لماذا وإلى أين ؟

الشوبي: لا رهبانية في الإسلام ..والمرابط ضحية تيار يقزم دور المرأة (حوار)

هو ممثل مغربي من الأوائل الذين دخلوا مجال التمثيل، أثار الجدل في العديد من المناسبات بسبب تصريحاته حول بعض المواضيع المتعلقة بالإنتاجات الفنية والسينمائية بالمغرب  وأرائه الفكرية حول المرأة والحداثة، إنه الممثل المغربي محمد الشوبي “آشكاين” تستضيفه في فقرة “ضيف السبت”، وسنتحدث معه حول بعض القضايا الفنية والفكرية التي تشغل بعض المتبعين للشأن الفني والثقافي بالمغرب .

بداية، أنت من المهتمين بالقضايا الفنية والأدبية بالمغرب ومن جيل المسرحيين الأوائل في المغرب، في نظرك لماذا تراجع المسرح ؟ وهل يمكننا الحديث عن إحياء المسرح ؟

أولا أشكر جريدة “آشكاين” على حسن الاهتمام، وأتمنى أن تكون هذه الدردشة فسحة خفيفة ومفيدة لقرائها الأعزاء، نعم أنا اهتم كثيرا بالقضايا الأدبية والفنية ومهتم  بالقضايا التي تقربني ببلدي وبإنسانيتي، فبخصوص المسرح أظن انه عرف طفرة جديدة بالرغم من التراجع  الفظيع الذي عرفه على مستوى الجمهور، هذا الأخير الذي لم يعد يقصد المسرح لانشغاله بالوسائط الترفيهية الحديثة وأصبح المسرح بالنسبة له “غير خضرة فوق الطعام”،  كما يرجع ذلك أيضا إلى احتلال الفضاء العام من قبل متدخلين آخرين يرفضون المسرح والإبداع، بدعوى أننا نعيش في عالم السرعة حيث أساليب الإبداع الفني مختلفة وجديدة .

طيب هذا بالنسبة للمسرح ماذا بخصوص السينما ؟ أنت شاركت في أزيد من 50 عمل سينمائي ما رأيك في جودة الأفلام التي تنتجها السينما المغربية، على مستوى النصوص والإخراج، هل نحن نتحسن في نظرك؟

بالفعل نحن نتحسن على مستوى الكم ، لكن على مستوى الكيفية مزال الطريق طويلا أمامنا، لأنه يجب أن نشير هنا أننا مازلنا نحتاج إلى الدخول في الصناعة السينمائية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أي أننا يجب أن نخضع لنظام الإنتاجات العريضة الموجهة لعموم الجمهور، والإنتاجات النخبوية، وعلى الدولة أن تضع استراتيجيات للوصول إلى ذات المبتغى، عن طريق خلق مدينة إعلامية موجهة بشكل خاص للإنتاجات السينمائية، وخلق قاعات سينمائية إضافية في المدن الصغرى حتى نتوفر على فضاء للعروض في مدن لدينا فيها جمهور عريض محتمل ومتعطش للسينما ولكن بدون قاعات كآسفي مثلا والداخلة والعيون والجديدة وغير ذلك كثير، وحتى إن عجزت الدولة على ذلك فيجب عليها أن تدعم القطاع الخاص في خلق قاعات سينمائية بدون ضرائب أو بنسبة بسيطة .

حسنا، ما رأيك في الأعمال التليفزيونية الرمضانية ؟هل تعتقد أنها تكون دائما موفقة ؟ وما رأيك في بعض الانتقادات التي تطال مثل هذه الأعمال؟

صراحة ودائما أقولها يحز في نفسي أن نقف عند شهر ديني للتعبئة الروحية، ونقول يجب أن نرفه على الناس “ألا أسيدي مكترفهش عليه “، إنهم يخلقون عادات سيئة عند الجمهور والمتلقي، فالترفيه يجب أن يكون طيلة السنة، وهنا أعود إلى مسألة الصناعة، فالصناعة التليفزيونية في المغرب صناعة غير موجودة أصلا هناك مشاريع بسيطة فقط، وتكون تحت الطلب في بعض الأحيان، وعلى ما أظن  لم ننجح في إنتاج سيتكوم حقيقي وناجح في تاريخ المغرب، شخصيا لم أشهد على ذلك أبدا لأننا لم نعرف إلى حد الآن إنتاج جنس فني تليفزيوني موجه للفرجة الجماعية الأسرية في البيت، لان الأسرة المغربية تطورت وأصبح لكل فرد مكون للأسرة قناعاته الشخصية التي تختلف عن الفرد الآخر في الأسرة الواحدة، وبالتالي يصعب تقديم شيء مقنع وناجح لكافة الأسرة، كما أن عادة تقديم الأعمال الرمضانية هي عادة بدت قريبة من سنوات الرصاص فتم قصفنا بها وتطورت إلى ما وصلنا إليه الآن  فالإنتاجات يجب أن تكون طيلة السنة، والشركات المنتجة يجب أن تعمل على مدار السنة أيضا، كما يجب ان تختار مواضيع تهم مختلف الشرائح الاجتماعية المغربية “انا معندها ماترفه عليا انا ناشط معا راسي” وعليها أن تقدم لنا مواضيع تشغل بالنا وتثير اهتمامنا دائما .

