لماذا وإلى أين ؟

الفنانة حنان أمجد ضيفة الأحد على “آشكاين” (حوار)

هي من الشابات القلائل والأوائل اللواتي اقتحمن مجال”البودكاست” وفرضن بصمتهن ضمنه في وقت وجيز، تتميز بروح مختلفة، عن نظيرتها في مجال الويب بالمغرب، يقول عنها بعض متابعيها ثائرة و”جريئة أحيانا” ، فيما يصفها آخرون ب”المدللة” التي تتوارى أفكارها الإبداعية بين ثنايا، الجمال والبساطة، إنها حنان أمجد إبنة مدينة “وزان “.

“آشكاين” تستضيفها في هذه الفقرة من “ضيف الأحد”، من أجل تسليط الضوء على العديد من الجوانب المتعلقة بحياتها الفنية والمهنية.

بداية من سيسمع إسم “حنان أمجد” في هذه الآونة الأخيرة سيبادر إلى ذهنه خبر اعتزالك الويب والفن : حديثينا في البداية عن هذه الأخبار، وماهي الأسباب والتداعيات التي جعلتك تأخذين هذا القرار ؟

بداية أريد أن أشكر موقع “أشكاين ” على هذا الحوار ،الذي سيتيح لي الفرصة لتوضيح بعض الأمور ، كما أريد أن أبين أنني لم أنشر أي خبر أصرح فيه أنني أعتزل “الفن أو البودكاستين “، كل ما في الأمر أنني كتبت تدوينة عبارة عن عقد جديد مع متابعيَ، أؤكد فيها أنني لن أقوم بتنزيل أي عمل جديد، وسأكون ناشطة فيسبوكية عادية كأي فتاة تشارك حياتها اليومية وأراءها بكل بساطة، وسأقوم بالتوقف عن العمل في ميدان الويب لفترة لا أعرف شخصيا متى تنتهي، لأسباب عديدة، منها أنني أريد التركيز على مساري الدراسي بشكل أكبر، وإعطائه كل جهدي وطاقتي، ثم إنني لست راضية على وضع الويب في المغرب، وكنت قد خططت لذلك مسبقا على أن تكون أغنية “هربانة ” آخر عمل من إنتاجي الشخصي  سيصدر في الويب.

أما الاعتزال فالفنان يبقى فنانا مهما كان، أنا أتحدث معكم الآن وأنا في أستوديو التصوير أساعد زملائي، كما كانوا هم أيضا يساعدونني، لكن بعض المنابر الإعلامية أصبحت تبيع وتشتري في العناوين ، وهو سبب آخر أيضا ساعد في نفوري من هذا المجال .

لماذا هو سبب آخر؟ هل الصحافة لها علاقة بالموضوع أم أن السبب مهني  أكثر ؟

لا في الحقيقة  له علاقة بالإنتاج وبالفرص، أما بعض وسائل الإعلام -”منين كتعطيك التيقار كيكون أحسن”- لأنها تنشر أخبارا لم أصرح بها، وتضر سمعتي المهنية ومساري الذي أريد له أن يكبر، خصوصا وأن هدفي هو العمل التليفيزيوني، فمغزى التدوينة كان واضحا، قلت إنني سأبتعد عن مجال الويب لفترة، لكنني لن أترك الفن لأنني “أقاتل” من أجل فني وأهدافي، ولكن بعض وسائل الإعلام تبيع وتشتري في العناوين كما قلت سابقا، لكني عندما أقرر أن ادخل مجالا معينا أو اترك آخر، سأعلن عنه بقناعة وبدون أي غموض .

هل كونك فتاة في مجال الويب بالمغرب الذي يستحوذ عليه الذكور، جعلك تتخذين هذا القرار ؟

لا أعتقد ذالك، لأن البنات أو النساء بصفة عامة في ميدان الويب بالمغرب يأخذن حقوقهن، بنسبة كبيرة ومعظمهن راضيات عن أعمالهن، كل حسب تخصصها، وجودة عملهن، وحظوظهن، لأني أعتقد أن الميدان له علاقة كبيرة بلعبة الحظ، فهناك مثلا عارضات أزياء أو متخصصات في التجميل ينتجن فيديوهات للويب يروجن فيها للعلامات التجارية في ميدان الموضة والجمال، وهن ناجحات في تخصصهن، لكن الفتاة التي تعمل في المجال الفني تبقى دائما متأخرة، لأن هناك غياب للدعم والاحتضان، ويصعب على المعلنين والمستشهرين أن ينخرطوا معها لأن الأمر له علاقة بالمواضيع التي نتناولها .

