2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
خبير يكشف لـ”آشكاين” عن الدولة التي تؤخر تعيين مبعوث أممي للصحراء

مازالت الأمم المتحدة لم تجد بعدُ خليفة لمبعوثها إلى الصحراء المغربية، هورست كوهلر، رغم مرور حوالي 4 أشهر على تنحيه من منصبه فجأة، ورغم اقتراب انتهاء ولاية بعثة “المينورسو” (31 أكتوبر المقبل).
وقد تحدث مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، عن موقف المغرب من هذا التأخر، قائلا إنه شأن يهم الأمم المتحدة.
ونقلت صحيفة “القدس العربي” أن الأمم المتحدة تدرك أنه في غياب اختيار شخصية ذات نفوذ دولي سيصعب التقدم في هذا الملف، ولهذا تستبعد تعيين أي خبير من موظفي الأمم المتحدة، حيث كانت هناك تجربة سابقة ولم تنجح بالمرة، وأشارت إلى أن أنطونيو غوتيريس يرغب في توفر ميزة هامة ورئيسية لدى المبعوث الجديد وهو أن يكون شخصية سياسية معروفة دوليا، وغالبا ما تراهن على الأمريكيين، اعتقادا منها في ممارسة واشنطن ضغطا على الطرفين.
وأضافت الصحيفة أن لا أحد من المسؤولين الأمريكيين السابقين يرغبون في تولي المنصب، كما يرفض مسؤولون أوروبيون مثل رؤساء دول وحكومات الاقتراب من هذا الملف.
ويرى كريم عايش، الباحث في العلاقات الدولية، أن المبعوث الذي تدافع عنه الجزائر هو من الموالين للبوليساريو، ويدفع إلى تحويل الملف من مجلس الأمن إلى الاتحاد الإفريقي، وهو ما لا ترغب فيه فرنسا، لذلك لا يستبعد أن يكون لها دور في هذا التأخر.
وأبرز عايش لـ”آشكاين” أن موقف فرنسا الداعم للمقترح المغربي يأتي من قناعتها بجدية وصدقية المقترح، وهي التي خبرت الملف منذ بدايته مرورا بمختف التقلبات التي عرفها، مشيرا إلى أن تصريح وزير الخارجية جان ايف لودريان يعتبر تتبعا ومرافقة للمغرب في مجهودها الدبلوماسي للتعريف بمقترح الحل في إطار احترام السيادة المغربية ودرء للمناورات التي تهدف إلى تعقيد الملف وإطالة أمده وفق تحركات الآلة الدبلوماسية الجزائرية التي كانت آخرها في الشهر الفائت بزيارة وزير خارجيتها صبري بوقادوم لنيويورك للقاء الأمين العام الأممي قصد الدفاع عن مقترح تعيين شخصية أفريقية كمبعوث شخصي كما يروج في أروقة الأمم المتحدة.
لهذا، يلفت المتحدث نفسه إلى أنه وبعد النجاح الذي عرفته الندوة التي نظمتها البعثة الدائمة للمملكة المغربية بمقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، حول “الحكم الذاتي الترابي: وسيلة للتسوية السياسية للنزاعات” وارتفاع وتيرة الساحبين لاعترافهم بالكيان الوهمي، “صار بما لا يدع مجالا للشك كون المبادرة المغربية وحسن نية المملكة في السعي للطي النهائي للملف أهم العناصر التي تجعل وزير الخارجية الفرنسي يضع ثقل فرنسا في كفة المغرب ويدعمه. وذلك تفاديا ليتحول ملء كرسي كوهلر الشاغر وسيلة لتمرير اسم يعيد عجلة الملف إلى الوراء ويقحم الاتحاد الإفريقي بكل فساده وتشويشه لتحويل مسار الحل إلى الدخول في نفق مظلم قد ينذر بخلق صراعات جديدة وتأزيم الأوضاع خاصة اذا ما وضعت الصحراء في سياق قربها الجغرافي من دول الساحل والصحراء.