لماذا وإلى أين ؟

خبير يعلق على هجوم الوداديين العنيف على أخنوش (حوار)

شن فصيل الوداد البيضاوي، الوينرز، هجوما على حزب التجمع الوطني للأحرار، تحديدا، معتبرا أنه مصدر “المحاولات والمؤامرات” التي تُحاك ضد الفريق لهدمه، بمشاركة رئيس الفريق، سعيد الناصيري، الذي وصفه الفصيل بأنه “صاحب معول الهدم”، حسب ما جاء في بيانهم الذي اعتبر كثيرون أن لهجته وطريقة صياغته هي الأكثر شدة مقارنة مع ما سبق من بلاغات وخرجات للفصيل.

وقد أعاد هذا الحديث عن علاقة سياسيين ومنتخبين بنوادي وفرق وعُصب وجامعات، خاصة نوادي كرة القدم، خصوصا مع اقتراب الانتخابات التشريعية. إذ سبق لمسؤولي حزب الأحرار أن واجهوا موجة انتقادات عاصفة بعد تخصيص حافلات لنقل جمهور فريق حسنية أكادير إلى وجدة لمتابعة فريقهم ضد الاتحاد البيضاوي في نهائي كأس العرش. حيث أجمع أنصار الفريق على أنها كانت محاولة لاستقطاب التعاطف والتسويق.

وفي هذا الحوار، يرى الخبير الرياضي يحيى السعيدي، أن كل الأحزاب بدون استنثناء تحاول الركوب على الرياضة للوصول إلى أهدافها، وغزا سياسيون ومنتخبون مكاتب التسيير داخل النوادي والعُصب والجامعات، رغم أن لا أحد من هذه الأحزاب لا يحمل أي مشروع رياضي ضمن برامجه.

 

كيف قرأت البلاغ الناري الأخير لفصيل الوداد البيضاوي؟

إن القانون الأساسي للجمعيات الرياضية يمنع استعمال الرياضة مطية لتحقيق أهداف ومطالب سياسية، وفصيل الوينرز استنكر ما اعتبره التدخلات السياسوية في شؤون فريقهم. لكن، لا يجب أن ننسى أن مشاكل التسيير غالبا تطفو إلى السطح إذا كانت النتائج سلبية، وفي حال العكس لا أحد يتكلم، والوداديون لم يتحدثوا عن هذا الذي أوردوه في بيانهم حينما كان الفريق في أوجه. وفي نظري يتعرض الوداد لتجاذبات سياسيوية، ولا ننسى أن الفريق في يد رجل ينتمي إلى حزب (يقصد الأصالة والمعاصرة).

وها يأتي مع اقتراب الانتخابات التشريعية، إذ يحاول كل حزب وكل سياسي أن يتحرك لتحقيق أهدافه بكل الوسائل الممكنة. كل الأحزاب تحاول الركوب على الرياضة، بطريقة أو بأخرى، في وقت لا يجب أن ينظر السياسيون إلى النوادي الرياضية كمطية وفرصة للوصول إلى ما تريده. لا يجب أن يحشر السياسيون أنوفهم في النوادي، على مستوى جميع أنواع الرياضات، فالمطلوب منها هو إدماج الرياضة في سياساتهم وأوراشهم، لتكون الرياضة جزءا من المشروع التنموي.

لكن في الغالب لا تتوفر الأحزاب على مشاريع رياضية ضمن برامجها رغم تدخلها في شؤون النوادي.

بالتأكيد، ولا حزب واحد لديه مشروع رياضي، ما يوجد هو أن هناك سياسيين ومنتخبين غزوا كرة القدم تحديدا، دون باقي الرياضات، إذ نجد أنهم لا يوجدون فقط في المكاتب المسيرة للنوادي بل في الجامعات والعصب، وهذا لا يساعد على إضافة عقلانية في تدبير النوادي، بل العكس. إذ يصعب عليه التوفيق بين عمله السياسي وتدبير النادي.

وأحيل هنا إلى المادة 14 من مدونة الأخلاقية لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم، إذ تجرم وتحرم أي تدخل سياسي سياسيوي في شؤون العصب والجامعات الرياضية، وقد رأينا كيف تدخلت الفيفا في أكثر من مرة وجمدت أنشطة جامعات واتحادات دولية بسبب التدخل. وبالتالي عندما يكون السياسي والبرلماني وأي منتخب داخل النادي فهذا تدخل سافر في أمور الرياضة.

إذن لن تتحسن أوضاع النوادي المغربي مادام السياسي يتدخل في ما لا يعنيه؟

أغلبية النوادي هي مصدر أطماع السياسي، وهذا ليس وليد اليوم، فهي ظاهرة قديمة. المطلوب من الأحزاب أن ترى الرياضة والأندية على أنها مشروع مجتمعي تنموي، خصوصا أن كرة القدم أصبحت تجارة مربحة للنوادي جعلت منها شركات عملاقة تساهم في التنمية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x