قبائل “كرامة” تحتج لاستعادة هكتارات من أراضيها

مازالت منطقة “كرامة”، التابعة لإقليم ميدلت، تعيش احتقانا ترتفع وتيرته يوما بعد آخر، بسبب النزاع القائم على هكتارات من أراضي الجموع بين قصر “تافنداست” ودركي متقاعد يتشبث بأحقيته في استغلالها وقد شرع في ذلك منذ رمضان الماضي، رغم تأكيد النواب السلاليين والشهود على أنها غير صالحة لذلك لأنها تابعة للقبيلة.

وقد قرر سكان القبيلة تنظيم وقفة احتجاجية سلمية اليوم الأربعاء أمام مقر القيادة، ورفع شعارات منددة ب”الشطط واستعمال السلطة والمحسوبية” وللتعبير عن غضبهم من استغلال أملاكهم بتلك الطريقة التي تشوبها بحسبهم خروقات وضبابية حيث يقولون انه يتم تسريع وتيرة الأشغال لطمس معالم الأرض، مادام أن السلطات المحلية ترفض إمداد أعضاء الجماعة السلالية بالوثائق التي تبرر “السطو” على حوالي 10 هكتارات، بحسب تصريحاتهم.

أحد سكان المنطقة أفاد أن لجنة بعث بها القائد إلى عين المكان، ضمت خليفته وموظفا (كاتب القائد) برفقة شهود من الجماعة السلالية وأربعة يمثلون قبيلة تافنداست، وهو ما جعل المعني بالأمر يهددهم قبل أن يشرع في تحريك جرار وحرث أجزاء من الأرض بشكل مستفز كما يقولون في شهادتهم.

ويضيف المتحدث أنهم تفاجأوا بكون اللجنة لم يسلمها القائد أية وثيقة، اللهم تصميم طوبوغرافي عادي لا يمكن الاستناد إليه، وهو ما جعل ممثلي الجماعة السلالية والقبيلة ينسحبون ويقصدون القائد الذي كان قد وعدهم بإيجاد حل، إلا أنه ظل متشبثا مرة أخرى بعدم تسليمهم الوثائق التي تثبت أحقية الدركي المتقاعد في استغلال الأرض.

كما يتهمون القائد بالتماطل حيث أشاروا إلى أنه يجدد معهم اللقاء أسبوعا بعد آخر دون أن يحسم معهم الموضوع في الوقت الذي تتغير معالم الأرض يوما بعد آخر، وهذا ما يزيد من شكهم في وجود تواطؤ.

ويؤكد عدد من سكان المنطقة، في أكثر من تصريح لـ”آشكاين”، أن مسؤولين هددوا وحاولوا إقناع بعض السكان الذين وقعوا على عريضة لـ”إيقاف نهب أراضي الجموع لقصر تافنداست”، تتوفر الجريدة على نسخة منها، والتي وصلت إلى حوالي 70 توقيعا لحد الآن، بالتنازل والانسحاب من “الحراك” الذي تشهده القبيلة لكنهم تشبثوا بمطالبهم التي يرون أنها مشروعة.

ويطالب المشتكون بكشف حقيقة ما يجري واسترجاع الأرض التي تعتبر المتنفس الوحيد لهم، على اعتبار أنها صالحة للسكن والفلاحة بعد تآكل التربة بفعل الفيضانات في أماكن قريبة من محال سكناهم الحالية. وشددوا على أنهم لن يسكتوا على ما يعتبرونه حيفا وظلما يتعرضون له.