لماذا وإلى أين ؟

الأسباب التي جعلت من زيارة بومبيو للمغرب ناجحة بكل المقاييس

تعد الزيارة الرسمية التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، يوم الخميس (05 دجنبر) إلى المغرب، ناجحة بكل المقاييس.

زيارة بومبيو، تكتسي أهمية بالغة وتؤكد الزخم القوي الذي يميز العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، وكذا الإرادة التي تحذو البلدين لتعزيز الشراكة الاستراتيجية متعددة الأوجه التي تجمع بينهما، رغم بعض محاولات التشويش التي طالتها.

فلماذا تعتبر زيارة بومبيو للمغرب ناجحة؟

أول مؤشر على نجاح الزيارة التي قام بها المسؤول الأمريكي الرفيع للمغرب، هي كونها زيارة خاصة للمملكة، وليست زيارة تندرج في إطار زيارته للمنطق المغاربية أو على هامش زيارة لدول شرق أوسطية. فأن تخصص دولة عظمى في عصرنا الحالي، التي تعد أول قوة اقتصادية وعسكرية وأول فاعل دولي في كل المجالات، زيارة مسؤول كبير في إدارتها من حجم وزير الخارجية لبلد مثل المغرب الذي يعتبر دولة في طريق النمو، هو اعتراف علني وصريح بالمكانة التي أصبح تمثله المملكة المغربية على مستوى الساحة الدولية.

ثاني مؤشر على نجاح الزيارة المذكورة، يكمن في كون بومبيو، لم يزر الجزائر التي تحتضن على ترابها الجمهورية الوهمية التي تنازع المغرب على أراضيه، بعدما زار المغرب، الأمر الذي له أكثر من دلالة ورسالة فيما يخص قضية الوحدة الترابية.

ثالث مؤشر على نجاح ذات الزيارة، هو أن المسؤول الأمريكي لم يقم بإلغائها رغم ازدحام أجندته بعدما أخذ اجتماع زعماء حلف شمال الأطلسي “الناتو”، بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيسه، الذي كان يشارك فيه، حيزا إضافيا من وقته. ورغم ذلك حافظ المسؤول الأمريكي على زيارته للمغرب، مع تقليص الأجندة حسب الممكن، وهو ما ترتب عنه إلغاء حفل عشاء على شرفه بالعاصمة الرباط، خاصة وأنه قلص حتى من فترة زيارته للبرتغال التي لم يقضي فيها إلا بضع ساعات بدل يوم واحد كما كان مقررا.

رابع مؤشر هو أن المسؤول الأمريكي، ورغم ضيق مدة الزيارة، عمل على لقاء كبار المسؤولين المغاربة، بدأ برئيس الحكومة تم وزير الخارجية، بل عمل على الانتقال من العاصمة الرباط إلى مدينة تمارة للقاء المدير العام للأمن الوطني، المدير العام لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي، اليوم الخميس بمقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في رسالة قوية على المكانة الدولية المرموقة التي يحظى بها جهاز الأمن والمخابرات الداخلية المغربية.

كما أن المسؤول الأمريكي، أكد في تصريح للصحافة أنه لم يناقش ملف تطبيع العلاقات المغربية الإسرائيلية، عكس زيارات المسؤولين الأمريكيين لبعض الدول الشرق الأوسطية، التي تكون من بين أهدافها الأساسية مناقشة العلاقات الإسرائيلية العربية.

المؤشر الآخر وليس الأخير لنجاح زيارة بوبيو لبلادنا، هو الموقف من قضية الصحراء المغربية. فقد أكد المسؤول في بلاغ منشور على موقع وزارة الخارجية الأمريكية على “العلاقة القوية التي تجمع البلدين”، مشددا على “اهتمامه بالجهود المبذولة من طرف المغرب من أجل إيجاد حل سياسي سلمي ومستدام ومقبول من الطرفين للنزاع الطويل الأمد حول الصحراء المغربية”.

وبناء على ما سبق، تعتبر هذه الزيارة ناجحة وستفتح آفاق جديدة في علاقات المغرب والولايات المتحدة الأمريكة، ليس على المستوى الدبلوماسي والسياسي فقط، بل حتى على المستوى الاقتصادي والتجاري لكونها ناقشت كذلك “فرص تعزيز روابط التجارة والاستثمار بين المغرب وأمريكا بناءً على اتفاقية التجارة الحرة، التي سجلت أرباحا تضاعفت خمسة مرات منذ عام 2006″، حسب ذات البلاغ.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x