لماذا وإلى أين ؟

أخنوش يجمع قطع غيار “الجرار”

بلغت رغبة عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، في السيطرة على المشهد الحزبي إلى مستوى المساس بحُرمة الأحزاب وتعكير مياهها الداخلية. إذ استهل 2020 بالخوض في معركة أخرى ضمن الحرب التي وجد فيها نفسه لكسب الانتخابات التشريعية العام المقبل، بعدما أنهى الموسم الماضي بالتجول بين الدول الأوروبية باحثا عن أصوات أفراد الجالية تزامنا مع تجول التجمعيين بين المدن المغربية.

وبدا أن أخنوش خطّط لتكون السنة الحالية المتبقية للاستحقاقات التي يعول عليها بداية حملة للانسلال إلى داخل الأحزاب، لـ”سرقة” كل من لا يجدون حرجا في المساومة على حساب مبادئ حزبهم.

ولتكون الغنيمة وافرة و”الضْربة صْحيحة” مهما كلف الأمر، بمنطق زعيمهم المسؤول عن أكثر من قطاع، لمْ يفكر “التجمعيون” طويلا ليبحثوا عن المنبع الأنسب، فقد رأوا أن “الجرار” المعطوب جعل عددا من الأعيان وذوي النفوذ والمنتخبون الذين ألفوا الترحال يستعدون للترجّل منه، بعدما تقاطروا لركوبه حينما كان يسعى إلى “الحرث” قبل أن يسقط محركه وتتناثر قطع غياره.

وانكشف أن أخنوش يحوم في محيط حزب الأصالة والمعاصرة، وحده الظاهر الآن على الأقل، بعدما خرجت المؤسسة الإقليمية والجهوية والوطنية لمنتخبي ومنتخبات البام، لتفضح كيف أن عددا من رؤساء الجماعات بإقليم شفشاون، تعرضوا لضغوطات ومساومات من حزب التجمع الوطني للأحرار. بل إن مرحلة الاستقطاب متقدمة بعدما عقدوا لقاءات آخرها في منتجع سياحي في تراب عمالة المضيق الفنيدق. ويقال إن من أبرز الوجوه التي تعتزم تغيير لونها السياسي البرلماني وعضو مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة توفيق الميموني، والأمين العام الجهوي للبام ورئيس جماعة متيوة المعتصم أمغوز.

وأوضحت المؤسسة أن بعض رؤساء الجماعات بشفشاون صرحوا للتجمعيين بمواقف مسيئة للبام، ومخلة بآداب وضوابط الانتماء الحزبي، وهو ما استدعى فتح تحقيق في الموضوع وسيتم إحالة التقرير على لجنة الأخلاقيات بالجهة، قصد ترتيب الآثار القانونية جراء الخضوع لابتزازات حزب أخنوش.

والأكيد أن رؤساء جماعات مدن الشمال لم يكونوا الوحيدين الذين وضعهم “التجمع” نصب أعينه، إذ بحسب قراءات محللين ستستغل “الحمامة” “أجنحتها” توقف الجرار في مفترق الطرق دون قائد، لتُبصر وتقتنص أعيانا ومنتخبين يأتون بحصتهم من الأصوات لعل وعسى أن تفلح في تحقيق ما يريده أخنوش.

ما يقوم به التجمع الوطني للأحرار يندرج ضمن وظيفة الاستقطاب، ولا حرج في ذلك، في نظر خالد الشيات أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق بجامعة محمد الأول بوجدة، لكن “لا يجب أن يكون ذلك بمنطق القبائلية والأعيان، بل بأشخاص معروف عليهم نزاهتهم ورصيدهم السياسي”، يستدرك الشيات قبل أن يؤكد أن “البام” و”الأحرار” يجمعهما هدف ومنطق واحد، إن لم نقل إنهما حزب واحد، ميزتهما التقاطب الشخصي والتنازع حول القيادة وليس الاستناد إلى برامج واضحة.
وبحسب منسق الدراسات المغاربية بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، فإن “البام” الآن في صدد البحث عن دماء جديدة لوضع رجله في الحكومة المقبلة وهذا ما مُهد له بإعادة النظر في منصب الأمين العام الجديد.
أما حزب أخنوش، يقول الشيات، فهو في وضع أكثر ملاءمة من الناحية النظرية فقط، مبرزا أنه من الناحية الإصلاحية لا يمكن الاعتماد عليه في ما يتعلق بالتسيير، مشددا على أن الأمر دائما محصور في الاحتمالية على اعتبار أن المشهد الحزبي في بلادنا غير قار وتميزه التدخلات.
وسجل الأستاذ نفسه أن هناك تقاطبا داخل الحزبين المعنيين، مشيرا إلى أنه الخلاصة هي غياب قناعة بقدر ما ترتبط المسألة بترتيب التموقعات والقواعد وليس بناء على رؤية وأهداف مادام المشهد الحزبي مبنيا على الانتفاع وتطبعه منظومة الأعيان.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x