لماذا وإلى أين ؟

من النجومية إلى الميزيرية: زهور سليماني الممثلة القديرة التي اشتغلت في المقاهي لكسب قوتها اليومي (7)

هم مجموعة من الفنانين مغاربة وأجانب احتلوا الصف الأول في عالم الأضواء والشهرة، لكن شاءت الأقدار والأحوال  أن يتحولو من شخصيات مشهورة إلى شخصيات منسية بحاضر مليء بالمعاناة والآهات ، منهم مغاربة وأجانب معظمنا أحبهم  وأحب شخصياتهم سواء الحقيقية أو التي سحرونا بها على الشاشات، ومنهم من غادر الدنيا وهو  لا يملك شيئا بعدما كان يملك الكثير .

” آشكاين” وفي هذه الفسحة الصيفية ستقدم لقرائها سلسة من البورتريهات عن فنانين مغاربة وأجانب سقطوا من عالم الشهرة والأضواء إلى عالم الفقر والحاجة، إما بفعل منظومة فنية فرضت عليهم تلك الظروف، أو بسبب اختيارات شخصية وسوء تدبير للحياة.

الحلقة السابعة : زهور سليماني

بدايات الزهور السليماني 

ولدت زهير السليماني في نهاية الخمسينيات وترعرت في أسرة متوسطة بمدينة الدار البييضاء ولجت عالم التمثيل والتشخيص في وقت متأخر من حياتها، حيث بدأت ببعض المسرحيات والأعمال التليفزيونية، وتعتبر أعمالها في السينما أهم ما رسخ موهبتها في التمثيل والتشخيص.

تألقت في الكثير من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزية، حيث شدت انتباه الجمهور المغربي عبر مختلف إطلالاتها، سواء في الدراما التلفزيونية أو المسرح، فجل الأدوار التي تقوم بتشخيصها، تضفي عليها بصمتها الخاصة، إلى حد أن بعض تلك الأدوار، ترسخت في أذهان المشاهدين، كما هو الحال بالنسبة لدور «فليفلة» الذي عرفها على المغاربة وأصبح الجيمع يناديه بها، كما رسخت زهور حضورها في الميدان الفني، من خلال إطلالاتها السينمائية المتميزة، التي شاركت فيها مع المخرج السينمائي حكيم النوري في بعض أشرطته السينمائية الطويلة، كفلم “الطفولة المغتصبة” و”فيها الملحة والسكر وما بغاتش تموت”، واللذين قدمت فيهما شخصية الخادمة، حيث برعت في تشخيص هذا النوع من الأدوار في العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية على وجه الخصوص.

الهجرة للبحث عن القوت اليومي

لا تخجل الممثلة والفنانة زهور سليماني في سرد تفاصيل حياتها في لقاءاتها الصحفية حيث كشفت أنها تركت مجال التمثيل في فترة من حياتها وهاجرت إلى اسبانيا للاشتغال في المقاهي والمنازل، من اجل بحثها عن حياة اجتماعية سعيدة، إلا أنها تصادمت مع صعوبات الغربة ومشاكلها لتقرر العودة إلى ارض الوطن والرجوع إلى ميدان التمثيل.

مسارها الفني لم يكن بالكثافة الإنتاجية المتوقعة من فنانة كبيرة في حجم الزهور السليماني، لكنها استطاعت توظيف موهبتها في التمثيل ولعب أدوار مهمة حجزت لها مكانة خاصة لدى المشاهد المغربي والوسط الفني.

السليماني سبق وان صرحت للصحافة، إنها لا تفرق بين دور صغير  وكبير في أي عمل كان، وإنما تعتبر أن الممثل يقوم بدوره فقط ويشخص واقع كيفما كان هذا الواقع أو هذا الشخص في إطار حبكة معية، وهو المبدأ الذي اتبعته الممثلة القديرة طوال مسيرتها الفنية .

المرض والحاجة 

حياة الفنانة القديرة زهور السليماني أصبح عنوانها هو المعاناة في فترة معينة، خصوصا بعد معاناتها في الغربة والمرض وقلة الإنتاجات، حيث أكدت ان تجربة الغربة كانت حتمية بالنسبة لها، بالرغم من أنها لم تستحسنها لكن الظروف أجبرتها على ذلك لدرجة أنها في إحدى الفترات وفي ظل غياب أي أعمال تعرض عليها، شاركت في فيديو كليب لأحد المغنيين وظهرت فيه لثواني عديدة رغم كونها هرما من أهرام التمثيل في المغرب.

السلماني أصابها المرض أيضا في عز عوزها المادي والمهني وأجرت ثلاث عمليات جراحية في أوقات متفرقة من  حياتها إلى غاية الآن حيث أجرت عمليتين على مستوى القلب بالمستشفى العسكري بالرباط، وأخرى أجرتها بمدينة الدار البيضاء.

وفي عز مرضها لم تتلقلى الفنانة أي تعاون أو مساندة من طرف الجهات الوصية عن القطاع او زملائها، حيث صرح ابنها للصحافة أنه «شخصيا لم يتصل بي أي مسؤول، ولم ألمح أي واحد من الوزارة الوصية خلال تواجدي»، مستدركا «إلى جاو فشي مرة غبت فيها عن والدتي معرفتش ولكن أنا لم ألتق أي مسؤول من الوزارة، مشيرا إلى، أن غالبية الفنانين سارعوا إلى زيارتها بالمستشفى بعد علمهم بمرضها ودخولها العناية المركزية.

ورغم هذه المشاكل والمصاعب التي واجهتها السليماني في حياتها المهنية والشخصية استطاعت العودة بقوة في سلسلة لحبيب وكبور التي نجحت فيها كثيرا على مستوى الجماهير ، لكنها تبقى غير كافية لفنانة كبيرة من طينة السليماني.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x