لماذا وإلى أين ؟

عاجل… التقدم والاشتراكية يغادر حكومة العثماني رسميا

قرر حزب التقدم والاشتراكية، مغادرة سفينة حكومة سعد الدين العثماني، وذلك بعد ما يناهز 20 سنة من تواجده بحكومات التي تعاقبت.

وجاء قرار الحزب المذكور بمغادرة الحكومة خلال اجتماعه ليوم الثلاثاء فاتح أكتوبر لمكتبه السياسي وسيعرضه هذا القرار للمصادقة على دورة خاصة للجنة المركزية يوم الجمعة المقبل، (4أكتوبر 2019) قصد تدارس هذا القرار والمصادقة عليه وذلك طبقا للقانون الأساسي للحزب.

وقال الأمين العام لذات الحزب، نبيل بن عبد الله ، في تصريح عقب هذا الاجتماع  بأسف شديد، أنه اتخذ قرار عدم الاستمرار في الحكومة الحالية، على أساس أن يظل، من أي موقع كان، حزبا وطنيا وتقدميا يعمل من أجل الإصلاح والديمقراطية ويناضل من أجل تغيير أوضاع بلادنا وشعبنا نحو الأحسن، معبئا في ذلك وراء صاحب الجلالة، ومصطفا إلى جانب كافة القوى المجتمعية الديمقراطية الحية والجادة، وساعيا إلى الإسهام في النهوض بدور وموقع ومهام اليسار في بلادنا، يساند بروح بناءة كل المبادرات الإيجابية، ويناهض بكل قوة كل ما من شأنه أن يقوض جهود بلادنا وتضحيات جماهير شعبنا من أجل بناء مغرب التقدم والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.

وأضاف صاحب التصريح أن حزب التقدم والاشتراكية سجل، بأسف، أن الأغلبية الحكومية الحالية، ومنذ تأسيسها إلى اليوم، وضعت نفسها رهينة منطق تدبير حكومي مفتقد لأي نَفَس سياسي حقيقي يمكن من قيادة المرحلة، والتعاطي الفعال مع الملفات والقضايا المطروحة، وخيم على العلاقات بين مكوناتها الصراع والتجاذب والسلبي وممارسات سياسوية مرفوضة، حيث تم إعطاء الأولوية للتسابق الانتخابوي في أفق سنة 2021، وهدر الزمن السياسي الراهن مع ما ينتج عن ذلك من تذمر وإحباط لدى فئات واسعة من جماهير شعبنا”.
ونتيجة لغياب الحد الأدنى من التماسك والتضامن بين مكونات الأغلبية، يقول نفس المصدر، تعمق لدى فئات واسعة من المواطنات والمواطنين فقدان الثقة في العمل السياسي، خاصة بعد العجز الحكومي في التفاعل الايجابي والسريع مع ما تم التعبير عنه من مطالب اجتماعية ملحة من قبل بعض الفئات الاجتماعية والمجالات الترابية، في وقت يعرف فيه النمو الاقتصادي بطئاً واضحاً، وعجز النموذج التنموي الحالي على إيجاد الأجوبة الملائمة للإشكاليات المطروحة على صعيد تطوير الاقتصاد الوطني وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية.
ويرى حزب “الكتاب” أن ” هذه الوضعية وما يميزها من أجواء وعلاقات بين فرقاء داخل الأغلبية السياسية، التي من المفروض أنها تتأسس على برنامج حكومي متوافق عليه، ومؤطرة بميثاق أخلاقي وتعمل بشكل متضامن، ( هذه الوضعية) هي التي عمقت من حالة الحيرة والقلق والانتظارية التي انتشرت وتنتشر في أوساط مختلفة من المجتمع، وهو ما سبق لحزب التقدم والاشتراكية، في العديد من المناسبات، أن نبه إلى خطورته على مستقبل البلاد والمشروع الإصلاحي الذي تنشذه. بل إن بعض المبادرات والإجراءات الإصلاحية التي لها أهميتها، لم تُوَفَّق الحكومة وأغلبيتها في حملها سياسيا بالقدر الكافي لشحد الهِمَم وإنارة الطريق وضمان الانخراط الفعلي للفئات الاجتماعية المعنية وتعبئة الرأي العام حول المشروع الاصلاحي الذي التزمت به الحكومة.
وأكد أنه “ومنذ إطلاق السيد رئيس الحكومة للمشاورات المتعلقة بالتعديل الحكومي، حرص حزب التقدم والاشتراكية، في تفاعل مع توجيهات خطاب العرش، على التأكيد على أولوية المدخل السياسي للتعديل الحكومي الذي يجب أن يتأسس على مضمون برنامجي إصلاحي طموح، تحمله إرادة سياسية قوية معبر عنها بوضوح، وحضور ميداني متواصل يحدث التعبئة المرجوة”.
وشدد على أن بعد تداول معمق لموضوع التعديل الحكومي من مختلف جوانبه خلال اجتماعات عديدة طيلة الأسابيع الأخيرة، في إطار من الجدية والاتزان والمسؤولية، يعتبر المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية أن الوضع غير السوي للأغلبية الحالية مرشح لمزيد من التفاقم في أفق سنة 2021 كسنة انتخابية، مما سيحول دون أن تتمكن الحكومة من الاضطلاع بالمهام الجسام التي تنتظرها، ولا أن تتجاوب بالقدر اللازم مع التوجيهات الملكية المؤطرة لهذا التعديل.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

6 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
حسنة
المعلق(ة)
2 أكتوبر 2019 10:27

تركتم مبادئكم التي كنتم تزعمون أنكم تتشبثون بها و دخلتم في إتلاف حكومي مع حزب يدعي الاسلام و استفدتم كغيركم من الكعكة و الآن و قد لاح في الأفق تغيير حكومي مرتقب و الأرجح أن تكون أكبر الضحايا من حزبكم استبقتم الأحداث و طعنتم في الاتلاف الذي لا طالما صوتم على برامجه و مشاريعه. تبحثون عن عطف الشعب و هذا من المحال يا السي نبيل

لحسن عبدي
المعلق(ة)
2 أكتوبر 2019 09:50

خروج زايد ناقص :“التقدم والإشتراكية” يستبق الإعلان عن التعديل الحكومي ويعلن مغادرة الحكومة
12 تيكنوقارط 7 المصباح 3 الحمامة 1 السنبلة 1 الوردة 1الحصان = 25
لم يبقى شيء للكتاب

مقاطعون
المعلق(ة)
2 أكتوبر 2019 09:12

الاحزاب المغربية بحال شركات المقاولات …. الكبير كياكل كلشي والصغير كيبقى معلق بيناتهم هذا لي بغاه الحزب الشيوعي الفاشل.

simo
المعلق(ة)
2 أكتوبر 2019 08:52

Il sait que son part va etre sanctionné

الحسين
المعلق(ة)
2 أكتوبر 2019 02:24

يريدون ان يكسبوا عطف الشعب المغربي بقرارهم هذا،انهم في الحقيقة هم من تشغل بالهم انتخابات2021 .ان مواقفهم كانت جد سلبية في ملفات كثيرة يجب ان يبتعدوا عن الانتهازية والوصولية .

محمد
المعلق(ة)
1 أكتوبر 2019 21:48

حاجة وحدة غنقولها سير الله يعطينا وجهك

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

6
0
أضف تعليقكx
()
x