لماذا وإلى أين ؟

عادل أبا تراب: على الدولة أن تجد صيغا لدعم الثقافة الوطنية بدل تغيير الوزارة في كل مرة (حوار)

يعيش المشهد الفني، في الآونة الأخيرة، سيما في مجال الغناء، العديد من التخبطات والعراقيل التي ربما أثرت بشكل أو بآخر على المجال، ولعل آخرها ضلوع بعض الفنانين في ملفات قضائية.

ولأن فضائح المغنيين طغت كثيرا على سطح المجال وبدت حديث الصباح والمساء على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتأت “آشكاين” أن تستضيف في فقرة “ضيف الأحد” الفنان الممثل والمسرحي عادل أبا تراب للحديث عن أوضاع المسرح والدراما والمشاكل التي تواجه الممثلين في ظل غياب أي سياسة ثقافية واضحة مع الحديث عن أعماله ومشاريعه المستقبلية.

في نظرك ما هي العراقيل التي يعيشها المشهد الفني المغربي اليوم؟

من بين العراقيل التي يشهدها المسرح، هو قلة الدعم المادي، بالرغم من أن هناك عروضا جيدة وممثلين جيدين، فمن ناحية المنتوج فالمسرح المغربي يعرف طفرة نوعية في العالم العربي إلا أنه لا يسوق بالطريقة التي من المفروض يسوق بها. والأمر يظهر من خلال الجمور الصغير الذي يهتم بالمسرح، هذا من جهة.

من جهة ثانية من الصعب إيصال المسرح في ظل الظروف التي يعيشها وبالتالي، فإن على وزارة الثقافة إيجاد صيغة أخرى لتسويق المسرح وفتح المجال أمام المؤسسات الخاصة والشركات للاستثمار فيه ودعمه وإيصاله بكل سلاسة، كما يتوجب أيضا تفعيل الجهوية الموسعة في مجال التمثيل المسرحي عن طريق تخصيص ميزانية خاصة بالجهة في مجال الثقافة والمسرح الذي هو بدوره سيخدم هذه الجهة بالتعريف عن ثقافتها وعاداتها.

وبالنسبة للدراما فقد عرف المغرب تغييرا من حيث الإنتاجات على عكس السابق، وكما أن هناك أعمال في المستوى هناك أيضا أعمال لا ترقى وذلك بسبب العبثية التي تتجلى في غياب سياسة ثقافية واضحة، خصوصا مع ظاهرة خريجي “الإنستغرام” و”اليوتيوب” الذين أصبحوا يظهرون على الشاشة للتساءل عن وعيهم الثقافي أو السياسي، في حين أن الهدف من استقطابهم يتمحور فقط لجلب المشاهدات بالرغم من أن هذه الخطوة غير مشحونة وتفتقر لذكاء تسويقي. المشهد الدرامي لا يزال يفتقر لكتابة سيناريوهات محبوكة كما أن الفاعلين والقائمين على هذا الميدان يتوجب عليهم الوقوف عل قانون مظبوط وفعال يؤطر جميع الجوانب المتعلقة بالمجال.

وزير الثقافة والرياضة حسن عبيابة قال إن “الفن وظيفته هي الفرجة”، هل يمكن حصر وظيفة الفن في الفرجة فقط؟

إذا كانت اللغة تشكل عائقا فالفن يلعب دورا مهما في تقريب الرسائل وتلاقح الحضارات والتعبير عن ثقافتها، أستغرب من تصريح الوزير السيد حسن عبيابة لأنه يضرب بذلك عرض الحائط وظيفة الفن التي طالما اعتبرها تاريخ البشرية لغة الحضارة. الوزير ليس وزيرا “على الحيوط” الوزير هو الذي يلتقي مع المهنيين وأصحاب الحرفة لمعرفة المشاكل ومحاولة إيجاد حلول وهذا الأمر يسجله التاريخ في سجله ويحسب له، وليس أن يعتبر أن وظيفته تنحصر في المكتب فقط وتمضية وقته دون مشاكل.

