لماذا وإلى أين ؟

هذا يومنا الأول من 2020

رشيد البلغيتي

إنها السنة التي يريد فيها الملك محمد السادس الوصول الى نموذج جديد يراه مناسبا لتحقيق التنمية وقد كلف وزيره السابق في الداخلية التقنوقراطي شكيب بنموسى لرسم ملامح هذا النموذج.

غاية التنمية الإنسان وجوهر الإنسان حريته. لقد تحولت الخارطة التنموية الحديثة من سلك طريق الثراء المادي الى الرفاه البشري وإن كان الطريق يمر، بالضرورة، عبر التنمية الإقتصادية فإن الأخيرة تعتبر وسيلة وليست هدفا في حد ذاتها.

يرتكز دليل التنمية البشرية على أبعاد ثلاث وهي: التعليم، الصحة والدخل وهي العناوين الكبرى التي حملها شباب الريف الى الفضاء العام ودافعوا عنها وطالبوا بتحقيقها بشكل سلمي قبل أن يزج بهم في السجن.

هذه الأحكام الثقيلة أثارت غضب المواطنين في كل مكان وهو الغضب الذي عبر عنه الصحافي عمر الراضي من خلال تدوينته التي حولته الى سجين رأي داخل زنازن المملكة قبل أن يتقرر متابعته في حالة سراح يوم أمس.

غضب عمر ناتج عن غياب الأمن القضائي أو فشل الدولة في الوفاء بدينها الأصلي اتجاه مواطنيها، وفق تعبير الأستاذ نور الدين العوفي، أستاذ الاقتصاد وعضو اللجنة الملكية للنموذج التنموي.

يقتضي الوصول الى هذا النموذج، إن حسنت النيات، المرور عبر مسلك الحريات والظاهر أن صانع أو صناع القرار في المغرب يبحثون عن مسلك آخر فيه الكثير من المنعرجات.

إن التنمية نتيجة لمشاركة الراغب فيها (مضمونها وهدفها) وهو الانسان ولا تتأتى إلا بالحوار والتعبير الحر عن الرأي دون إكراه ودون عنف يغلف بقوانين جائرة معادية لفلسفة القانون وأخلاقه وغاياته وأكبر غايات القانون العدل.

عَبَّرَ رشيد بن الزين، كريم التازي وادريس كسيكس.. وهم أيضا أعضاء في اللجنة الملكية للتنمية البشرية عن هذه الفكرة، كل بطريقته، وهذا أمر يحسب لهم، إلا أن المغاربة ينتظرون اليوم أفعالا لا أقوالا. إنهم ينتظرون معتقلي الرأي وآخرهم رشيد سيدي بابا (معتقل قصر الامارات بطاطا) عند أبواب السجون لأن المسجونين ظلما غاية التنمية لا حطبها.

إن استمرار نخب لها مصداقيتها في مناقشة “نموذج تنموي” داخل لجنة رسمية في ظل هذه الردة الحقوقية يحولهم، من حيث لا يعلمون، الى أقفال إظافية على أبواب سجون مستدامة يقبع فيها من حاول المساهمة في رسم معالم نموذج تنموي مرتكز على الحرية والعدل والرفاه.

أخشى أن يأتي يوم يقول فيه المحترمات والمحترمون، داخل اللجنة الملكية، والافاضل مثل التازي وكسيكس والعوفي وبن الزين.. ما قاله حسن أوريد، في ندوة من ندوات “حركة 20 فبراير” يناير 2013: عليّ أن أفقأ عَيْنَيَّ، كما فعل أوديب، تكفيرا عن الخطيئة!

مخطئ من يعتقد أن الأوطان تدبر بمنطق الضيعات وأن ناتج القطن لن يزيد إلا بجلد ظهور العبيد.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
reda
المعلق(ة)
3 يناير 2020 09:19

katbo ghir smayat li katab al ma9al est ce que c’est balghiti??

السعيد
المعلق(ة)
3 يناير 2020 04:33

وأضيف على ما قاله الاخ البلغيتي ـ الذي أحيي إطلالته بعد طول غياب ـ فأقول بأن القكر لايمكنه أن ينضج إلا في جو من الحرية ، وأن سياسة الترهيب وتكميم الأفواه لايمكنهما إلا أن يكبحا جماح الإبداع .

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x