لماذا وإلى أين ؟

تحركات “مول السدادر” تهدد بنسف اللجنة الملكية للنموذج التنموي من الداخل

أثار رجل الأعمال كريم التازي حنق عدد من أعضاء لجنة النموذج التنموي، إذ لم ينتظر طويلا ليشرع في استغلال وجوده المفاجئ لكثيرين في تشكيلتها، ليمرر مواقف سياسوية بعيدة عن اختصاصات اللجنة، خصوصا وأنه المُحزب الوحيد وسط التوجهات التقنية والمستقلة التي تزخر بها لجنة شكيب بنموسى.

وبدا لعدد من المتتبعين أن “مول السدادر” اختار أن يضع لنفسه شروطا للاشتغال تجعله يغرد خارج السرب، حيث لم يستحضر ،كما يقولون، أن طبيعة مهمة اللجنة تفرض على أعضائها وضع مواقفهم وحساباتهم الشخصية جانبا. حيث تسرّب أنه في الإجتماع الأخير للجنة أراد أن “يتفلسف” وأقحم ما لا شأن للجنة فيه، بشكل جعل أعضاء يستاءلون: “هل هذا السيد يخدم أجندة معينة؟”، و”هل من أهداف اللجنة التحدث عن معتقلين وقضايا ومناخ سياسي معين بدل الإتيان بأفكار واقتراحات تُنجح عملنا الذي ينتظره الجميع؟”.

كما عاب آخرون تسريب التازي مداولات ونقاشات اللجنة، معاكسا بذلك توجهات رئيسها شكيب بنموسى.

لكن في المقابل، لم يستغرب آخرون تحركات رجل الأعمال، إذ استحضروا كيف تلقى خبر اختياره حين اتصل به بنموسى قبل شهر من الآن، إذ رغم تفاجئه أظهر بحسبهم نواياه منذ الوهلة الأولى، حيث لم يتردد في التعبير عن “مخاوفه التي تخص معظم المغاربة الذين أصبحوا جميعهم متشككين للغاية” كما قال، واسترسل في “التفلسيف” الذي يجيده سائلا بنموسى إن كانت تقارير لجنته ستكون ذات جدوى عكس تقارير أخرى. وهذا الانتقاص من قيمة عمل مؤسسات الدولة في حد ذاته عامل كان سيؤدي إلى الاستغناء عن فكرة ضمه إلى اللجنة.

وهذا ما طرح لدى بعض الأعضاء وغيرهم من العارفين للتازي، سؤال هل كان اختياره في محله فعلا؟ وهل تحركاته هذه ليست مبررا لأولئك الذين أيدوا غياب السياسيين عن اللجنة؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
اشرف
المعلق(ة)
27 ديسمبر 2019 12:08

يمكن القول الكثير على التازي، لكنه في هذه المحطة لم يرفض كعدمي بل قبل بشرط الحفاظ على مواقفه وطرحها داخل اللجنة وفضح المباح داخل دواوير الحكم بكل شجاعة؛ ولولاه لكانت اللجنة مجرد مجموعة توصيات ستنسى بعد ستة أشهر. وبالتالي أجد هذا المقال مجرد تصريف لموقف سياسي أو مشكل شخصي مع التازي.

بناني المرسي توفيق
المعلق(ة)
26 ديسمبر 2019 13:46

هل أصبح كل من يعبر عن فكرة ينعت بأن يخدم لاجندة !!!!؟؟؟ . فلماذا تتخبون وراء هذه الكلمة أليس لديكم أو لديهم الشجاعة بتسمية الأسماء باسماءها ، – السياسة كالشطيح ولي تيشطح ما يغطي وجهوا – يجب نقذ ونقل الخبر من خلال الكامات المصحة و المنقولة حرفيا و ليس من الاستنباطات و التأويلات الشخصية !!!!!!!

العباس
المعلق(ة)
26 ديسمبر 2019 12:56

هذه لجنة عينت من طرف ملك البلاد فيجب ان لا يكون اي فرد من افرادها متحزبا لان الاحزاب التي توالت علي الحكم بالمملكة ليست لها رويا بعيدة المدي بل لها برنامجا انتخابيا فقط

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x