تقارير رسمية تكشف النعمة التي دعا العثماني المغاربة إلى حمد الله عليها

آشكاين/محمد دنيا

في الوقت الذي أكدت فيه مجموعة من التقارير الرسمية؛ فشل عدد من المخططات الإصلاحية التي اعتمدها المغرب، في قطاعات مختلفة من قبيل الصحة والتعليم والفلاحة والصيد البحري، (أكدت فشلها) في تحقيق المبتغى منها، ما يزال رئيس الحكومة؛ سعد العثماني، يعلن على رؤوس الأشهاد بأن المغرب حقق إنجازات وصفها بـ”المهمة” وتنمية اقتصادية واجتماعية “مهمة جدا”، رغم أن التقارير التي أصدرتها مؤسسات مغربية رسمية تقول عكس ذلك تماما.

صحة تعاني

عكس ما يقول العثماني، كشف تقرير المجلس الإقتصادي والإجتماعي والبيئي، بأن “المنظومة الصحية بالمغرب تعاني من إختلالات عميقة، بما في ذلك نقص الموارد البشرية واللوجستية، وضعف عرض خدمات الرعاية الصحية، وتقادم البنيات التحتية الإستشفائية، وعدم تعميم التغطية الصحية الأساسية وتوزيع الأطباء غير الناجع واللامتوازن بين مختلف جهات المملكة.

التقرير الصادر قبل ثلاثة أيام، اعتبر الميزانية التي خصصتها حكومة العثماني لقطاع الصحة في المغرب، تظل “أدنى من المستوى الموصى به من لدن منظمة الصحة العالمية”، مشيرا إلى أن “الحكامة المعتمدة في تعميم نظام المساعدة الطبية (راميد) سنة 2012، أدت إلى انهاك مرافق الصحة العمومية، بالنظر لتزايد أعداد المواطنين المشمولين بهذا النظام، دون أن تواكب ذلك زيادة مهمة في التمويل المخصص للقطاع ولا تأهيل مسبق له”.

وأكد المصدر ذاته، إلى أن المواطنين الذين قال رئيس الحكومة “مكيشوفوش النعمة لي عايشين فيها”، “يجدون أنفسهم إزاء منظومة صحية تسير بسرعتين، وتعاني من وجود شرخ بين قطاع صحي خاص؛ يتسم بجاذبيته، لكنه مرتفع الكلفة، وبين قطاع صحي عمومي ماض في التدهور ويعمل تحت الضغط”.

تعليم عاجز

المغرب؛ الذي حقق انجازات “مهمة” حسب العثماني، منظومته التربوية “عاجزة عن الإضطلاع بمهامها الأساسية”؛ وفق التقرير الذي اطلعت عليه “آشكاين”، والذي اعتبر أن “الهدر المدرسي يشكل معضلة في المدارس العمومية حيث طال حوالي 338.000 تلميذ(ة) في التعليم الإبتدائي والإعدادي خلال الموسم الدراسي 2018، رغم برامج الدعم الاجتماعي التي تم اعتمادها في قطاع التعليم؛ ولم تعط النتيجة المتوقعة منها، من قبيل برنامج تيسير، ومليون محفظة مدرسية، والمدارس الداخلية”.

وعلى مستوى اكتساب المعارف، فقد صنفت الإختبارات الدولية التي تقارن بين مستويات التعلمات بين تلاميذ العديد من البلدان، المغرب ضمن أضعف ثالث دول في هذا المجال، سواء على مستوى القراءة أو الرياضيات أو العلوم، وذلك بسبب “التكوين غير الكافي للمدرسين والقصور في تكوين أفراد هيئة التدريس”.

مخطط أخضر فاشل

من جهتها، أكدت المندوبية السامية للتخطيط في تقرير جديد تحت عنوان “أية آفاق للتبعية الغذائية للمغرب بحلول عام 2025″؛ وأثبتت بالأرقام فشل مخطط المغرب الأخضر؛ الذي ما فتئ وزير الفلاحة عزيز أخنوش يتغنى به، في تحقيق أهدافه المسطرة؛ سواء في حجم الإنتاج أو توفير فرص الشغل.

وأوضح التقرير؛ الذي اطلعت عليه “آشكاين”،أن أداء قطاع الفلاحة “ظلَّ معتدلاً بالمقارنة مع الأهداف المسطرة في إطار مخطط المغرب الأخضر، ولاسيما تلك المتعلقة بتحقيق 100 مليار درهم؛ كثروة إضافية للقطاع في أفق 2020″، مسجلا “النقص الحاصل في القيمة المضافة الفلاحية بحوالي31،7 مليار درهم بين عامي 2013 و2018”.

فشل المخطط الأخضر؛ لم تؤكده المندوبية السامية للتخطيط وفقط، بل سبقها إلى ذلك المجلس الأعلى للحسابات؛ عبر تقرير صدر قبل أشهر، كشف عددا من الاختلالات، وعلى رأسها “غياب تصور لتدبير المخاطر، واختلالات برامج فلاحية رصدت لها ملايين الدراهم، إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها المسطرة؛ سواء في حجم الإنتاج أو توفير فرص الشغل”.

العثماني والعام زين

ورغم كل هذه التقارير”السوداء”؛ التي تكشف عورة تسيير الحكومة الحالية؛ بقيادة العدالة والتنمية، ورغم التعبيرات الإحتجاجية التي تنتقد الوضع؛ تارة في الملاعب وآغاني “الراب”، وتارة أخرى في مواقع التواصل الإجتماعي، ما يزال رئيس الحكومة يدعو المغاربة إلى تثمين النعمة التي يعيشون تحت ظلالها، لأنها حسبه “تاج فوق رؤوسنا”، لكننا “لا نراه”.

كلام العثماني، تزامن مع صدور تقرير المجلس الإقتصادي والإجتماعي والبيئي، حيث قال يوم أمس خلال افتتاحه اللقاء التواصلي بجهة الدار البيضاء سطات، إن “بلادنا حققت إنجازات مهمة وتنمية اقتصادية واجتماعية مهمة جدا، ونحن في جميع المؤشرات في إفريقيا نكون في المراتب الأولى؛ وأحيانا على المستوى الدولي”.

وخلص رئيس الحكومة، خطابه بأن “هذه المرحلة الجديدة التي نعيشها، تحتاج منا أن نتسلح بجرعة عالية من الوطنية والتعاون والتضامن، خصوصا أننا إذا اشتغلنا جميعا بحس وطني ننجح، وإذا دخلت مسائل أخرى على الخط، تفشل المشاريع”، وفق المتحدث.