2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

حكيم صيكوك
هناك حرب خفية تدور راحها في افريقيا عموما والمغرب على وجه الخصوص، منذ مايزيد على أكثر من عشر سنوات ،بين الصناعة المحلية للبيرة أبسط مايقال عنها أنها بدائية، و وحش متعدد الرؤوس والقادم من جميع أنحاء العالم المتقدم جارا ورائه التقنية المتطورة والثمن المعقول.
مع انفتاح السوق المغربية على أنواع متعددة من البيرة ذات الجودة العالية وايضا على أنواع رخيصة من البيرة( تدخل ضمن لائحة القاذورات في أوروبا )وكلاهما يهددان المنتوج المحلي،وعندما نتكلم عن المنتوج المحلي نقصد بكل بساطة العمال والعاملات في هذا المجال،لقد تم تشريد عشرات العائلات بعد إقفال براسري مراكش والسبب بسيط جدا هو كمية الجعة الوافدة إلى السوق المحلي والإقبال الكبير عليها يضع سبيسيال وما جوارهما في خانة المرحمومة.لن نتكلم عن هينيكن فهي قدر الان بعدما أصبحت تصنع في المغرب، لكن الوافدات الفرنسية والبلجيكية والألمانية.. بل حتى الدانماركية وبعضها قادم من أمريكا…انتشروا في السوق المغربية كالسرطان بعض هذه العلامات التجارية له صمعة وصيت تجعله إذا نزل بمنطقة غزاها.وهنا سأحاول ذكر فقط الانواع التي ذكرت في مواقع عديدة على أنها غير صحية فمثلا العملاق الفرنسي في صنع البيرة كروننبورغ يمتلك شركات أخرى بمسميات مختلفة عن الشركة الأم قصد انتاج بيرة رخيصة مثلا بيرة KOENIGSBIER والتي تباع في المغرب بثمن زهيد عشرة بثمانين درهما هذه الجعة تعتبر قاتلة لأنها قادمة من فضلات المعامل الفرنسية، أضف إلى ذلك البيرة الهولندية Dutch royal و،Breda … وبعض أنواع البيرة الألمانية الرخيصة مثل Burg و Beck’s و Beckers…لايسع المكان لذكر كل الاسماء لكنها موجودها في مجموعة من المواقع التي تحذر من تناول هذه البيرة، أما البيرة التي تدعي أنها جيدة فالأكيد أنها لا تطلع الزبون المغربي على كافة مكونتها بل تذكر فقط العناصر الأساسية والمعروفة لصنع البيرة ماء ،شعير ،زهرة الدينار أو
جنجل شائع (houblon) لكن العناصر الأخرى التى تدخل في الصنع لا يتم ذكرها وسأعطي مثلا واحدا لا أكثر وهو Leffe هذه الجعة البلجيكية الفاخرة تصرح في المغرب بكونها مصنوعة من الشعير فقط في حين أنها ليست الحقيقة فأختها الليف الموجودة بأوروبا والخاضعة لقانون تجاري للاتحاد الاوروبي يجعلها تصرح بكل المكونات حتى الملونات الطبيعية فهي تحتوي على نسبة عالية من السكر الأبيض وليس سكر الفاكهة أو الحبوب كما يصرح البعض وهو المسؤول عن تحلية مذاقها و رفع نسبة الكحول فيها، وزد على ذلك نسبة الكحول المصرح بها في جل انواع البيرة غير صحيحة بالمرة وهذا موجود في المواقع ومتاح للكل، هذه حرب قذرة يستغل فيها المستهلك لكونه لن يستطيع ملاحقة هذه الشركات قانونيا لكون الخمر في البلد أساسا يعاقب شاربها فهو قطاع مغري وامتيازاته كثيرة
هذا ناهيك عن مجموعة من الشركات والتي تسمي نفسها تعاونيات يديرها فرنسيين و اسبان متخصصة في صنع النبيذ بمناطق زعير و الدارالبيضاء وبركان والصويرة بأسماء يظهر أنها محلية لكن المحلي الوحيد فيها والاستغلال البشع لليد العاملة الزراعية من طرف هؤلاء.
عودة إلى موضوع البيرة فإذا استمر الوضع …وسيستمر إلى أسوء مادامت جيوب المسؤولين ممتلئة فإنه سينذر بكارثة وهي تشريد مئات العائلات العاملة في القطاع في كل من الدارالبيضاء ومكناس وفاس، والأمراض التي سيكون ضحيتها نحن، المستهلك في ظل عدم وجود مختبرات الجودة والتأكد من صحة المنتوج ومايدعيه.
خلاصة، منتوج الجعة منتو ج غير مراقب بالمرة وتعطى فيه الامتيازات للمروجين والموزعين على حسابنا ناهيك عن الكحول القوية مثل الويسكي دجين فودكا الروم…وهؤلاء لهم قصة أخرى وهي أبشع.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.