أين تجدين نفسك تبدعين أكثر في الغناء أو في العروض المسرحية والكوميدية أم في الويب ؟

صراحة أقرب شيء إلى قلبي هو الموسيقى، لأنها بالنسبة إلي ترتبط بشكل كبير بالتشخيص، أو بالاحرى أجعلها كذلك، ففي الكليبات التي أصورها دائما أعتمد التشخيص والتمثيل وأحاول إدخال الحوارات والحركة الخفيفة في الموسيقى التي أنتج دائما ، كما أحب الرقص أيضا والموسيقى الكوميدية، فأنا أحب الأعمال الاستعراضية أكثر التي لها طابع مسرحي، ولا أريد أن انحصر في مجال وتخصص وحيد فقط .

أنت معروفة بمواقفك الجريئة بقضايا التحرش والمرأة، ودائما تعالجين مواضيع مثيرة في فيديوهاتك وأغانيك. هل تعتقدين أن الإبداع في مجال الويب والغناء المسرحي في المغرب محدود وضيق الأفق؟ أم أن الإبداع في هذا المجال لا حدود له ؟

انأ أؤمن باللاحدود في الإبداع الفني، لأنه وجد لتغيير الأفكار والقناعات، أو إذا وجدت هذه الأفكار ربما سيساهم الفن في  ترسيخها أكثر وليس تغييرها، والفن حسب معياري هو وسيلة لترقية المجتمع، ويتوجب على الفنان أن يعالج قضايا المجتمع بشكل إجباري وليس اختياري، سواء داخل مثلث الطابوهات الدين والسياسة والجنس، أو خارجه، لكن الأمر يبقى في آليات المعالجة، وهنا تجب الإشارة إلى أن هذه الأخيرة مهمة جدا في الحكم على أي إبداع فني، فيما يخص الصيغة التي سينتهي بها، هل سيكون فنا راقيا ام سيكون فنا “هابطا” وسطحيا، كل شيء له علاقة بتقنيات المعالجة، لأن جميع المواضيع في حد ذاتها كيفما كانت ليس طابوهات، وهنا تكمن الملكة الفنية والإبداعية للفنان .

إذا سوف لن نراك في فيديوهات على الويب على الأقل في الوقت القريب، وماذا عن الغناء ؟

بالنسبة للويب فأنا أتنازل عنه مؤقتا فقط بسبب غياب الدعم المالي، أما بالنسبة للفن فنحن في فترة يصعب على الفنان أن يبلغ رسالة للجمهور ببساطة ويلتقطها بشكل جيد، خصوصا مع وسائط التواصل الاجتماعي وانتشارا الإشاعات. وهو ما يساهم في تكبير الفجوة بين الفنان والجمهور، أما الفنان فهو يبقى فنانا سواء بالجمهور أو بدونه، فهو دائما يتوفر على الحب والرغبة في الإبداع، سواء بدعم الجمهور و الإعلام آو بغيابهما معا، لأن الفنان هو الفكرة والإبداع والباقي أساسيات، بالطبع انأ لا أنكر دورها في نجاحه، لكن الفنان يبقى فنانا حتى وهو يبدع وحده في بيته.

كلمة أخيرة لجمهورك ولموقع “أشكاين “؟

بالنسبة للجمهور فإنني أوجه له من هذا المنبر عبارات التقدير والإحترام، كما أشير إلى أنني اتخذت قرار الإبتعاد مؤقتا عن الويب لإحترام الجمهور بالدرجة الأولى لأنني لا أريد أن أكذب عليه، كما أشكر  موقع “أشكاين” على هذه الإلتفاتة و على حسن الإهتمام، شكرا لكم.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x