلعون إلى ربط الأخوة واللحمة بين الشعبين”.
ويرى أوريد في تصريح لـ”آشكاين” أن “من الأشياء المهمة ذاك الشعور العميق الذي تم التعبير عنه في “الكان”، والذي هو ليس شعورا رياضيا فقط بل له تداعيات ثقافية وسياسية”، مؤكدا: “بدون شك أن الإشارة التي قام بها الملك محمد السادس خلال خطاب عيد العرش مهمة جدا”، وزاد: “نحن إذن أمام سياق جديد، لأن الأفكار مثل البذور إذا غرست في غير إبانها قد لا تؤتي أكلها”.
وأشار المتحدث إلى أن الفاعلين في هذه المبادرة هم المثقفون الذين من المفترض أنهم أحرار وليسوا مرتبطين بسياقات سياسية، معتبرا أن ذلك ما يعطي أهمية لهذا النداء على إعتبار أنه كانت هناك مبادرات عدة لكن لم تنجح لأن السياق لم يكن ملائما”، مؤكدا على أنه “بدون شك لإنجاح هذه المبادرات لا تكفي مبادرة واحدة أو إثنتين لأن هناك تراكمات بحيث لا يمكن الإستهانة بحجم المشاكل القائمة لكن إن أقل ما يمكن أن يطلب في الوقت الحالي هو أن تفتح الحدود البرية بين البلدين لأن إغلاق هذه الحدود هو وضع سريالي.
مزيدا من المبادرات لإيجاد حل لهذه المأساة الإنسانية ، فتح الحدود سيكون له وقع كبير على مستويات عدة ، وبداية عهد جديد تسوده الإحترام المتبادل وحسن الجوار ، و لماذا مناسبة لبناء اللبنات الأولى لتشاركية إقتصادية ينتفع منها كلا البلدين الشقيقين و ليشمل موريتانيا و تونس و ليبيا الجريحة . كل ما يجب فعله هو التخلي عن كل المعيقات التي تفرق و الأخذ بأسباب التلاحم و التقارب الذي تجلت بمناسبة الكان و الفرحة التي جمعت الشعبين الشقيقين المغربي و الجزائري .