2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

اعتبر حكيم بنشماس، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن الأخير ودع آخر أيام سنة 2019 واستقبل أولى أيام سنة 2020 بـ”حدث سعيد، واعد بأفق انبعاث متجدد لمشروعنا السياسي، ألا وهو حدث المصالحة التي سيلتئم بفضلها من جديد، شمل مناضلات ومناضلي الحزب، وسيغدو ما عشناه جميعا من أزمات ومصاعب تنظيمية جزءا من الماضي، وصفحة طويت من تاريخ حزبنا ولن تقرأ مجددا إلا بعين ناقدة تستلهم منها العبرة بهدف عدم تكرار ما جرى”.
وقال في تصريح معمم “إن ما عشناه من مصاعب خلفت لدينا جميعا جروحا في ذواتنا وفي ذات تنظيمنا، كان بمقياس التاريخ، مظهرا من مظاهر أزمة نمو حزبنا، ومحطة مؤلمة من مسار النمو هذا، غير أن الخطأ، كل الخطأ، هو اختيار المكوث في هذه المحطة الحرجة، وعدم تعبئة الطاقات، بكل مصادرها النفسية والفكرية والتنظيمية من أجل استلهام العبرة من هذا المسار الصعب، واستثمار عناصر القوة التي يحملها كل مناضل ومناضلة بحزبنا، واستشراف آفاق أرحب لمشروعنا السياسي”.
وتابع: “لم يكن حدث المصالحة السعيد ممكن التحقيق لولا ما أبان عنه مناضلات ومناضلو الحزب الصادقين، الأوفياء منهم لقيم التأسيس، في مختلف أجهزته، من بعد رؤية، وسعة صدر، وقدرة على تجاوز الذاتيات، واستحضار الدواعي التي جعلت من مشروعنا السياسي، ولازالت، ضرورة مجتمعية وعنصر توازن بكل معانيه الفكرية والسياسية، وعاملا مساهما في حماية المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي”.
وشدد على أن الحزب تمكن “من تفويت الفرصة على من أراد توظيف ما ساهمنا جميعا في بنائه، على مدى أكثر من عشرة سنوات، لخدمة أجندات ذاتية غارقة في الانتهازية، كما نجحنا، حتى الآن، في إجهاض خطط تصفية مشروعنا السياسي، والقضاء على تجربة فريدة في المشهد الحزبي الوطني الفخور بتعدديته التي تعود إلى فجر استقلال البلاد، كما فوتنا الفرصة جميعا على كل من أراد القضاء على تجربة حزبنا، وهم متباينون من حيث مصالحهم ومواقعهم وأهدافهم الظرفية والاستراتيجية، لكنهم يلتقون في هدف مشترك، يتمثل في ترسيم مشهد سياسي مرتهن، على المدى المتوسط، وربما الطويل، بعرض حزبي محافظ مهيمن، ورديف ريعي ومصالحي مرتبط بالعرض المذكور”.
ودعا الباميين إلى وضع اليد في اليد “لاستدراك ما ضاع من زمن تنظيمي وسياسي، وتقديم ما يمليه دورنا المؤسساتي كحزب سياسي، من عروض برنامجية وإسهامات في مختلف أوراش العقد الثالث من عهد جلالة الملك محمد السادس، لاسيما أوراش التفكير الجماعي والتشاركي في النموذج التنموي الجديد، وتأهيل الحقل الحزبي وتسريع وتيرة تفعيل الجهوية المتقدمة، بالإضافة إلى ضرورة مواصلة تقديم إسهامنا الوطني لتقوية مناعة دولتنا الوطنية في مجابهة الصدمات الخارجية والتحديات الآتية من بيئة جهوية ودولية شديدة التعقيد”.
ونادى إلى “إعادة التموقع كوسيط حزبي فعال (على المستويين السياسي والترابي) والاستعداد للاستحقاقات الانتخابية المختلفة والعمل بكل الوسائل المتاحة على منح الناخبات والناخبين أفقا آخر بديل عما يراد ترسيمه من عرض سياسي مهيمن، على المديين المتوسط والطويل، وتقديم عرض سياسي يتبنى أفق العدالة الاجتماعية والمجالية والجيلية، وقيم المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، ويرتكز على تامغربييت، بوصفها وطنية دامجة وموحدة (بكسر الحاء)، وغنية بتنوعها، وهي في المبدأ والمنتهى، قيم العهد الجديد”.