2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الكرة تفسدها السياسة

في رأيي، والذي يلزمني لوحدي، وأعرضه هنا للنقاش، فالسياسة تفسد الرياضة بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص، وهنا نبدأ بمثال مباراة الحسنية والطاس، فالعديد من المتتبعين فضلوا تشجيع الطاس ضد الحسنية فقط لأن شخصا له سمعة سياسية سيئة قرر ان يحشر أنفه في الموضوع وذلك بدعمه للنادي سواء معنويا وهذا شأنه أو ماديا وهذا في نقاش كبير، لان الكثيرين يرون أن توفير حافلات وطائرات للجمهور يراه الكثيرون حملة انتخابية سابقة لاوانها خاصة وأن منطقة سوس معروفة بكونها معقله الانتخابي، لذلك فضل كثيرون الطاس على الحسنية، وكل هذا طبعا لا ينقص من قيمة الحسنية الذي له تاريخ عريق وقدم ولا يزال كرة قدم رائعة ولخير دليل على ذلك الطبق الكروي الذي قدمه في العديد من المناسبات خلال الفترة الاخيرة وختاما بمباراة النهائي ضد الطاس، لولا سوء الحظ …
وحتى لا نضغط على الحسنية أكثر أو نحملها ما لا طاقة لها به، فالموضوع مشابه إلى حد ما بعلاقة المغرب والجزائر الكروية التي لا تخلو مبارياتهما من نكهة سياسية “بئيسة” تنفر بين الشعوب ولا تجمع بينهم في وقت تهدف كرة القدم اللعبة الشعبية الاولى في العالم الى التآخي بين الشعوب بشتى طبقاتها…
الأمر أيضا مشابه لكلاسيكو الكرة الأرضية بين الريال والبارسا الناديان الكبيران بتاريخهما وعراقتهما واللذان قدما ولا يزالان كرة قدم غاية في الفخامة، غير أن الموضوع له ارتباط وثيق بالسياسة وقصة الانفصال هي بيت القصيد، فشخصيا لا يهمني ان يكون البارسا راغبا في الانفصال بقدر رغبتي في هزمه من طرف فريقي ولا يهمني اذا كان معاديا لسياسة النظام بقدر رغبتي في رؤيته يجر أذيال الهزيمة من فريق آخر… هذه هي كرة القدم.
كما أنه من المؤسف أن تفرق السياسة أيضا بين العديد من الشعوب كإيران والسعودية وكوريا الشمالية ونظيرتها الجنوبية والأمثلة على ذلك كثيرة لا يسع الوقت والمجال لذكرها، وحتى وان جمعت المستدير بين هذه البلدان فأكيد ان المباريات تكون ذات نكهة سياسية لها تبعات سلبية وقد تكون خطيرة في كثير من الاحيان…
لذلك فكرة القدم يجب ان تبقى في نطاقها فقط هي لعبة وحب وعشق و متعة وانتماء وترفيه ولحظات فرح وحزن وافتخار … خذوها بهذه البساطة.