ولاحظت في الآونة الأخيرة وكأن وزارة الثقافة أصبحت تشكل مشكلا، سيما أنه في كل مرة يتم إدماجها مع قطاع آخر، فبعدما كانت تسمى وزارة الثقافة والاتصال أصبحت وزارة الثقافة والرياضة، في اعتقادي أن الدولة عليها أن تجد صيغة معينة لإحداث هيئات أو صندوق الدعم الوطني للثقافة أو شيئا من هذا القبيل وربما سيشتغل بطريقة أفضل من وزارة الثقافة التي ربما هي أيضا قد تؤتي أكلها من خلال الاشتغال فقط على ماهو قانوني.

 في نظرك هل الفنان المغربي تتجسد فيه معايير الفنان الحقيقي؟

في نظري ليس هناك فنان حقيقي وفنان غير حقيقي، الفن فن والفنان فنان بالرغم من المشاكل التي توجد في جميع البلدان مع اختلاف حدتها، ليس هناك أي معايير دولية، وإنما هناك صيغ قانونية في دول متقدمة يحترمون بها الفنان والذي على إثرها يشتغل هو الآخر بمهنية وجدية في جميع فروع الفنون.

وقبل الحديث عن المعايير، الأهم تكون عندنا قوانين مظبوطة تحترم شخصية وكرامة وإنسانية الفنان بتخصيص جو وفضاء ليشتغل فيه بأريحية، وبعدها كل شخص ستظهر إبداعاته وأعماله التي يبقى الجمهور هو الحكم الأول والأخير فيها.

بصفتك فنانا تجمع بين المسرح والتلفزيون والسينما، كيف ترى أن الفن يساعد على تنمية ذكاء الفرد؟

هناك كتب كثيرة تحدتث على أن الفن يساعد على تنمية المجتمع وتطويره وتوعيته، الفن وسيلة لتسليط الضوء على مواضيع عدة ووضعها محط نقاش للرأي العام، الفن بجميع فروعه وسيلة للتربية بطريقة فنية إيجابية وهذا من بين أدوارها المتعددة، والفن ليس مسألة فرجة فقط كما سبق أن ذكر الوزيرعبيابة وإنما عن طريق الفن أيضا نترك تاريخا للأجيال القديمة التي تتعرف على ما قام به أسلافها في القدم وهكذا دواليك.

ما هي مشاريعك وأعمالك المستقبلية؟

لقد أنهيت تصوير مسلسل جديد ستبثه القناة الثانية دوزيم تحت إسم “السر المدفون” للمخرج ياسين فنان، وأحضر مشاريع تلفزية بإذن الله، كما قمت بإخراج مسرحيات من بينها مسرحية “معروض” مع فرقة الفدان بتطوان ومسرحية “شامة” بمدينة الدار البيضاء، كما أنني سأقوم بجولات مسرحية في المغرب وفي الخارج مع فرقة “تانسيفت” مسرحية “ضيف الغفلة” ومسرحية “لادريسا غلط” مع فرقة شمس ومسرحية “نزلوا على سلامتكم” مع فرقة أكواريوم من إخراج نعيمة زيطان.

وفي السينما أنهيت تصوير فيلم سينمائي بعنوان “la marchandise ” من إخراج نصرت من المرتقب عرضه في المستقبل القريب.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Ali
المعلق(ة)
8 يناير 2020 21:52

لا علاقة لهذا الشخص بالفن ولا بالتنشيط لا من قريب ولا من بعيد؛ الأفضل له البحث عن عمل يناسب مؤهلاته العضلية ك كسال في حمام ..أو حارس ليلي للدراجات العادية .. مع كامل احترامي للشرفاء مزاولي هذه الحرف؛ ليس من شيم الشرفاء التلصّق على صناديق المال العام.. الشرفاء حقاً يخلقون الثروة ولا يعلّقون فشلهم على الغير

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x