لماذا وإلى أين ؟

خبراء: الرجاء والوداد تحايلا على أرقام الميزانية

شك خبراء الاقتصاد الرياضي في الأرقام التي أعلنتها إدارتا الرجاء والوداد بخصوص تحقيق فائض في ميزانيتهما لهذا العام، إذ تساءلوا كيف استطاع تحقيق هذا فجأة وهم في كل سنة يتحدثون عن عجز وديون وأزمة حادة يصعب تجاوزها.

فهل وقع تحايل وتضخيم في الأرقام؟

باستحضارهم أن شهورا قليلة تفصل الأندية عن التحول من جمعيات إلى شركات، يشدد هؤلاء الخبراء على وقوع تحايل وتضخيم في الأرقام المُعلنة مؤخرا في التقارير المالية للناديين. إذ أكدوا أن صرامة الجامعة الملكية لكرة القدم في إلزامية التحول إلى شركات جعلت الفريقين يسوقان لأرقام ضخمة توحي بوجود انتعاشة مالية، في حين أنها تعاني أزمة حقيقية لم تقدر مداخيل الجمهور ولا المبيعات ولا المستشهرون القلائل في وضع حد لها.

وكل هذا في سبيل جلب مستثمرين وخواص ليساهموا في رأسمال الشركة، لأن لا أحد من هؤلاء سيتجرأ على شراء ولو سهم واحد إذا قال سعيد الناصيري وجواد الزيات، رئيس الناديين، إن فرقيهما يعانيان أزمة خانقة، لأنه استثمار فاشل في بدايته.  وإذا نفر “مالين الشكارة” من الناديين فمعنى ذلك أن مشروع التحول إلى شركة سيفشل، وهذا ما يتجنبه مسؤولو الفريقين عبر التضخيم والقول إن الصندوق منتعش، أو بتعبير آخر يقولون “غير أجيو كولشي هو هداك”.

وما يبرز عكس ما صُرح به، بحسب هؤلاء المحللين، هو أن الناديين مثقلين بديون تساوي الملايير بقيت متراكمة منذ سنوات. وهذا ما تؤكده الجموع العامة والصراعات التي تطفو بين المنخرطين حين الإعداد لانتخاب رئيس جديد.

ودعا أهل الاختصاص إلى ضرورة اعتماد هذه الفرق على خبراء محاسباتيين مستقلين لفحص التقارير المالية للأندية، ليكشفوا حقيقة الأرقام.

السعيدي: هناك تدليس لتسديد الديون عند التحول إلى شركة

في هذا السياق يكشف يحيى السعيدي، الخبير في الاقتصاد الرياضي، أن الخبير المحاسباتي الذي عرض التقرير المالي أمام الجمع العام الأخير للوداد تحفظ على مبلغ 2 مليار و700 مليون لأنه لم يتوصل بوثائق تبرر أين صرف، كما أكد تحفظه على مليار سنتيم من الضريبة على الدخل لم يتم تأديتها. مبرزا أن نفس الخبير الذي يستعين به الفريق كل سنة يأتي بـ5 و6 تحفظات بمجموع 7 ملايير سنتيم لم يُبرر صرفها رغم المصادقة على التقارير في الخمس سنوات الأخيرة.

ويظهر هذا التحايل في الأرقام بحسب السعيدي، في حالة الرجاء البيضاوي، الذي برز فيه خلاف كبير بين المنخرطين في طريقة توزيع الأسهم داخل الشركة المزمع إخراجها للوجود، لأن الشركة بالنسبة إليهم “وزيعة” وجب اقتسامها، وقبل ذلك وجب الإعداد لها، بكل الطرق.

ويرى يحيى السعيدي في تصريحه لـ”آشكاين” أن الأندية لا تريد أن تُعلن عجزها لدى مصلحة الضرائب، مشددا على أن الرجاويين مجبرين سواء على إخراج مشروع الشركة إلى الوجود كباقي الأندية، مهما كانت نِسبُ الأسهم. واضاف: “عندما تتأسس الشركات سيتم جلب تلك الديون التي في رقبة الجمعية وإدخالها إلى الشركة لتسديدها، بالاعتماد في هذا على قانون المالية 2020 الذي يُعفي الشركات من الضريبة لخمس سنوات الأولى، وبالتالي سيتم تسديد الديون التي لم يؤشر عليها الخبير الحسابي”.

جدير بالذكر أن المكتب المسير لفريق الرجاء الرياضي قال إنه حقق فائضا ماليا يقدر بحوالي أزيد من 600 مليون سنتيم في الموسم الرياضي الحالي، بعدما بلغت مداخيله حوالي 10 ملايير و600 مليون، فيما قدرت مصاريفه بحوالي 10 ملايير. فيما أشار التقرير المالي للفريق الأحمر إلى أنه سجل فائضا ماليا قيمته 697 مليون سنتيم، وذكر أن مجموع مداخيل الوداد بلغ عشرة ملايير سنتيم و651 مليون سنتيم في الوقت الذي بلغت فيه مصاريفه تسعة ملايير و863 مليون سنتيم.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x