لماذا وإلى أين ؟

من النجومية إلى الميزيرية : ماهماه التي وهبت حياتها للفن وانتهت في بيت للكراء (6)

هم مجموعة من الفنانين مغاربة وأجانب احتلوا الصف الأول في عالم الأضواء والشهرة، لكن شاءت الأقدار والأحوال أن يتحولو من شخصيات مشهورة إلى شخصيات منسية بحاضر مليء بالمعاناة والآهات، منهم مغاربة وأجانب معظمنا أحبهم وأحب شخصياتهم سواء الحقيقية أو التي سحرونا بها على الشاشات، ومنهم من غادر الدنيا وهو لا يملك شيئا بعدما كان يملك الكثير .

« آشكاين « وفي هذه الفسحة الصيفية ستقدم لقرائها سلسة من البورتريهات عن فنانين مغاربة وأجانب سقطوا من عالم الشهرة والأضواء إلى عالم الفقر والحاجة ، إما بفعل منظومة فنية فرضت عليهم تلك الظروف، أو بسبب اختيارات شخصية وسوء تدبير للحياة.

الحلقة السادسة : عائشة ماهماه

الطفولة والبدايات

ولدت عائشة ماهماه بمراكش سنة 1943 في أسرة متوسطة ومحافظة لم تدرس التمثيل او تصل إلى مستوى مهم من التحصيل العلمي، حيث ولجت المجال عن طريق الصدفة فقط عندما كانت تشارك في بعض المسرحيات المحلية بمراكش وتعتبر من جيل الرواد بالمغرب.

بداية ماهماه لم تكن بتلك السهولة المتوقعة، وإنما عاشت حياة قاسية في طفولتها وكبرها رغم تلك الصورة التي قد يراها المشاهد المغربي لهذه الفنانة، ولكن حياتها كانت مثيرة وغير سعيدة، حيث عاشت اياما صعبة في بدياتها خصوصا وأنها كانت دائما ما تحصل على ادوار ثانوية بسب عدم دراستها للتمثيل والتشخيص بحيث يعتمد مخرجو المسرح والتلفيزيون خلال الثمينيات والسبعينات إلى غاية التسعينات على المكونين علميا لأخذهم في ادوار رئيسية وهو العرف الذي لم ينصف الفنانة ماهماه ما جعلها تحصل دائما عل الأدوار الثانوية.

لكنه بالرغم من ذلك فحبها للتمثيل والمهنة جعلها تقبل بكل ما عرض عليها، وشاركت في أعمال رسمت لها مسارا فنيا متميزا وحجزت لها مكانة مهمة في خانة رواد الفن والتمثيل في المغرب.

مسار فنانة رائدة

شاركت ماهماه في مسلسلات عديدة وافلام وسكيتشات كثيرة فهي ممثلة متنوعة في الأداء الفني، وتستطيع تقمص مختلف الأدوار الفنية والشخصيات المعروضة عليها.

وأدت أدورا كثيرة منها رئيسية وثانوية في العديد من الأعمال منها: “طريق العيالات”، و”سميرة في الضيعة”، و”رحيل البحر”، و”الاجنحة المنكسرة”، وغيرها من الأفلام، امام بخصوص المسلسلات فشاركت ماهماه في “خلخال الباتول” و”ناس الحومة” و”المستضعفون” و”رحيمو”، ومسرحية “كون كان الخوخ يداوي” وسكيتش “جاري يا جاري” وسكيتش “اضحك معنا في رمضان”.

الفنانة عائشة ماهماه لم تكن لديها طريقة معينة في الاشتغال او نهج معين في التعامل مع السيناريوهات والأعمال المعروضة عليها، بل كانت ترضخ دائما للظروف المزرية التي تشتغل فيها، كما صرحت بذلك في حواراتها الصحافية، وكانت دائما همهما الوحيد هو الحصول على الأدوار مهما كانت نظرا لظروف العيش المزرية التي أصبحت تعيش فيها في السنوات الأخيرة،

حياة الفقر وغياب عن الساحة

رغم كون الفنانة عائشة ماهماه من الرواد في المغرب فإن حياتها في السنوات الاخيرة تحولت كثيرا خصوصا بعد طلاقها من زوجها الذي ولدت معه خمسة أبناء.

ماهماه عاشت وضعاً صحيّاً صعباً، في السنوات الأخيرة اضطرت معه للغياب عن الشاشة ، وأجرت على إثره عمليات جراحية عديدة وعانت في صمتٍ دون أي التفاتة من زملائها او الجهات المسؤولة عن الثقافة والفن في المغرب، كما دخلت أكثر من مرة الطابق السفلي من مستشفى الصوفي (مولاي يوسف) في الدار البيضاء، من دون أن يسأل عنها أحد، أو تلتفت إليها الوزارة المعنية، ولا حتى نقابة المسرحيين.

الفنانة ماهماه أصبحت تعيش في منزل للكراء أشبه بحياة العذاب وتُصارع الفقر حيث تقول في تصريح صحفي إن “الفنان مرآة المجتمع، وعندما يتجاوز سن الخمسين، يجب أن تقدّم له تسهيلات للحصول على السكن“.

إنه وضع مزري أصبحت تعيش فيه فنانة مغربية رائدة، تعاطف معها الكثير من المغربة حبا لها واستهجان بالتهميش الذي تعرضت لها، خصوصا من طرف المنتجين والمخرجين رغم كل ما قدمه للفن والثقافة في ها البلد.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
حمودة
المعلق(ة)
22 أغسطس 2019 19:54

أنا شخصيا أحب أدوارها،لماذا لا نقوم بحملة لمساعدتها تقديرا لمسارها الفني،كالعادة لا ننتظر شيئا من الوزارة الوصية لانصافها،فنحن ابناء الشعب نحب إنصاف فنانوا الشعب

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x