لماذا وإلى أين ؟

خروقات التدبير تهدد السعيدية بكارثة بيئية (صور وفيديو)

لم تشفع جاذبية السعيدية وكونها قبلة سياحية في أن تغرق شوارعها وأحياؤها وشاطئها بالأزبال بشكل مفرط، في عز الصيف، بسبب الإضراب الذي يخوضه عمال النظافة منذ 20 يوما، بسبب ما سجلوه من خروقات وتعنت من طرف شركة أوزون المكلفة بتدبير قطاع النظافة، وكذلك من طرف مسؤولي المدينة، وهو ما جعلهم يقررون التوقف عن أداء واجبهم إلى حين إيجاد حل لهم. حيث يعتزمون الاعتصام غدا السبت أمام باشوية المدينة، يليه اعتصام آخر أمام عمالة بركان يومي الثلاثاء والأربعاء.

الإضراب لم يُغرق فقط المدينة بالأزبال المرمية في كل مكان، بل كشف الوضع الذي يعيشه عمال الشركة، من حيث وضعيتهم الإدارية وظروف اشتغالهم، وأيضا كشف، كما يقول نقابيون وعمال في تصريحات متطابقة لـ”آشكاين”، عن وجود خروقات تهدد الوضع البيئي في المدينة، ومحيطها أيضا حيث يسجل المحتجون أن أكواما من الأزبال يتم رميها بعشوائية دون معايير بيئية، كما توضح الصور.

معاناة وأجر هزيل

بحسب تصريحات عمال في الشركة المكلفة بنظافة المدينة، دخل الإضراب يومه الـ20، ويرهنون توقيفه بجواب مسؤولي الشركة عن مشاكلهم التي أوصلوها إليهم عن طريق عامل الإقليم وباشا المدينة وممثلوهم، وإلا فإنه سيستمر وستستمر الأزبال بالانتشار في المدينة. وقال عامل في هذا الصدد: “عندما ضغطنا وعد الباشا بمدنا بنسخة من دفتر التحملات، لكن وجدنا أن وضعية العامل في الشركة غائبة”، كاشفا أن لجنة من الداخلية حلت مؤخرا بطلب من المعارضة بسبب ما سجلته من خروقات في دفاتر تحملات عدة صفقات.

في المقابل، تتهم الشركة عمالا بتحريض زملائهم عن الإضراب، وتسعى إلى طرد أي عامل له انتماء نقابي بدرجة أولى، بحسب ما جاء في تصريحات المحتجين الذين يسجلون أن الشركة توظف زملاء لهم في مهام أخرى مع احتفاظهم بعملهم معها، كالعمل في الشاطئ، بشكل يجعلهم يضمنون مدخولا آخر لا يسمح لهم بالاحتجاج.

وتتجلي مطالبهم، التي يعتبرونها بسيطة، في وقف ما يعتبرونه التحايل الواضح في العقود التي تجمعهم بالشركة، مؤكدين أن عمالا تجاوزوا سنوات من العمل ولم يتم اعتبارهم رسميين مع ذلك، بسبب إما تغيير عقود العمل أو تغيير اسم الشركة بشكل يُرجع وضعهم إلى الصفر، كل ذلك لكي لا يتم ترسيمهم.

الوقفات الاحتجاجية التي خاضها العمال من قبل تم تعليقها غالبا بالضمانات التي يعطيها لهم المسؤولون بالمدينة، لكن دون أن تتحقق، كما يقولون.
ويُعري الوضع الحالي الذي تعيشه السعيدية عن أزمة قديمة جديدة، تتعلق بظروف عمل مستخدمي الشركة، حيث يؤكدون في تصريحاتهم أنها غير ملائمة أبدا، وهو ما يضطرهم للتشبث بالإضراب وإن كان على حساب المدينة التي يتأسفون على وضعها الذي أصبحت عليه.

تحايلات في دفتر التحملات

حسب ما جاء في تصريحات بعض عمال النظافة، فإن العقد الذي كان يربط الشركة ببلدية السعيدية انتهى يوم 10 دجنبر 2018 بعد 7 سنوات من العمل. وبما أن بلدية السعيدية لم تفتح باب طلبات العروض في وقته القانوني وهو قبل 6 أشهر من انتهاء العقد المبرم سابقا، اضطرت البلدية للتمديد للشركة 6 أشهر أخرى (ملحق avenant ). إلا أن رفض الأغلبية المشكلة للمجلس وهي المعارضة لهذا التمديد والتوقيع مجددا مع اوزون من أساسه اضطر الشركة للتوقف عن العمل يوم 10 أبريل بعد حوالي 4 أشهر من العمل بدون أي سند قانوني. هذا التوقف دام إلى غاية 30 من شهر ماي. واستأنفت الشركة عملها يوم 1 يونيو بهدف استكمال المدة القانونية للملحق وهي 6 أشهر على أن تنتهي في 31 يوليوز
وفتح طلب للعروض مرة أخرى في شهر يوليوز ورست الصفقة كما كان متوقعا على شركة اوزون وبالتالي فرفض المعارضة قائم لا محالة.

وكانت الشركة قد فازت بصفقة التدبير المفوض للنظافة بالمدينة في شهر يناير 2018 لسبع سنوات قادمة وبسبب رفض المعارضة، المشكلة لأغلبية الأعضاء، في عدة دورات المصادقة على الصفقة وكناش التحملات مما اضطر وزارة الداخلية كذالك لرفض التأشير على الصفقة وبالتالي إعادة فتح طلبات العروض مرة ثانية.

التفريغ.. قنبلة موقوتة

ضواحي المدينة لا يقل سوءا عن وسطها، أو أسوأ، حيث يسجل ناشطون حقوقيون وبيئيون أن تهديدا يتربص بالسعيدية من بعيد، إلى حد اعتباره “طاعون بيئي آخر” يهدد التنوع البيولوجي في السعيدية وضواحيها.

ويتجلي ذلك في تفريغ القمامة التي تُجمع على طول قناة أحدثت لحماية المدينة من الفيضانات، على الطريق من “كاب دو لو” إلى دوار عمار بن مسعود، وهو ما يعتبرونه هجوما على البيئة. حيث تُلقى أزبال السعيدية على أرض تتميز بطوبوغرافيا مسطحة جدا والسطح قريب جدا من منسوب المياه.

كما أن موقع المكب قريب من الغابة، مما سيكون له آثار ضارة على البيئة. ويقول ناشط “لقد نبهنا السكان بضرورة الإبلاغ عن هذه الكارثة التي تزحف ببطء، في وقت لا يتوقف الزحف العمراني حيث تواصل المدينة التوسع إلى هذه المناطق التي تُطرح فيها النفايات.
ويدق دعاة حماية البيئة ناقوس الخطر بشأن التهديدات البيئية التي تهدد المناطق الطبيعية في السعيدية، بما في ذلك مكب النفايات، المكب المكشوف، حيث توجد أطنان من النفايات.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Rabah
المعلق(ة)
23 أغسطس 2019 21:47

عمال النضافة بمدينت السعيدية في خطر

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x