لماذا وإلى أين ؟

محامون: الإجرام في الأغاني يستوجب تدخل الدولة

قررت الحكومة منع وتجميد أي نشاط فني له علاقة بالراب، بسبب الجدل الذي أحدتثه أغنية “عاش الشعب، معتبرة أن هذا النوع من الأغاني يخدش بالحياء ويمس بالثوابت الوطنية ووجب إعمال القانون فيها.

وشدد وزير الثقافة والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة، يوم أمس الخميس، أن أي خرق للقانون في أي مجال يجر للمحاسبة باعتبار أن القانون فوق الجميع، مسترسلا أن الأغاني الصادرة وكيف ما كان نوعها، يجب أن “تحترم حقوق المواطنين والثوابت والمبادئ التي تربى عليها المغاربة”.

وفي هذا الصدد، قال المحامي محمد كروط أن الفن قبل كل شيء هو رسالة ونضال وأخلاق، والراب كنوع من هذا الفن كان في القديم عبارة عن إشارات وقوالب تحوي كلمات نظيفة فيها معاني الحياة وليس كما الحال اليوم، مسترسلا “منجيبوش العفن ونسيموه راب”.

وأوضح المحامي، في تصريح لـ “آشكاين” أن الكلام الساقط الذي ليس له أي ميزان وترافقه موسيقى صاخبة لا يعتبر أغنية أو فنا، سيما أنه يتضمن ثقافة تحتية أصلها الإجرام الذي ينهجه بعض المنحرفين، وبالتالي لا رسالة في هذه “الأغاني” على اعتبار أن مؤدييها غالبيتهم خريجو سجون.

المشكل القائم اليوم، يضيف المتحدث، أنه لا يجب اعتبار “الراب” الذي به سب وقذف، لأن الأمر خطير، وإلا فإنه مباح لأي شخص أن يقوم بتسجيل “أغنية” يشيد فيها بالإرهاب، في حين أن الأمر لا يجب أن يكون على هذا المنوال، إذ حتى الضغط على زر الإعجاب يعتبر إشادة بالعمل الإرهابي والذي يعاقب عليها القانون.

وأكد كروط أن الكلام الفاحش والساقط المصحوب بموسيقى صاخبة والذي قد يتضمن إخلالا بالحياء العلني أو سبا وقذفا أو إهانة فهو يعاقب عليه القانون، ويعتبرها جنحا تصل مدة العقوبة فيها مابين سنتين و5 سنوات، متسائلا كيف يمكن أن تكون مثل هذه الموسيقى تهذيبا للروح؟

ومن جهته، قال المحامي عبد الفتاح زهراش أن الفن ضروري في حياة الإنسان لما تربيه من ذوق وإحساس، لكن الكلام الذي يتضمن في أغاني اليوم، السب والقذف في حق مؤسسات الدولة والأفراد والأشخاص أصبح بمثابة “معيور” وجب على الدولة التدخل باعتبارها تنظم حياة الناس وتسهر على أمنهم.

وتابع المتحدث في تصريح لـ “آشكاين”، “وفي المقابل إذا كان الفن يخدم تربية الذوق وتطوير المجتمع فعلى الدولة آنذاك أن تشجعه وتسهر على دعمه، مضيفا أن المغرب من بين البلدان القليلة التي تنظم مهرجانات كبرى كـ “موازين” ومهرجان الصويرة ولم تخلق يوما أي مشكل، بالعكس تلقى تجاوبا معها.

وأكد زهراش أن الفن هو ذوق ثقافي وثرات لا مادي، لكن عندما يصل الكلام فيه إلى تجريح للمؤسسة والأشخاص يتوجب تدخل الدولة لأنه مفروض وواجب بمقتضى دولة الحق والقانون.

وكانت أغنية الراب “عاش الشعب” قد أثارت ضجة منذ الساعات الأولى من صدورها، خاصة أنها جاءت بتيمات قاسية وجهتها للسلطة، حيث تجاوزت الأغنية في ظرف ستة أيام حاجز 8.5 مليون مشاهدة، أداها ثلاثة شباب معروفين بألقاب: لكناوي، لزعر، ولد لكرية.

واختار كل واحدٍ من الرابورات الثلاث  أن يركز على شق معين في مضمون الأغنية المثيرة للجدل، فـ “لزعر” ركز على معاناة عدة طبقات اجتماعية في المغرب وعلى حجم “الفساد” في البلاد، بينما ركز لكناوي على تجربته الخاصة مع الفقر، فيما أرسل ولد لكرية نقداً صارماً للسلطة.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
حنظلة
المعلق(ة)
15 نوفمبر 2019 22:34

عاش الشعب ولا عاش المنافقون لحاسين الكابة
تشجعون الفن الهابط وتريدون منع الفن الذي يتحدث عن معاناة المقهورين المظلومين
انشر ولا تحظر

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x