لكن اختيار المواضيع محدود بخطوط حمراء أليس كذلك ؟

كلا ، أنا أؤمن باللاحدود في الإبداع حتى في المواضيع الحساسة، لكن في السينما والمسرح فقط، أما التليفيزيون فحالة خاصة يتطلب رقابة لأنه يصل إلى كافة الشرائح الاجتماعية، لكن بخصوص الإنتاجات المغربية التلفزية اعتقد أنه يجب أن تخضع للرقابة عن التفاهة، عن طريق لجنة متخصصة لما لا، أما الأشكال الفنية الأخرى فالجمهور حر في اختياراته .

دعنا نتحدث قليلا عن بعض آرائك في ما يخص القضايا الفكرية، أنت تحاول دائما الدفاع عن التوجهات الحداثية خاصة قضايا المرأة، وهو ما جلب عليك مؤخرا انتقادات لاذعة من بعض التيارات الأخرى، كيف ترى مسألة المرأة في المغرب ؟ أحقا  أنت من أنصار “الفيمينيزم”  ؟

شكرا على هذا السؤال، فأنا شخصيا أميل إلى الحداثة، وإلى التطور وألا أقف عند ما أنا عليه، وأسعى دائما إلى جعل المستقبل أحسن وهو ما يؤطر كل أفكاري وآرائي، وبخصوص رأيي المتعلق بالمرأة الذي أثار الجدل وهو رأي تم اخراجه من سياقه، فأنا اعتقد أن المرأة في المغرب مازالت تعاني ولم تحصل على كافة حقوقها، ووضعيتها أصعب بكثير مما يعتقد البعض، وأنا أقف على ما تعانيه في الشارع وفي الأماكن العمومية دائما، من جهة أخرى هناك فكر يحاربها ويحاول التقليل من شأنها ويجعلها تحت السيطرة، وما حدث للأستاذة لمرابط لهو خير دليل على ذلك فقد اضطرت للاستقالة نتيجة رأيها المعتدل في الإرث، لأن النساء هن المحرك الأول والأخير لنجاح أي مجتمع ومنذ أن بدأنا نقزم دور المرأة ونحاصرها خسرنا كثيرا، انظر للنتائج السلبية للظواهر الاجتماعية المتعلقة بالعنف والإجرام والهدر المدرسي في بلادنا و”هاشي كولو ناتج من القجان الي دايرينو للمرأة ” وأنا لم أقصد في تصريحي النساء اللواتي يتحجبن عن قناعة في إطار الحرية الشخصية، وإنما أقصد اللواتي يضعن الحجاب من أجل التأثير السياسي، ونحن نعلم أن هذه الجماعة السياسية تقزم وتحتقر وتخضع النساء لسيطرتها، فلا رهبانية في الإسلام، فالحجاب جاء من الرهبان لما يعنيه من ترك لملذات الحياة منها الزواج والمتعة الجنسية، إذا فنحن أدخلناه للإسلام عمدا حتى نخضع المرأة لقوانين محددة في إطار منظومة معية ، هذه الاخيرة “ما نافعناش حتى فشي حاجة” وبالتالي هذا ما أريد أن أقول لكن مع الأسف القوى الظلامية تحاول أن تقوض كل ما هو حداثي ، لأنهم مثل “الأحبار والرهبان” يريدون السيطرة على الناس باستعمال الدين .

شكرا على تفاعلك، كلمة أخيرة لجمهورك ولقراء جريدة “آشكاين “؟

أشكر الجماهير الفاضلة التي تتابع أعمالنا بشكل دائما ، وأتمنى أن تكون دائما راضية على ما نفعله، كما اشكر جريدة “آشكاين” على حسن الاهتمام  والتفاعل الإيجابي مع مختلف القضايا الفنية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x